يسوع لا يجبر أحدا على العيش معه, إن كنتم تريدون العيش معه فتعالوا مثلي وجربوا معه معنى الحياة وطعمها, جربوا معي ما معنى أن تعيشوا وتحيوا معه حياة طبيعية, ما معنى أن تناموا على أنغامه وتصحو على ألحانه..تعالوا ولا تخجلوا,لا تترددوا , لا تقفوا مكتوفي الأيدي, أمضوا إلى حيث مضى, إلى أبيه الذي في السموات, تعالوا مثلي وتذوقوا طعم الحياة معه وطعم النجاة, ليس من عادته أن يطرد الخائفين والمتوترين, يسوع ليس زعيمَ عصابة دولية ولا قاطع طريق ولا قاطع رحم,صورته التي رسمتها له في داخلي لا تفارق مخيلتي,صورته مثل الملاك وقلبه مثل قلب الله وإن لم يكن لله قلب فإن لأبنه قلب أحبنا فيه جميعا.
جربوا أن تطرقوا بابه, أو باب أي ابن من أبناءه, أو تسألوا عن دربه درب الآلام الحزينة,جربوا أن تعشقوه,جربوا أن تحبوه,يحبكم إذا ما أحببتموه, يضمكم إلى صدره ويهدئ لكم من روعكم, بابه لا يغلق, لا داعٍ لتدخلوا إليه من النافذة إذا كان بابه مفتوحا طوال العمر, وليس هنالك داعٍ لتتجسسوا عليه فأي معلومة تودوا سماعه عنه يعطيكم إياها بدون أدنى تردد, يسعى لكم,يسهر من أجلكم, يحبكم حتى وإن أغفلتم عنه.. هو يسأل عنكم إن لم تسألوا عنه, أنتم أبناء الله وكل أب يسأل عن أبناءه ويخدمهم بلا مقابل, تعالوا وارتووا من معينه الذي لا ينضب, تعالوا وقفوا على عتبة أبوابه, فأبوابه كبيرة.
هل تعرفوا ما هو الشيء الوحيد الذي بسببه يسأل عنكم؟ إنها المحبة التي تداوي كل قلوب البشر, جربوا أن تحبوا أولادك,جربوا أن تشفقوا على الزهور,جربوا أن تطعموا جائعاً أو أن تؤمنوا خائفا أو تشفوا عليلا,ترى ما هو شعوركم بعد ذلك!!!فكل محب لبني جنسه بالإنسانية هو حبيب يسوع الذي لا يملُ قلبه من المحبة, تعالوا واغسلوا بين يديه كل الجراثيم التي علُقت على ثيابكم, تدخلون إليه خطاة وتخرجون عراة من الخطايا تماما كما ولدتكم أمهاتكم,وأنظف من الصيني بعد الغسيل.
عشقتُ أنا شخصيا الكثير من الناس وامرأة واحدة, وكتمتُ حبي عن جميع الذين أحببتهم إلا يسوع لا أقدر أن أكتم حبي له, أبوحُ بحبه أينما ذهبت, أحدث عنه كل الناس, أعلمه لأولادي لا أستطيع أن أخفي ولعي به, لا أستطيع أمام الشيوخ أن أنكر حبي له, ولا أستطيع أيضا أن أكتم عطاياه لي, فكثيرون هم الذين أعطوني وكتمتُ عن الناس ما أعطوني إلا يسوع,دائماً أتحدث عنه وعن عطاياه الكثيرة, وكل يوم أحدث عنه بيني وبين نفسي إن لم أجد بجواري من أحدثه عنه, أعطاني الحب ونعمة الأمن والأمان ولم أعد أخافُ من البشر, فطالما يسوع معي فمن هو الذي يقف اليوم ضدي؟.
يسوع لا يقبل قاتلا يقتل الناس لإجبارهم على دينه أو لإجبارهم على إتباعه, لا يأخذ الضريبة من أحد,وكل الناس يأخذون ضريبة من بعضهم البعض , إنه ليس دائرةً للجمارك العامة, ولا مستودعا للسلاح, فلم يرفع بندقيةً في وجه خصومه أو من يعاديه, ليس إنبراطورا فلا يقبل الجزية ولا يفرضها على أحد ولا يقبل بسبي نساء الرجال الذين لا يتبعونه, ولا يطلق زوجة ابنه لكي يأخذها حرمة له تضافُ إلى قائمة فتوحاته, يسوع ليس شخصا عاديا يبحث عن المنصب وعن الجاه, له سلطان ليس ككل السلاطين, وأتباعه هم أبناءه وليسوا عبيدا عنده, حتى الخدم إخوة في الإنسانية, يسوع ليس شخصا مريضا مصابا بالهوس وبحب النساء,ولم يولد مسرور الصرة أو مقطوع الصُرة ولم يختن وهو في بطن أمه, يسوع أب لنا جميعا لا يعامل بناتنا وأمهاتنا معاملة الإماء, إننا معه نعيش حياة شبه حياة العائلة الواحدة فيها الأب وفيها الأبناء وليس العبيد.
أمه ليست وثنية وجدته ليست وثنية, إنه يسوع تعرفونه جميعا من خلال دخوله في حياة كل شخص فينا حين يباركنا وحين يدخل السرور إلى قلوبنا جميعا, وأنا اليوم إنسانٌ مسرورٌ جدا في حياتي والسبب أن يسوع لمس شغاف قلبي فطهر جسدي ونقى دمي من الشوائب وعالج قلبي من الأحزان, يسوع يدخل قلب كل من يبحث عنه هنا وهناك, يسوع لا يدخلك معه في تجربة ولا يقبل بأن تتحمل وحدك آثامك وأخطائك, نحن بشر نخطئ ونصيب وإمكانياتنا محدودة في كل شيء حتى الذكاء إمكانياتنا فيه محدودة , والمشكلة أننا غير قادرين جميعا على تحمل وزر أخطاءنا, لذلك جاء يسوع لهذا السبب, ليحمل عنا قدر ما أمكن, ولينزفَ عنا قدر ما أمكن….أرسله الرب إلينا جميعا ليحمل معنا وليحمل عنا, إننا دوما محتاجون للمساعدة لذلك يسوع يظهر لنا على شكل أناس يساعدوننا ويحملون عنا وزر أعمالنا.
يسوع يا مخلصي وحبيبي,أنت دائما تقفُ إلى جانبي, أشعرُ بك من خلال الهواء الذي أتنفسه, أشعر بك تسري في جسدي من خلال الدماء التي في وريدي, أشعر بك من خلال ومضات السعادة التي تطفو على روحي..يسوع يا مخلصي من الشرور أنت دائما تفتديني وتخلصني من أخطائي وعثراتي, أنت دائما إلى جواري, أنت دائما معي وأنا سأحيى معك في العالم الأبدي.