العراق يعني المسيحيون .. وهل غير هذا
بقلم: مصطفى العمري
أفهم الصراع الاسلامي , الاسلامي , بين قطبيه السني -الشيعي على انه صراع ذو جذور تأريخية بامتياز , وسياسية نفعية بشراهة , ولو لم تدخل عقدة السياسة في الدين و التأريخ لما وصلنا الى هذا الحال . تناحر المسلمون منذ وفاة الرسول الى يومنا هذا ولم يجف السيف من دماء البشر ولم يَشرق او يتنحنح ذلك السيف بقطرة دم لبريء , طفل كان او إمرأة كبير او متوسط فهو يحز الرؤوس دون رأفة و يقطع دون تردد , لأن غرضه في هذا العمل مرضات الله العلي الكبير الرحيم …. ( مهزلة )
أفهم التأريخ على انه الاثر البشري في الزمن , و الزمن الذي يرتفع بإمكانية البشر .
إقحام المسيحيين العراقيين في تأريخ لم يشتركوا به ولم تتلوث أيديهم بدمائه ولم أسمع انهم إفتخروا يوماً بذلك التأريخ الدامي لأمة مضرجة بجراح الزمن الميت و اللاهية بدحرجة الرؤوس من بعد قطعها وشيها. لم يكن للمسيحيين مطالب سياسية فوق المستوى او عبوراً على حقوق الاخرين , وبذلك تحركوا بعيداً عن أهم نقطتين دمويتين وهما التأريخ و السياسة .
لكن التأريخ الذي أسسه المسيحيون في جغرافية العراق من كلدانيين و آشوريين وغيرهم من المسيحيين إنكفئ لكي تأتي أقوام من اللامكان و تفتخر بالعراق المكان و التأريخ و الحضارة , الحضارة التي أسسها أجدادهم قبل الميلاد . و الميلاد الذي تفتحت به ارض العراق و الاقدام التي وطأتها اول الامر هم أجداد هؤلاء الذين يُطلب منهم اليوم دفع الجزية !! ( يا ربي ماهذا الانحطاط الاخلاقي و الديني و التأريخي )
أيُ استهتار هذا الذي ينزو على ممتلكات الاخر وارضه و مؤسساته ويحل مكانه ثم يطلب منه نفس المطالب التي كان يرددها اجدادنا الدمويون ( الاسلام – الجزية – الحرب )
هل يعقل أن كلداني يعشق العراق بقدر عشقه الى أجداده يدفع الجزيه الى رجل شيشاني او افغاني او عربي !! فماذا جرى للأرض حتى تبدَّلتْ بحيث استوَتْ وديانُها وشِعافُها (كما يقول شاعر عراقي ) .
بالوقت الذي ارى فيه اشلاء اهل وطني تتمزق و تتناثر و تحرق وتخرق يعتصرني ألم لا أعرف طبيعته و بالوقت الذي أرى فيه رحيل أصحاب أهل الارض و الحضارة و التأريخ يرحلون بأوامر الغرباء و الطارئين على العراق , أشعر بالتمزق و ادرك ان انسانيتنا و أخلاقنا و ثقافتنا تحتضر الى اللارجعة . سأصوم في الصمت واصمت في حداد على هذا العمل الدنيء
وأخيراً أقول كما قالها الكاتب الجزائري معمر حبار ( اللهم احفظ المسيحيين من المسلمين )