الرب يسوع ترك اليهودية قاصداً الجليل . المسيح الأعظم لا يريد للأصغر ( يوحنا المعمدان) أن يختفي لذلك ترك له اليهودية ليستكمل إكليله.لأنه عالم أن المعمدان يجب أن يخدم سريعاً في اليهودية ثم يمضى شهيداً.الشمس تمضي إلي الجليل لكي يتلألأ القمر في اليهودية.هكذا يرتقي المسيح بخادمه المعمدان ثم يذهب إلي الجليل قاصداً أن يرتقي بخادمته السامرية .
المسيح سلم السماء
المسيح هو السلم السمائى الذي تدرج عليه إيمان السامرية حتي وصل إلى قبول المسيا.
كانت أسئلة السامرية كثيرة بدأت ب: كيف تطلب مني ؟ و إنهالت الأسئلة مثل من أين لك الماء ؟ هل أنت أعظم من أبينا يعقوب؟ أين يكون السجود؟ حتي وصلت إلي (أنا أعلم). إستندت المرأة الخائفة من الناس علي محبة رب الناس حتي تصل إلي ميناء الخلاص.
بدات ب (أنا لا أعلم كيف أو أين أو من ) فإنكشف قدامها أقنوم المعرفة.في المسيح توجد كل الإجابات.تُقبَل كل الأسئلة. إذا إنطرحنا قدامه بجهلنا يأخذنا إلي الحكمة في شخصه.
الأسئلة كثيرة و الرب طويل البال يرحب بالسؤال تلو السؤال.يصحح السؤال و يجيب علي ما هو هام لخلاص النفس.حتي وصلت إليه النفس فهتفت أنا أعلم أنك مسيا لأنك أخبرتني بكل شيء.
– تدرجت في أسئلتها من الرفض التام (كيف تطلب منى ,أنت يهودي و أنا سامرية) إلي الجدل الممكن ( من أين لك بالماء و ليس لك دلو و البئر عميقة؟ إلى التمني(ألعلك أعظم من أبينا يعقوب إعطنى هذا الماء) ثم الطلب على إستحياء حين طلبت من السيد بإعتباره العارف بكل الأسرار أن يحسم الصراع بين اليهود و السامريين بشأن الهيكل المقبول هل هو هيكل أورشليم أم هيكل جرزيم بالسامرة.إلي الكرازة بكل جرأة بالمسيا الذى إكتشفها و إكتشفته و هو ما لم تحلم به.
من الرفض إلي الكرازة كانت رحلة السامرية و هي كذلك رحلة كل نفس تعرفت علي المسيح و تعلقت به إلي النهاية. اصبحت السامرية كارزة.تركت الجرة . راح العطش.الخائفة من الناس صارت تبشر الناس.عجباً يا صانع النفوس الذى بخلاصه قام الموتى يبشرون بالأبدية؟ حقاً أنت السلم السمائي.
– تدرجت رؤيتها للمسيح إذ كان في بداية الحوار مجرد رجل يهودى في نظرها ثم أصبح سيداً ثم نبياً ثم مسيا و هى علي السلم السمائى ترتقى.
– تدرجت معرفتها بالمسيح لأنها في بدء الحوار لم تكن تعلم عطية الله و من هو الذي يكلمها.ثم لم تكن تعلم عن أى ماء يتحدث المسيح.ثم لم تكن تعلم لمن تسجد.لكنها في النهاية بدأت تعلم أنه المسيا.حتي أن السامريين شهدوا قائلين أننا سمعنا و نعلم أن هذا هو بالحقيقة مخلص العالم.
المسيح يأخذنا من جهلنا بالعطية ليقدم لنا شخصه المبارك بطرق متنوعة.و يروي ظمئنا إلي الراحة و السلام فيه ثم يعلمنا بروحه القدوس كيف نخضع له و نتبعه. و حينما نثق به يدربنا لنشهد له . ساعتها لن نطيق أن نصمت بل بكل قوانا نعلن أنه مخلص نفوسنا الصالح.
إعطينى لأشرب
بدأ الحوار بطلب المسيح من السامرية أن تسقه.فإستصعبت السؤال.لم تري المسيح عطشاناً بل رأته خصماً. كان نظرها منحصر بين (الجنس -و الجنسية- رجلاً- يهودياً). لكن تأنى الرب عليها فتبينت أنها في حضرة الإله.
لا زال المسيح يجوب العالم.يتجول في الشوارع و الأزقة كغريب بينما ينتظره البعض متجلياً في مجده. و هو شاء أن يظهر للناس صغيراً غريباً عطشاناً جائعاً مريضاً محبوساً .هذا هو المسيح الذي لم يدركه العالم من شدة تواضعه. إنتبهوا أيها الأحباء حين تسمعون صوتاً يسألكم شيئاً.قولوا في قلوبكم ألعله هو المسيا؟
سيأتي يوم يقول الديان فيه قدام الجميع كنت عطشاناً, كنت جوعاناً ,كنت مريضاً ,كنت محبوساً,فهل يظل البعض يعامل المسيح حسب جنسه و جنسيته؟ هل يظل البعض يفرز الناس غير عالم أنهم بهذا يستبعدون المسيح من حياتهم.
إن حوار المسيح مع السامرية يكفي ليكون حواره مع البشرية . فلنستعد للأصاغر لأن المسيح شاء أن يتصور فيهم.لم نعد بحاجة إلي نفس الحوار لكي نتأكد أنه المسيا و لا نحتاج إلي دليل يثبت أننا نحن الذين سنشبع إن أطعمناه ,سنرتوى إن سقيناه و سنتحصن إن آويناه.سوف نكتسى إن سترناه و سنشفي إن زرناه و و سنتحرر إن أتيناه .لم نعد نحتاج نفس أسئلة السامرية حتى نفعل مثلها و نتحول من الكلام النظرى إلي الحب العملي.
حوار العطاشى
كان في البداية المسيح عطشاناً و المرأة أيضاً.ثم نعجب أنه في النهاية لا المسيح شرب و لا المرأة أخذت جرة الماء. لقد روى المسيح عطشه بربح النفوس و روت السامرية عطشها بربح المسيح. اللقاء كان من أجل الأبدية و لم يكن ماء البئر إلا مناسبة صنعها للحوار.كان اللقاء بين عطشانين كلاهما إلي الآخر.إليك أنا أيضاً عطشان يا مخلصى .
لا تبحث للمسيح عن دلو
لا تبحث للمسيح عن دلو لكي يعطك الماء.فهذا عمله هو مروى العطاشي بغير دلو. في العطش أشارت السامرية علي المسيح أن يبحث له عن دلو و في الجوع أشار التلاميذ علي المسيح أن يصرف الجموع إلي القرى المحيطة و الحقول لكي يستريحوا و يجدوا ما يأكلونه و ما كان المسيح محتاجاً لمشورة التلاميذ و لا لمشورة السامرية لأن الجميع شبعوا و إرتووا لما تركوا الرب يتصرف بمشيئته الخاصة. دع الوسيلة للمسيح ليخلصك. المسيح له المجد لا يحتاج إلى مقترحات. إتكل عليه و ثق به و دعه يدبر الأمور بقدرته.هو القائل (أنا أروي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً) رؤ 21.
ليس لي زوج
لما قال مخلصنا الصالح للسامرية حسناً قلت أنه ليس لك زوج لم يكن يعني فقط حالتها الإجتماعية بل أيضاً حالتها الروحية. هي نفس محتاجة إلي العريس السماوي .النفوس التي ليس لها زوج هي التي تقبل المسيح عريساً لها و تتحد به بالروح القدس.. حسناً لو تخلصت كل نفس من قيودها الخمسة .أزواجها الأرضيين .من الشبكة التي تنسجها مداخل الجسد الخمسة حول النفس لتجرها إلي الأرضيات.حسناً لو تخلصت النفس من شباك الحواس الأرضية لكي نتمتع بالحواس الروحية المدربة بعمل الروح فيها.فلتهتف كل نفس اليوم قائلة يا سيد ليس لى زوج.أنا أنتظرك عريس نفسى.أنا أنتظر الإتحاد بك في العرس الأبدى.نعم ليس لى زوج إلا أنت.هذا هو النصيب الصالح الذى إختارته السامرية.هذا ما إستحسنه المسيح أنه ليس لها زوج و هذا ما إستحسنته السامرية أن يصير يسوع عريساً لها.كلنا مدعوون لعرس الخروف.
-
بحث موقع مفكر حر
أحدث المقالات
كيف تفكك مجتمعا ما وتدمر حاضره ومستقبله؟
Published by:علي الكاشمباحث في اللغة والادب/ 78 وسامة الرجل في التراث
Published by:مفكر حردراسة موجزة عن ديوان (فصائد في قصيدة واحدة) للشاعر والأديب ميخائيل ممو.
Published by:آدم دانيال هومه** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا الإطاحة بالنظام الايراني ... غدت ضرورية غربية ودولية **
Published by:سرسبيندار السنديالحزب الشيوعي لايختلف عن الاحزاب الدينية الفاشية .. الداخل مفقود والخارج مولود
Published by:مفكر حر** كيف بلع نظام الملالي ... الطعم ألإسرائيلي **
Published by:سرسبيندار السندي** كيف يسخر ويضحك صبيان محمد الجدد ... على عقول ألمسلمين **
Published by:سرسبيندار السنديالمسيح في فكر الإسلام والعقيدة المسيحية
Published by:صباح ابراهيممن يوميات إمرأة حلبجية
Published by:مفكر حراسطورة الإسراء والمعراج
Published by:صباح ابراهيمالفيلم الألماني " حمى الأسرة"
Published by:طلال عبدالله الخوري** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
Published by:سرسبيندار السنديفيلم ايطالي عام 1959 عن تدمر والملكة العربية زنوبيا … علامة المصارع
Published by:مفكر حر** أمة الكُورد بين ألإسلام … والتخلف والتعصب والاوهام **
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/10
Published by:علي الكاشأفكار شاردة من هنا وهناك/51
Published by:مفكر حرقراءة متأنية في ديوان (قصائد منزوعة السلاح) للشاعر نينوس نيراري
Published by:آدم دانيال هومه** كيف رتبت أل سي اي ايه … لقاء الصحفي تايكر ببوتين ولماذا ألان **
Published by:سرسبيندار السندي** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
Published by:سرسبيندار السنديالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/8
Published by:علي الكاشأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح( 18-19 )
Published by:حسن محموديأفكار شاردة من هنا وهناك/49
Published by:مفكر حرالانتخاب
Published by:مفكر حر" الاشياء البائسة" Poor Things
Published by:طلال عبدالله الخوريالأدب النسوي ما بين الإبداع والاستغلال
Published by:اسعد عبد الله عبد عليأفكار شاردة من هنا وهناك/48
Published by:مفكر حرالرب يفضح الأنبياء الكذبة
Published by:صباح ابراهيمأخطار تهدد الحياة على الأرض
Published by:صباح ابراهيمكأس عسل
Published by:عصمت شاهين دو سكيسليلة الآلهة
Published by:آدم دانيال هومهأفاعي السوء وباعة الكذب في مهب الريح ( 16, 17)
Published by:حسن محمودي** محنة العقل في الاديان ومعضلة كتبها … بالدليل والبرهان **
Published by:سرسبيندار السندي** لماذا قصف نظام الملالي الارعن … مدينة أربيل ألان **
Published by:سرسبيندار السندياوبنهايمر
Published by:طلال عبدالله الخوري** مَن سيُحاسب قادة حماس … على جرائمهم بحق غزة وأهلها **
Published by:سرسبيندار السندياسرار #الموساد عن #العراق - ج 1
Published by:صباح ابراهيمالمرأة بين الماضي والحاضر مسيرة كفاح وتنمية ونماذج معاصرة
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/4
Published by:علي الكاشالقاسم الأيمانيّ المشترك :
Published by:مفكر حرعام جديد..
Published by:مفكر حر** قصة مِيلادِ السيّد المَسِيحْ … العجيبة والفريدة **
Published by:سرسبيندار السندي#محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
Published by:محمد الماغوطأفكار شاردة من هنا وهناك/43
Published by:مفكر حرمن هو يسوع المسيح ؟ - يسوع المسيح يكشف لنا حقيقة الله-
Published by:مفكر حرالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
Published by:علي الكاشفاطمة الزهراء و غموض تاريخها
Published by:صباح ابراهيم#نزار_قباني: أيها المسيح العظيم هل تقبل دعوتي إلى العشاء .
Published by:نزار قباني** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
Published by:سرسبيندار السنديهل روح الله هو الله ام جبريل ؟
Published by:صباح ابراهيمأُمة فيها العجب
Published by:عصمت شاهين دو سكيتجاعيد وايجار واتهام
Published by:اسعد عبد الله عبد عليتقاسيم على أوتار الريح
Published by:آدم دانيال هومهالنظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/1
Published by:علي الكاشالدعاء على المسيحيّين
Published by:مفكر حرمباحث في الأدب واللغة/63 الطعام والمطبخ العربي
Published by:مفكر حرأفكار شاردة من هنا وهناك/41
Published by:مفكر حرأحدث التعليقات
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on علماء النصارى كانوا يتسمون اسماء اسلامية
- س . السندي on فاطمة الزهراء و غموض تاريخها
- س . السندي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- س . السندي on سورة مريم اقتبست من شعر امية بن ابي الصلت
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- لينا on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on #محمد_الماغوط من الغباء ان ادافع عن وطن لا املك فية بيتنا
- Mohammad Al Kassab on ضحايا صدام حسين 7
- ابن الرافدين on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- قثيم بن سنحريب الفيروزي on ** أيا عُبَّاد الهلال … لنا لكم سؤال **
- مسلم on القرآن زور التوراة والإنجيل
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- قثم بن عبد الات القرشي on هدف حماس من (طوفان الأقصى) وهدف إسرائيل من اعلان حالة الحرب
- طوفان البدروسي on ** لماذا ورطت إيران قادة حماس … بطوفان الاقصى ألان **
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية
- مفكر حر on القول ما قاله سماحة #الكاردينالساكو بشأن فاجعة #عرسالحمدانية