حزب الحرية السويدي
دعاني احد الشباب السويدين لحضور ندوة لحزب سويدي شاب وكان ان سبق ان تعرفت على هذا الشباب السويدي ولمست لديه اهتمام بالسياسية واطلاع جيد على الوضع في الشرق الاوسط وبالاخص الثورة في سوريا وكان يتصل بي ليستفسر عن خبر سمعه او قرأه حول الثورة وتداعياتها
لم اكذب خبر قبلت الدعوة فكنت ارغب بالتعرف على المجتمع السياسي بالسويد و انطلقنا سوية في سيارته الى المدينة التي كانت تبعد عن محل اقامتي ما يقارب 250كم
وصلنا الى مقر ندوة الحزب كان في مسرح مدرسي و قدم المنسق العام للحزب محاضرة لمدة ثلاث ساعات تخللها استراحة لمدة نصف ساعه وكان الشاب السويدي يترجم لي حديث المنسق من اللغة السويدية الى الانكليزية
استعرض المنسق العام الموقف الدولي و قضية البترودولار و موقف الروس والامريكان و وضع الدول الاوروبية بعد الازمة الاوكرانية وتطرق للحديث عن العراق و سوريا و الثورة والارهاب وكانت مطالعته رائعه و تحليله دقيق و طلبت من مرافقي ان يطرح سؤال بالسويدية للمنسق العام حول انعكاسات الثورة السورية على واقع الدول الاوربية وموقف اوروبا العاجز عن اداء دور فعال في هذه الازمة التي اصبحت ازمة انسانية لم يشهد لها العالم مثيلا منذ الحرب العالمية الثانية
واجاب المنسق اجابة شافية واشار الى موقف امريكا المتعنت و الذي الزم بقية الدول موقف الحيادي و تطرق بالتحديد الى موقف فرنسا و كيف قامت امريكا بتعطيل تحرك فرنسا بعد استخدام النظام للسلاح الكيماوي وتحدث عن اسرائيل و قال انهم يتهمونا بمعاداة السامية ولكن هم مخطئون نحن لا نعادي اليهود ولكن لا نتفق مع الصهيونية
اجابة كانت دليلا واضحا ان الحزب متطلع وبوعي على مجريات الامور
السؤال جعل الحاضرين يتنبهون لوجودي و بعد انتهاء الندوة التف حولي عدد منهم و الجميع كان يتمتع بمعلومات وفهم عميق لجذور الازمة ورحبوا بوجودي بعدها تقدم المنسق العام للحزب ورحب بي عندها قلت له انتم حزب شاب و واعد وحسب ما علمت فانه ينتشر بسرعه في اوساط الشباب و نحن هنا الجالية العربية و بالاخص السوريين نشكل عدد كبيرا اغلبنا تكنوقراط و يهتم بالسياسية ولا نريد ان نبقى هنا مجرد غرباء نريد ان نندمج بالحياة الاجتماعية و السياسية ونهتم بشوؤون البلد الذي استضافنا نحن بعد سنة او ثلاث سيصبح اغلبنا من حملة الجنسية السويدية مما يعني اننا نشكل سوبر باور فعليكم ان تهتموا بنا و تنجحوا باستقطابنا
قال وما هو المطلوب منا ؟
قلت ان توجهوا رسالة لنا معشر المهاجرين انكم مهتمون باحوالنا و شؤوننا هنا وتقفون الى جانبنا على عكس الاحزاب اليمينية التي تقف ضد استقبال اللاجئين ورسالة اخرى انكم تتعاطفون مع قضايا امتنا وهموم الوطن الام لنشعر انكم تشاركوننا في امالنا واحلامنا و عندها انا اضمن لك ان حزبكم سيصبح من اكثر الاحزاب عددا و سينال في غضون سنوات الاغلبية بالبرلمان
رحب المنسق العام بالفكرة وابدى استعداد للعمل عليها فورا والاجتماع بالجاليه السورية حديثة العهد واتفقنا على التواصل والمتابعه
ختم حديثه قائلا ارحب بك كاول ضيف عربي يشارك معنا في ندوة للحزب فلم يسبق لنا ان وجدنا بيننا عربي واحد
قلت بقلبي ياللاسف فنحن على الرغم من عددنا الذي لايستهان به الان الا اننا في النشاط الاجتماعي او السياسي مقصرون جدا
باشرت فورا بالكتابه على صفحات المغتربين بالسويد و في بقية دول الاغتراب احث الجاليه العربية والسوريه خصوصا للمشاركة الفعالة في الحياة السياسية والاجتماعية و نتخلى عن الحياد السلبي ولاينحصر اهتمام المغترب السوري هنا على الحصول على الحد الاعلى من الضمان الاجتماعي دون ان يكون مواطنا فعالا هنا يهتم بشؤون الوطن الذي يقيم فيه و يسعى لتوجيه سياسة البلد تلك فيما يخدم الوطن الام
امل ان تلقى دعوتي هذه صدى ونبدأ بالتفاعل الجدي في المجتمعات التي انتقلنا اليها كعالم جديد يجب ان يكون لنا فيه دور وموقع فعال و صوت مسموع
مواضيع ذات صلة: لاجئ سوري يندمج بالمجتمع الألماني بموت من الضحك