يجب على الديموقراطيين العرب أن ينصبوا تمثالا للسادات تكريما له لطرده الخبراء الروس

Abdulrazakeidكلما ازداد الدعم الروسي للنظام الأسدي، كلما كان ذلك مؤشرا على سقوط أسرع للأسدية !! يجب على الديموقراطيين العرب أن ينصبوا تمثالا ل(لسادات) تكريما له لطرده الخبراء الروس!!!!!

كم غضبنا كمواطنين عرب في العالم العربي كوطنيين ( خاصة يساريين وقوميين )، على السادات وجحوده لدعم السوفييت لنا ولقضيتنا الوطنية والقومية الأساسية ( فلسطين ) ..!!!!

كان الرجل سباقا في وعي أن المعركة مع إسرائيل هي معركة مع (الغرب أوربيا وأمريكيا ) بوصف إسرائيل هي الممثلة الشرعية لهذا الغرب، كبنية سياسية وحقوقية وقانونية ومدنية مماثلة لهذا الغرب الرافع لراية الديموقراطية وحقوق الانسان ….
وهذا يعني أن انحيازنا للمعسكر الشرقي (الكتلة السوفيتية لحلف وارسو ) أننا نعلن انحيازنا للمصالح الجيوسياسية العسكرية للمعسكر الشمولي السوفيتي ، وهذا ما يؤدي إلى مزيد من تخندقنا في الجهة العدوة الأخرى التي لا تتمتع بأي توازن (اقتصادي وسياسي وحضاري ومدني ) مع الغرب سوى ، الحدود الدنيا التوازن العسكري النسبي …

حيث عبرت تاتشر الانكليزية الحديدية (رئيسة الوزراء الشهيرة ) للرئيس الاصلاحي غورباتشوف أنذاك أنه يريد بمشروعه الاصلاحي (البيريسترويكا) أن يحقق بسنوات، ما حققة الأوربيون بقرون على حد تعبيرها …وهذا مستحيل ..!!
لقد أدرك السادات بحسه وحدسه التاريخي (النخبوي غير الشعبوي) أنه ليس من مصلحته ومصلحة مصرأن يضع المستقبل العربي ومستقبل القضية الفلسطينية، في الخندق المضاد ايديولوجيا وسياسيا للعالم الحديث الذي صنعه الغرب، من خلال الحلف السوفيتي، وضد حليف عدوه الإسرائيلي –الغربي –الأمريكي … معتمدا في قراءته على درس حرب حزيران التي كانت إسرائيل قادرة عسكريا فيها أن تحتل العواصم العربية الثلاث ( القاهرة ودمشق وعمان ) ، مقابل أن نضع مستقبلنا العربي بميزان القوة الروسي المتخلف صراعيا بقرون عن عدوه الغربي حليف إسرائيل التي لن تتردد عن قصف المركز الثقافي السوفيتي بعد عدة سنوات دون أن تأبه للدب الروسي وأنيابه النووية … وذلك باسم (شعارات وشعائر) مباديء توتاليتارية زائفة، تزعم الأممية الانسانية ودعم حريات الشعوب، وهي لا تتردد اليوم أن تدعم نظاما عائليا طائفيا بربريا يتعسكر روسيا خلال خمسين سنة باسم مواجهة عدوه (إسرائيل ) وإذا به يستخدم كل العتاد الروسي ضد شعبه السوري بتأييد وفخر روسي …

هذا النظام الأسدي المرتب تكوينيا وباطنيا تحت الطاولة فيما يخدم المصلحة الإسرائيلية، من خلال تأهيله أمريكيا وأوربيا كنظام (عسكري طائفي أقلوي) قابل للتعايش والتأقلم مع سرائيل ودورها الوظيفي عالميا ( غربيا ) ، ظل محميا حتى الآن (غربيا وإسرائيليا ) ، لكن اقتحام الروس لسوريا، سيغير المعادلة ….!!!

النظام كان محميا (غربيا وإسرائيليا ) فيما لا يتعارض مع المصالح الروسية، التي أعطيت فرصا واسعة في دعم النظام الأسدي عسكريا وسياسيا في مجلس الأمن ، فيما يخدم الاستراتيجية الغربية (الأمريكية –الإسرائيلية ) فعليا ..

لكن الروس على طريقتهم المرضية في الغباء القومي، من حيث أوهامهم بقوتهم الامبراطورية ، وطموحهم للسيطرة اقليميا بشكل مباشر على سوريا ، سينقل المسألة السورية إلى الحلف الروسي الذي سيستنفر الغرب الذي تعود على هزيمة الروس دائما ، سيما فيما يتعلق بالعالم العربي ..وسوريا اليوم بخاصة بعد إخراجها عارية من العراق وليبيا، والمسايرة الأمريكية على تعويض روسيا ببعض الدور في سوريا لخساراتها الكبرى في الشرق الأوسط ….

روسيا بهجومها الداعم للنظام الأسدي تضع نفسها بمواقف متعارضة مع الغرب وإسرائيل في قنص الغنيمة السورية ….لكن الغرب الذي كان يتسامح مع المكاسب السياسية الهامشية ( الروسية والإيرانية ) في سوريا .. سيستنفر قواه من أجل هزيمة روسيا كعادته منذ الحرب الثانية ، مادامت تريد اقتناص (سوريا ) من بين مخالب الغرب وإسرائيل ..ولعل ذلك هو تفسير ما نقصده بالتدخل الروسي الذي سيقرب سقوط النظام الأسدي …ولعل قاطرة التاريخ العمياء (صراع الضواري) هذه أن تفتح الأبواب أمام طموحات الشعب السوري في الحرية والكرامة ….حيث من المؤكد أنه ما دام الروس قادمين فإن بيت الأسد سا قطون، لأن (سوريا الأسد هي حصة إسرائيل وفق قسمة الشرعية الدولية الأمريكية ) منذ بداية الزمن الأسدي… ولهذا يقف العالم (الشرقي والغربي) ضد الشعب السوري وأشواقه وتطلعاته إلى (سوريا الحرية والكرامة والسيادة ) …

بيد أنه كما كذب أبطال (الزبداني) الشائعات الداخلية في دفاع الآخرين (الأغراب) من الخارج عن الزبداني، وكما كذبت ادعاءات الاعلام الحزب اللاتي والأسدي والايراني ـ بل والغربي (القناة الفرنسية 24) عن سقوط الزبداني منذ شهرين ونصف دون أن تعتذر مع الأسف …فإن الثوار كما حولوا ارض سوريا إلى مقبرة للإيرانيين والحزب اللاتيين ، فإنها ستحولها لمقبرة لجنود روس (مافيا بوتين) الخائن لماضي شعبه الروسي الذي قدم تضحيات هائلة في مواجهة النازية، تشابه تضحيات الشعب السوري في مواجهة ( الأسدية ) التي تدعمها المافيا البوتينية وتتباهى بفاشيتها الداعمة للبربرية الأسدية الطائفية …

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.