يتفق الناس على ثلاث : الرقص والغناء والخمر , ويختلف الناس على ثلاث : المذهب والدين والعباده .
في المرقص والحفل والحانه تجد البشر بكل الصنوف مجتمعين ولكن في دور العباده او الأماكن المذهبيه تجد الناس شتى ومتحزبين .
فلماذا نتحزب في بيوت العباده ولماذا نجتمع في بيوت ( الحانات ) بيوت الشيطان ؟ مع تحفظي على المعاني .
لماذا يتأنق رواد الحفلات والملاهي والحانات ويضعون العطور ويحملون معهم كأس الإبتسامه ؟ ولماذا قاصدين بيوت الله نجدهم متوترين حتى نهاية المراسيم ؟ وبشكل عام الوقت الذي يقضيه الراقصون في الحفلات طويل والوقت الذي يقضيه المرتلون قصير ؟ وفي الحفل لا يوجد وقت للبدايه والنهايه وفي الصلاة العكس ؟ إقلب الحقيقه تجد الواقع إني أبحث عن الحقيقه وليس التندر .
في هذا المقال كل ما اخشاه في النهايه سوف اتهم بالزندقه والفندقه والبندقه , وقائمة الشيطان الطويله : فاسد , شيوعي , كافر ( داخل خارج ) ملحد , شيطان , ( مسه الجن ) علماني , جاحد . منزلق , منتفق , جاهل . أمي , شرير .
أما القائمة الأخرى : مؤمن , مبروك , طيب , سمحته جميله , كافي شره , عالم ( يسير على الهدى ) ملتزم , شريف , عدو الشيطان , مجاهد . شاكر . مستقيم , مهتدي , وقور , محتشم , مؤدب , يسير في طريق السلامه , عفيف .
أين الحقيقه ؟
في يوم من الأيام وهذه حقيقه وليست قصه للتسليه يعرفها العراقيون .. قفز الى قطار الليل المتجه من البصره الى بغداد شخص معه اخته التي كانت جداً محتشمه , وقال الرجل : ( من منكم يشرب عرق ؟ ) استغرب الناس ولكن قال أحدهم : أنا
جاوبه الرجل : هذه اختي هي امانة عندك الى أن توصل الى بيتها في بغداد . إنتهت الكلمات وبقي الجمهور الشرقي المسلم العربي على قطار السلامه ترافقه علامة استفهام كبيره .
انها ثقافة المروه والشهامه فهي موجوده عند الجميع وخصوصاُ البشر الطبيعيين . وهذا اقتباس فلسفي . طول تلك الرحله لم أنم وبدأت بإحتساء المشروب لعلي أجد به طريقة للنقاوه والطهاره وعندها سيأتمني الأخرون .
اذن هي الأخلاق والتربيه وليست المشروبات الروحيه وهنا يستوقفني كلمة الروحيه ففي السابق كان يطلق على الخمور المشروبات الروحيه وتحولت الى كحوليه وتحولت الى كؤوس الشيطان ( وكأنها أسلحة الدمار الشامل ) وأفردت لها احاديث خاصة بها .
كل ذلك بسبب قنينة خمر يتعاطاها البشر منذ بدأ الخليقه خصوصاً فئة المثقفين والعلماء والأدباء والفنانين وصفوة القوم علماً وتاريخاً في كل دواوين الخلافه الأمويه والعباسيه والعثمانيه وبعدها إشارات لوجود مجالس الخمر والرقص والشعر والفنون والطرب والليالي الملاح .
ماذا عن انهار الخمر في جنات السماء ؟ الجميل فيها هي كرم إلهي للمتقين على حسن السيرة والسلوك في الدنيا , خمور وحوريات .
سألت أحد الطيبين لماذا الخمور ممنوعة في الأرض ومسموحة في السماء ؟ والحديث يمنع مجالسة شاربها ؟ فرد عليّ بكل وقار : انها خمور الجنه وخمور الجنة لا تسكر .
اذن هي خمور لكنها لا تسكر .. اذن وجب تسميتها شيء آخر غير الخمر لأن الخمور نتاج عملية التخمير والتخمير يطلق الكحول والكحول هي الماده المسكره (( للمساطيل )) .
نتيجة هذا التحليل العلمي وبدون خمر أصبحت مسطولاً والمسطول في لغة أهل الأرض – في دماغه سطل فارغ . والغريب العجيب لانني في نفس هذه اللحظه أفكر في طريقه ذكيه لكي أحل هذا اللغز العجيب : خمور لا تسكر
وأستغفر الله لشطط الشيطان
وسامحونا يا أخوان .