لو قرر ملك أو رئيس أي جمهورية في العالم أن يدعم فئة من الناس على حساب فئة أخرى أو دون أن يدعم باقي الفئات الأخرى لقلنا عنه بأنه رئيس أو ملك عنصري ويميز بين الناس ويفضل أناس على أناس, فلو قرر مثلا رئيس الحكومة في العراق اليوم أن يدعم بالمال أهالي مدينة الرمادي وحجب الأموال عن أهالي مدينة البصرة لقامت وسائل الإعلام وهاجت وماجت ولم تقعد حتى اليوم ولوصفت رئيس الحكومة بأنه رئيس عنصري وظالم وجهوي وفئوي , ولو قرر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية أن يمد بالمال أهالي وسكان ولاية لوس أنجلوس ومنع تلك الأموال عن أهالي ولاية فلوريدا, لقلنا عنه بأنه رئيس غاشم ولديه تمييز عنصري.
ولو سألنا رئيس أو ملك تلك الدولة لماذا مثلا مددت بالمال أهالي هذه المدينة دون أهالي تلك المدينة؟ ولو افترضنا هذا فعلا ولم يقدم الملك أو الرئيس جوابا مقنعا لقلنا عنه بأنه إما أن يكون مختلا عقليا أو عنصريا ولديه سياسة التمييز العنصري والعرقي, اليوم كافة مؤسسات المجتمع المدني الحقوقية تقاوم التمييز العنصري وتقاوم التمييز العرقي وتقاوم سياسات الفصل العنصري وليس مقبولا من أي دولة في العالم أن تمنح حقوقا مدنية لفئة من السكان وتحرِم منها باقي الفئات الأخرى, من هذا المنطلق دعونا ننظر في هذه الآية أو الجملة : ( إن الله يهدي من يشاء ويضل من يشاء) فبغض النظر عن التفاسير القرآنية كونها تخلص إلى نتيجة واحدة وهي أن الله يدعم أناس ويترك أناس, ويدخل الجنة أناس على مزاجه الخاص ويحرم من الجنة أناس كثر لأنه هو الحر والإنسان عبدا وليس حرا, وهذا غير مقبول بباقي التشريعات المدنية, أي أن الإنسان يرفض أن يكون عنصريا في الوقت الذي يقبل فيه الله أن يكون عنصريا.. فلماذا الله يفعل هذا ولأي سبب؟ ولأي شيء, لماذا يختار فلانا من الناس ويهديه دون أن يهدي غيره, لماذا فضل الله فئة على حساب فئة ,أو لماذا يرزق فلان ولا يرزق علان ولماذا يغني من فضله هذه العائلة ولا يغني تلك العائلة؟.
من المؤكد أن الإله الحقيقي ليس كذلك فمن المستحيل أن يعطي الله س(سين) من الناس على حساب ص (صاد) من الناس هذا ليس عدلا ولا يليق بإله محب وخيّر,فلماذا الله يهدي فلان للحق ولا يهدي فلان؟ ولماذا يغني بالمال فلان من الناس ويترك جاره ينام وهو لا يملك ثمن العشاء لملء بطنه؟,الإله الحقيقي محبة ومساواة لا يميز بين مسلم ويهودي لا يميز بين مسلم ومسيحي, يعطي الكبير والصغير والمُقَمَطَ بالسرير, يرسل بشمسه على الأشرار والأخيار, ويرزق الإنسان الأبيض والأسود ويطعم الدواب والبشر, ويرسل بالمطر على كل المناخات الصحراوية والريفية, الله محبة وخير وعدل ونور ومساواة بين الأجناس كافة يرزق الإنسان ويرزق الحشرات الصغيرة.
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: بالمنطق والعقل إذا كان ألله هو الذي يهدي ويذل من يشاء فلماذا إذن كل هذا أكلان الفجل وسيل الرسل والوعاظ والأنبياء ، هم مامشكلة ؟
٢: طيب بالمنطق والعقل إذا كان الله من يهدي ويذل من يشاء ، فلما السلب والنهب بإسمه والاغتصاب وشلالات الدماء ، ولما الدينونة يوم الحشر ولما القضاء ؟
٣: وأخيرا …؟
على الاحبة المسلمين الطيبين التعامل مع أيات القران بالمنطق والعقل والتحليل ، وهل حقا هو كلام ألله الذي نسخ أياته في ليلة وضحاها والملوك لاتفعلها ولو أدى ذالك لغناها ، والمصيبة ليست في أية واحدة بل في أكثر من نصف القران ، ومالا يدركه الاحبة المسلمين أن كوارث الشيطان تكمن فيما بين السطور ، سلام ؟