ماذا يعنى أن يعتدى أفرادُ الأمن على المتظاهرين علنًا أمام شاشات التليفزيون، دون خجل أو خوف من فضيحة؟ يعنى أن فضائحَ أكثر خسّةً تتم خفيةً عن عيون الكاميرات. ماذا يعنى أن يُجرّد مواطنٌ من ملابسه على مرأى من الناس ومسمع، ثم يُسحل ويركل بأقدام الداخلية؟ يعنى أن «برقع الحياء» قد سقط، وأن أفراد تلك الوزارة التعسة يرفضون تقديم أوراق اعتماد جديدة تغسل عنهم عار «حبيب العادلى» ونظامه الفاشى! وبدلًا من «تجميل» الصورة القبيحة الماضية التى كانت السبب فى اشتعال ثورة ٢٠١١، راحوا يشوهون صورتهم المشوهة حتى أضحوا مسخًا ذميمًا كريه الشكل والرائحة.
ماذا يعنى أن يختفى رئيسٌ كلما هزّت أركانَ المجتمع كارثةٌ، وفى «التوافه» يخرج ليطارد الميكروفونات مستسلمًا لشهوة الكلام الكلاشيهى المكرور؟ يعنى أنه رجل فقيرٌ سياسيًّا، لم ينضج ليستحق أى كرسى سلطوى. والأخطرُ أن الوطنية تُعوٍزه، فلا يعبأ بدم مواطنين يُهرق دون جريرة سوى أنهم أحبوا بلدهم أكثر مما أحبها هو! وماذا يعنى أن تذهب قرينة ذاك الرجل لكى «تتفسّح» سرًّا فى طابا، برفقة وفد رئاسى وطائرات خاصة بتكلفة ٦٠٠٠ دولار كل ساعة، بينما نساء مصر يمُتن فى طوابير الخبز؟ يعنى أن بشرًا معدومى الضمير تربّعوا على عرش مصر،
وأنهم كتبوا بأيديهم وثيقة سقوطهم الوشيك. ماذا يعنى أن يُحدّد لكل مواطن ثلاثة أرغفة فى بلد يعيش معظم سكانه على العيش «الحاف»؟ يعنى أن أولئك الجوعى هم الذين سيُسقطون الطاغية الطماع، بعدما لا يتركون فى البلاد زرعًا ولا حرثًا. ماذا يعنى أن يأمر رئيس الوزراء بتسليح أفراد الأمن ليقمعوا الحركات الثورية بالمولوتوف والقنابل والرصاص الحى؟ يعنى أن القانون يُداسُ فى الدولة التى ابتكرت القانون منذ فجر التاريخ! ماذا يعنى أن يخرج علينا فردٌ اسمه «العريان» بأحد تصريحاته الكوميدية قائلا: إن الثوار عند الاتحادية ليسوا ثوارًا، بل مجرمون مع سبق الإصرار والترصّد، مطلوبٌ محاربتهم؟ يعنى أن الموازين انقلبت، فبات الثوارُ مجرمين،
وبات المجرمون متحدثين رسميين على سطور تويتر! ماذا يعنى أن يخرج أحد الأدعياء تحت مسمّى «شيخ وداعية»، أرفضُ ذكر اسمه حفاظًا على نظافة صفحتى، فى فيديو يصوره لنفسه بنفسه، لرفض القنوات استضافته، صارخًا فى وجه «مرسى»: «نعم، أنا أُحرّضك على أولئك الذين يتجرأون ويعارضونك»، دون أن يُقدّم للمحاكمة بتهمة التحريض على القتل؟ يعنى أن الدولة تسقط، وأننا فى حالة «استهبال» غير مسبوقة فى كل العالم المتحضّر والمتأخر.
وماذا يعنى كلُّ ما سبق باختصار؟ يعنى أننا فى دولة الإخوان، التى يجب أن تسقط فورًا.
*نقلاً عن “المصري اليوم”.