طفل لن انساه…ومقابلة على الرصيف
مارثا فرنسيس
رأيته…. يجلس وحيداً على الرصيف
في ذبول وحزن .. مظهره غير نظيف
نظرت في عينيه …… تألمت , تمزقت
حزن عميق ..إنكسار … رغماً عني ..بكيت
كأن كل هموم الدنيا قد وضُعت على كتفيه
أو كأنه شيخ كبير قد أحنى الحِمل كتفيه
تأملته …… عيناه لاتعرف الإستقرار
تائهة يميناً ويساراً …بدون هدف أو قرار
راقبت حزنه .. فوجدته عميقاً كالبحار
وكأن دموعه بركان ….. ينوي الإنفجار
إقتربت منه .. لم يلاحظني .. لم يشعر بي
وجدت نفسي بتلقائية أخاطبه …صباح الخير
رفع نحوي عينيه بجهد …. كمن يرفع جبلا ً ثقيل
حاولت…. ان أفهم تعبيرات وجهه الجميل
جميل الملامح رغم سحابة الحزن الثقيل
لم يبتسم .. لم يقف … فقد كان جسمه هزيل
وكأنه لم يعرف أبدا معنى الإبتسام, معنى السلام
سألته عن اسمه … أجابني.. فعَرٍفته بإسمي
إقتربت أكثر منه وبكل حنان وضعت يدي على كتفه
إنفجر البركان .. بركان الدموع … بركان الآهات
ماذا فعلت ؟ هل آلمتك هل تعاني من كسور ؟
هكذا سألته بخوفِ….بشعور الأم نحو طفل صغير
أجابني الطفل الذي سيبلغ التاسعة بعد شهور
لا (ياست هانم ) بالعكس فأنا إنسان مكسور
لمستني أيادِ بلا عدد …بلا سبب كانت تهينني
كأني لست إنسانًا ولا حتى حيوان فالحيوان يُدلل
لكن هذه اللمسة غريبة ، ليس بها القسوة التي عرفتها
بل أنا لم أعرفها قبلا ولم أدرك احتياجي لها إلا بعد أن ذقتها
سألني .. ماذا تريدين مني ؟ ماذا تريدين ؟ أراكِ تختلفين !!
كانت إجابتي بسيطة وحقيقية …. أنا أحبك واريد أن اسمعك
حدّق بعينيه غير مصدق .. وكانت عيناي مشجعة له بصدق
قال ليس لي بيت ولا اهل … احتاج للحب أشتاق للدفء
اصبح بيتي الشارع ، ليس لي سقف أو جدران أو أهل
أليس من حقي أن يكون لي أب مثل الآخرين أو أم ؟؟
الا يحتاج من كان مثلي للأمان ، الا يحتاج للنوم والأحلام؟؟
لم أعرف لي أما أو أبًا ، تركوني رضيعاً ….للضياع والُيتم
احتاج حضن أم ، ورعاية أب ، أحتاج أن يكون لي بيت وأهل
كيف استمر هكذا ، كيف أعيش بل أموت بهذا الشكل
ليس لي حاضر ولايبدو هناك مستقبل ماذا أفعل ؟
أسمع عن عائلات بدون أولاد هل هذا صحيح ؟
أجبته … نعم يابني هذا صحيح ….جداً صحيح
هل لي أن أكون إبناً لمن ليس لهم أولاد ؟ ألا يكون هذا مريح؟
هل لديكم حلّ ؟ ماذا يفعل ؟
مثل لواحد من أطفال لهم أباء وأمهات إنصرف كل منهم لملذاته وترك فلذات أكباده
محبتي لأطفال الشوارع
ولكم أيضاً
الغالية مرتا بعد بضعة أسطر من موضوعك
طفل لن أنساه
بدأت دموعي تملأ عيني…لهول الأمر وفظاعته
ورأيت مرة أيضا صورة لطفل في 8-9 من عمره نائم تحت مؤخرة سيارة
وصورته لا تبارح ذهني أبدا
ومأساة الطفل تزداد سوءا عندما تلتقط هؤلاء الأطفال الأيادي القذرة لتستغلهم أبشع إستعلال
مجرمون وصراحة أقول هذا شيء تتميٌز به الدول الإسلامية فقط
الحكام العرب مجرمون ضد الضعفاء خاصة (المرأة -والطفل )في البلاد التي يحيا فيها الضمير لا وجود لمثل هؤلاء الأطفال
والأفظع الأفظع يمنعون التبني…لو يسمحون به لانحلت معظم مشكلة أطفال الشوارع
إحترامي عزيزتي