5- سلسلة المسيح في آحاد الصوم الكبير المسيح و السامرية يو 4

jesuscofin1الرب يسوع ترك اليهودية قاصداً الجليل . المسيح الأعظم لا يريد للأصغر ( يوحنا المعمدان) أن يختفي لذلك ترك له اليهودية ليستكمل إكليله.لأنه عالم أن المعمدان يجب أن يخدم سريعاً في اليهودية ثم يمضى شهيداً.الشمس تمضي إلي الجليل لكي يتلألأ القمر في اليهودية.هكذا يرتقي المسيح بخادمه المعمدان ثم يذهب إلي الجليل قاصداً أن يرتقي بخادمته السامرية .
المسيح سلم السماء
المسيح هو السلم السمائى الذي تدرج عليه إيمان السامرية حتي وصل إلى قبول المسيا.
كانت أسئلة السامرية كثيرة بدأت ب: كيف تطلب مني ؟ و إنهالت الأسئلة مثل من أين لك الماء ؟ هل أنت أعظم من أبينا يعقوب؟ أين يكون السجود؟ حتي وصلت إلي (أنا أعلم). إستندت المرأة الخائفة من الناس علي محبة رب الناس حتي تصل إلي ميناء الخلاص.
بدات ب (أنا لا أعلم كيف أو أين أو من ) فإنكشف قدامها أقنوم المعرفة.في المسيح توجد كل الإجابات.تُقبَل كل الأسئلة. إذا إنطرحنا قدامه بجهلنا يأخذنا إلي الحكمة في شخصه.
الأسئلة كثيرة و الرب طويل البال يرحب بالسؤال تلو السؤال.يصحح السؤال و يجيب علي ما هو هام لخلاص النفس.حتي وصلت إليه النفس فهتفت أنا أعلم أنك مسيا لأنك أخبرتني بكل شيء.
– تدرجت في أسئلتها من الرفض التام (كيف تطلب منى ,أنت يهودي و أنا سامرية) إلي الجدل الممكن ( من أين لك بالماء و ليس لك دلو و البئر عميقة؟ إلى التمني(ألعلك أعظم من أبينا يعقوب إعطنى هذا الماء) ثم الطلب على إستحياء حين طلبت من السيد بإعتباره العارف بكل الأسرار أن يحسم الصراع بين اليهود و السامريين بشأن الهيكل المقبول هل هو هيكل أورشليم أم هيكل جرزيم بالسامرة.إلي الكرازة بكل جرأة بالمسيا الذى إكتشفها و إكتشفته و هو ما لم تحلم به.
من الرفض إلي الكرازة كانت رحلة السامرية و هي كذلك رحلة كل نفس تعرفت علي المسيح و تعلقت به إلي النهاية. اصبحت السامرية كارزة.تركت الجرة . راح العطش.الخائفة من الناس صارت تبشر الناس.عجباً يا صانع النفوس الذى بخلاصه قام الموتى يبشرون بالأبدية؟ حقاً أنت السلم السمائي.
– تدرجت رؤيتها للمسيح إذ كان في بداية الحوار مجرد رجل يهودى في نظرها ثم أصبح سيداً ثم نبياً ثم مسيا و هى علي السلم السمائى ترتقى.
– تدرجت معرفتها بالمسيح لأنها في بدء الحوار لم تكن تعلم عطية الله و من هو الذي يكلمها.ثم لم تكن تعلم عن أى ماء يتحدث المسيح.ثم لم تكن تعلم لمن تسجد.لكنها في النهاية بدأت تعلم أنه المسيا.حتي أن السامريين شهدوا قائلين أننا سمعنا و نعلم أن هذا هو بالحقيقة مخلص العالم.
المسيح يأخذنا من جهلنا بالعطية ليقدم لنا شخصه المبارك بطرق متنوعة.و يروي ظمئنا إلي الراحة و السلام فيه ثم يعلمنا بروحه القدوس كيف نخضع له و نتبعه. و حينما نثق به يدربنا لنشهد له . ساعتها لن نطيق أن نصمت بل بكل قوانا نعلن أنه مخلص نفوسنا الصالح.
إعطينى لأشرب
بدأ الحوار بطلب المسيح من السامرية أن تسقه.فإستصعبت السؤال.لم تري المسيح عطشاناً بل رأته خصماً. كان نظرها منحصر بين (الجنس -و الجنسية- رجلاً- يهودياً). لكن تأنى الرب عليها فتبينت أنها في حضرة الإله.
لا زال المسيح يجوب العالم.يتجول في الشوارع و الأزقة كغريب بينما ينتظره البعض متجلياً في مجده. و هو شاء أن يظهر للناس صغيراً غريباً عطشاناً جائعاً مريضاً محبوساً .هذا هو المسيح الذي لم يدركه العالم من شدة تواضعه. إنتبهوا أيها الأحباء حين تسمعون صوتاً يسألكم شيئاً.قولوا في قلوبكم ألعله هو المسيا؟
سيأتي يوم يقول الديان فيه قدام الجميع كنت عطشاناً, كنت جوعاناً ,كنت مريضاً ,كنت محبوساً,فهل يظل البعض يعامل المسيح حسب جنسه و جنسيته؟ هل يظل البعض يفرز الناس غير عالم أنهم بهذا يستبعدون المسيح من حياتهم.
إن حوار المسيح مع السامرية يكفي ليكون حواره مع البشرية . فلنستعد للأصاغر لأن المسيح شاء أن يتصور فيهم.لم نعد بحاجة إلي نفس الحوار لكي نتأكد أنه المسيا و لا نحتاج إلي دليل يثبت أننا نحن الذين سنشبع إن أطعمناه ,سنرتوى إن سقيناه و سنتحصن إن آويناه.سوف نكتسى إن سترناه و سنشفي إن زرناه و و سنتحرر إن أتيناه .لم نعد نحتاج نفس أسئلة السامرية حتى نفعل مثلها و نتحول من الكلام النظرى إلي الحب العملي.
حوار العطاشى
كان في البداية المسيح عطشاناً و المرأة أيضاً.ثم نعجب أنه في النهاية لا المسيح شرب و لا المرأة أخذت جرة الماء. لقد روى المسيح عطشه بربح النفوس و روت السامرية عطشها بربح المسيح. اللقاء كان من أجل الأبدية و لم يكن ماء البئر إلا مناسبة صنعها للحوار.كان اللقاء بين عطشانين كلاهما إلي الآخر.إليك أنا أيضاً عطشان يا مخلصى .
لا تبحث للمسيح عن دلو
لا تبحث للمسيح عن دلو لكي يعطك الماء.فهذا عمله هو مروى العطاشي بغير دلو. في العطش أشارت السامرية علي المسيح أن يبحث له عن دلو و في الجوع أشار التلاميذ علي المسيح أن يصرف الجموع إلي القرى المحيطة و الحقول لكي يستريحوا و يجدوا ما يأكلونه و ما كان المسيح محتاجاً لمشورة التلاميذ و لا لمشورة السامرية لأن الجميع شبعوا و إرتووا لما تركوا الرب يتصرف بمشيئته الخاصة. دع الوسيلة للمسيح ليخلصك. المسيح له المجد لا يحتاج إلى مقترحات. إتكل عليه و ثق به و دعه يدبر الأمور بقدرته.هو القائل (أنا أروي العطشان من ينبوع ماء الحياة مجاناً) رؤ 21.
ليس لي زوج
لما قال مخلصنا الصالح للسامرية حسناً قلت أنه ليس لك زوج لم يكن يعني فقط حالتها الإجتماعية بل أيضاً حالتها الروحية. هي نفس محتاجة إلي العريس السماوي .النفوس التي ليس لها زوج هي التي تقبل المسيح عريساً لها و تتحد به بالروح القدس.. حسناً لو تخلصت كل نفس من قيودها الخمسة .أزواجها الأرضيين .من الشبكة التي تنسجها مداخل الجسد الخمسة حول النفس لتجرها إلي الأرضيات.حسناً لو تخلصت النفس من شباك الحواس الأرضية لكي نتمتع بالحواس الروحية المدربة بعمل الروح فيها.فلتهتف كل نفس اليوم قائلة يا سيد ليس لى زوج.أنا أنتظرك عريس نفسى.أنا أنتظر الإتحاد بك في العرس الأبدى.نعم ليس لى زوج إلا أنت.هذا هو النصيب الصالح الذى إختارته السامرية.هذا ما إستحسنه المسيح أنه ليس لها زوج و هذا ما إستحسنته السامرية أن يصير يسوع عريساً لها.كلنا مدعوون لعرس الخروف.

About Oliver

كاتب مصري قبطي
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.