في مدينة شمالية اعتقد ان اسمها (( كليي ، او لكيجة ، او كي )) نزلت من الباص في المحطة للاستراحة ، وكان الوقت ظهرا وذهبنا لكافتريا لكي نأكل شيئا وكان معي صديقي البوسني وهو المترجم ، وكنت في مهمة إنسانية ،
وبعد ان تناولنا وجبة خفيفة تجولنا في تلك القرية الصغيرة ، وذهبت لشراء ماء من البقالة ، وكان صاحب البقالة يعرض خبزا في سلة عند باب المحل ، وبعد شرائي للماء ، لاحظت هنالك كلبا يحوم حول البقالة ، وبعد قليل نهش الكلب (( الصمونة )) الطويلة وهرب ، وما كان من صاحب المحل إلا محاولة إلقاء القبض على الكلب ، لانه وكما تبين انه فعلها عدت مرات قبل هذه المرة .
فاقنعته وكان صديقي يترجم الكلام بيننا ، فقلت له أرجوك دعني ادفع لك قيمة الخبز …!. فضحك وقال لا …
عموما أهل البوسنة والشهادة لله نفسهم طيبة جداً رغم الوضع الاقتصادي الصعب …
والرجل صاحب البقالة هو من عشائر (( السوالفا )) سلافيين ، وجدا منفتحين .
وقد اصريت وكان إصرارا مع نكتة (( أرجوك اقبل ذلك ولمدة أسبوع ، فأنا دعوت هذا الكلب للعشاء المجاني ))، لأنني تذكرت كلبي في الصغر ، ولانه جائع وهو أيضاً روح …
فأبتسم صاحب البقالة وأدمعت عيناه … وقال اقبل ذلك ، ولكن شرط ان تقبل ان نحتسي القهوة سويا .؟.
فقلت له … لم يبقى من الوقت لحركة الباص سوى 7دقائق…
فقال إذن اقبل مني هذه الشوكولاتة …!.
وتعانقنا وقلت له في طريق العودة نشرب القهوة وأرجوك أدعو الكلب للمناسبة هذه ….. هووو هووو هووو هووو…