يوسف الديك …الكذاب البغدادي الظريف .

طلعت ميشو

يوسف الديك شخصية ظريفة حقيقية ومن مشاهير الكذابين البغداديين في العشرينات والثلاثينات وأربعينات القرن العشرين. كان شماساً في كنيسة السريان في بغداد، وكان بيته مُواجه لبيت جدي ( هرمز ميشو ) في محلة حاج فتحي. وكان هذا الرجل يصنع القصص الظريفة غير المعقولة وينسبها لنفسه ويحكيها للناس بكل جد ورزانة وكأنها حقيقة لا تقبل الشك !!.
وقد تناقل أبناء عشيرتنا (ميشو ) أخباره وقصصه ومنهم والدي الراحل ( بديع ميشو )، وكنتُ قد سمعتُ عدة قصص ليوسف الديك عن لِسان والدي أذكر منها القصة التالية والتي هي بلسان أو لكنة مسيحيي بغداد وهو اللسان الذي يشبه لسان أهل الموصل ولسان يهود بغداد لكنه خاص بمسيحيي بغداد ويختلف عن بقية الألسنة حيث لا يستطيع تمييز الفرق إلا القليلين وأنا منهم من الذين يعرفون كل هذه الألسنة واللكنات شبه المنقرضة للأسف !.
يقول يوسف الديك في قصته هذه :

(( كان بيتنا على الشط مال نهر دجلة، وفد يوم العصغيي كنا قيعدين أنا والمدام مالتي بالطارمة أللي على الشط، وقتولا يا مغة قومي سويلنا شوية جاي، وقبل ما تقوم ما شوف إلا ( بُط ) تطلع غواصة من نهر دجلة وينزل مِنا كابتن وجنود أنكليز !!.
والله جا الكابتن وأخذلي تحية وقلي : كود إيفننك مستر يوسف الديك، الملكة مال بريطانيا تسلم عليك كثيغ ودزتني حتى أترجاك وأخذك معايي ونغوح ألى لندن لإن الماكنة مال صنع الفلوس خربت وما قامت بعد تصنع فلوس والملكة تعغف انو محد يقدر يصلحا غيغك .

والله صفنتُ وقلتُ لنفسي : خطيي هذي الملكة ما تقدر تحكم مملكتا بدون فلوس، قوم يا يوسف وساعد الملكة وإعمل خير بلكن الله يدخلك الجني .
والله قمتُ وقتولو للكابتن : من بطن عيني ، وصحتُ بالمغه : يا مغة خلي الجاي على الناغ ومن هوني ألى ساعة زمان غاح أرجعلكي .

المهم … دخلنا الغواصة و ( بُط ) غاصت من هوني و ( بُط ) طلعت إبلندن !، وكان الشعب الأنكليزي كلو ينتظرني على الساحل ومدولي سجادة حمغا إلى أن وصلتُ الى المعمل مال ماكنة لفلوس .
باوعتُ المكينة وفحصت هل جزء وذاك الجزء والله شفتوا برغي صغيغ ويقع من الماكنة على الأغض . أخذتوا درنفيس وضبيتونوا وبس دستوا على الدكمة وما شوف إلا المكينة بدت تشتغل وتذب فلوس بالملايين يمنة ويسرة .

طلعنا بغة المعمل وكان الشعب الأنكليزي كلو يتظاهر ويصرخ : ( يوسف يوسف يوسف ) وبعدا جتي الملكة وباست إيدي وعطتني جنطة ملياني فلوس يمكن والله كان بيا كم مليون باون أسترليني ، بس أنا فتحتُ الجنطة وطشيتوا كل الفلوس على الشعب الأنكليزي لإنو انا ما محتاج فلوس ، الله موفقني .
قامت الملكة قلتلي : شقد كريم وجنتلمان انت يا يوسف الديك !، والله لو ما إنت وعقلك وعبقريتك ومخك كان انكلترا وقعت ونسحقت من زمان !.

المهم … دخلنا الغواصة و ( بُط ) غاصت من لندن و ( بُط ) طلعت يم بيتنا على شط دجلة !. والله نزلتُ وقعدتُ بالطارمة وكان ستكان الجاي مالِتي بعدوا حاغ )) .

المجد للظرفاء الذين يُسعدون من حولهم ولو بكذبة بريئة بيضاء .
طلعت ميشو . Apr – 27 – 2018