يقوضون الاسلام باسم الاسلام

الصهيونية المتأسلمةtersiandonkey
منذ فجر الاسلام و محاولات اليهود في اختراق الاسلام من خلال افساد العقيدة لم تتوقف حاولوا ان يشوهوا القران فاضافوا و حذفوا ولكنه فشلوا لان الله كان حافظا للذكر
قال تعالى إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون
ولعل القران أنزل عربيا لحكمة من المولى فلقد اشتهر العرب بالحفظ والبلاغة كان من المستحيل اختراق القران حتى من اهل البلاغة انفسهم
فكان التحدي قائما الى الساعة بأنهم عاجزون على اختلاق اية واحدة :
قال تعالى : وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ
فتوجهوا الى الاحاديث النبوية وبدؤا باضافات من الاسرائيليات و بتحريف على مدى عقود
ولقد تنبه الرسول الاعظم الى خطورة أن يتم التحريف بالحديث فقال : قوله صلى الله عليه وسلم : ( لا تكتبوا عني غير القرآن ، ومن كتب عني غير القرآن فليمحه )
الله تكفل بحفظ القران ولكن الاحاديث لم يشير الله الى حفظها ولذلك اتبع الحديث اسلوبا دقيقا في تتبع الحديث من خلال الرواة الثقاة و التواتر والحدث و دراسة الحديث مع سياقه وعدم تعارضه مع القران و خلق و سيرة النبي فكان هنالك فرز بين الاحاديث الصحيحة و المرفوعة والموضوعة والضعيفة و المنقطعة الا ان ذلك لم يكن قاطعا بان بعض الاحاديث الصحيحة قد سلمت من يد المغالين او المتطرفين او المتشددين او حتى عبث العابثين فكانت هنالك قصص من الانجيل والتوارة ( الاسرائيليات ) وجدت طريقها الى فقه السنة فكثير من قصص الانبياء رواة بعض الائمة من تراث الاديان السماوية الاخرى
ومع ذلك بقية تلك المحاولات حبرا على ورق لم يأخذ بها اهل الجماعة لقول رسول الله : ” لا تجتمع امتى على ضىلالة “
ونظرا لأن المسلمون كان ينفرون ممن يسوق تلك الاحاديث أن لم يكن من اهل الملة كان لابد من أن يجد هؤلاء المزورون طرق الاخر للتسلل الى العقيدة من داخلها
فظهرت فرق و ملل و مذاهب ادعت انها من الاسلام و اتخذت من تلك الاحاديث الموضوعة و الضعيفة دستورا لها فكانت اول معول هدم في جسد العقيدة ولكن صحوة ائمة السلف الصالح كانت لهم بالمرصاد فبينوا بطلان تلك الملل و المذاهب و تكفيرها لخروجها عن اجماع الامة
الى ان وجدوا سبيلهم من خلال جماعات تدعي انها على عقيدة السلف و تنتقل من سرد الاحاديث المشكوك بصحته الى تطبيقها باسم الاسلام الحنيف
فكانت جماعة الخوارج من اوائل من الدخل التشدد و التطرف باسم الاسلام
وتبعتها ملل و جماعات اخرى فظهرت جماعات التكفير والهجرة مؤخرا الى ان وصلنا الى داعش و اخواتها
هذه الجماعات نجحت بتصوير الاسلام على انه دين متوحش متخلف يريد ان يعود بالبشرية الى قرون التخلف و يمحو عن الاسلام صفة السماحة و العفو
فاوغلوا في تطبيق الحدود واعادوا ما نسخ من حدود كان هنالك شك حتى في وجودها كحد الرجم للزاني والزانية وحد المرتد و السارق و شارب الخمر
هذا التطبيق الذي تمارسه داعش وغيرها من باب التمسك بعقيدة السلف ما هو الا دعوة حق يراد بها باطل
فكانوا منفرين من الاسلام ليس حتى بين غير المسلمين بل ايضا بين المسلمين فاقاموا الحدود بلا بينه و نصبوا الخليفة بلا اسس و بايعوا وفق بدعة و حللوا و حرموا ما شاء لهم بحجة الدفاع عن العقيدة فصنفوا الاعداء طبقا لمفهوم المخالفة فجعلوا من اغلب المسلمين لهم عدوا يباح قتلهم و سبي نساءهم لمجرد عدم الاتفاق معهم ومبايعتهم ولم يكترثوا لحرمة دمائهم و اعراضهم
داعش ومن يحذو حذوها هم الصهيانة المتأسلمون وهم اشد عداء و خطرا على الاسلام من اي عدو اخر لانهم يقوضون الاسلام باسم الاسلام وقتالهم جائز بل و واجب ايضا

About جميل عمار -جواد أسود

كاتب سوري من حلب
This entry was posted in فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.