يا قليلي الدين, يا قليلي الورع,يا قليلي الطهارة, لو كانت قلوبكم طاهرة لملأتم هذا المرج عبيرا فواحا بدل أن تفوح من أفواهكم روائح الكراهة, يا قليلي الحياء, ألا تستحون من الذي فرش لكم الأرض باللون الأخضر وجعل دماكم برائحة زهر الليمون؟ يا قليلي المعرفة؟لماذا لا تفتحون الأرض بالعلم وبالمعرفة وبالإيمان؟لماذا لا تفتحون الكُتب قبل أن تفكروا بفتح البلدان؟لماذا لا تقطفون الزهور وتقدمونها للذين يحبونكم بدلَ أن تقطفوا الرؤوسَ وتعلقونها على أبواب الحدائق والجنائن؟ يا قليلي الإيمان : لماذا تسيئون للإنسانية وتيتموا الأطفال وترملوا النساء؟ يا قليلي الإيمان: صبركم ضعيف وعلمكم قليل وإيمانكم أضعف وأخف من حبة قمح على ظهر جمل, لو عندكم ذرة إيمان واحدة لزلزلتم الأرض من مكانها ولحركتم الجبال من مكانها, لو عندكم ذرة إيمان واحدة لخشي ولخاف الملوك والحكام والسلاطين من إيمانكم, ولكنكم بسبب ضعف إيمانكم أصبحتم لقمة سهلة للعشارين ولجامعي الضرائب وللمجرمين, بسبب ضعف إيمانكم أصبحتم مطية للانتهازيين, لو كان لديكم ذرة إيمان واحدة لخاف منكم الجبابرة والقتلة والمجرمين, يا قليلي الإيمان, يا مجرمين, يا قتلة, يا افاكين, تتسلطون على ضعاف الناس وعلى المقهورين وعلى المعوزين وتمنعون عطايا الرب عن المحتاجين, يا سفلة: ما لكم تشككون بيسوع؟ ما لكم غير متيقنين من إيمانكم؟ لماذا تحطون من قدر الله على الأرض, يا قليلي الإيمان لو كان عندكم ذرة إيمان لمشيتم كما قال المسيح على سطح الماء , لو كان عندكم ذرة إيمان مثل التي في قلبي لتحملتم كثيرا من الصبر ولتطايرتم مثل ذرى الغبار في هذا الفضاء الواسع, لو كان عندكم ذرة إيمان لمشيتم على الجمر دون أن تشعر أقدامكم بنار الجمر وحر النيران , لو كان عندكم ذرة إيمان لتحملتم الجوع والعطش في وسط هذا العالم الذي لا يرحم ولشعرتم بكل جائع وبكل مطرود , لو كان عندكم ذرة إيمان لوقفتم بين السماء والأرض مثل مركبة فضائية , لو كان عندكم ذرة إيمان لتربعتم على سطح الغيمة كما تتربعون على البُسط والسجاجيد, لو كنتم مؤمنين حقا بالخلاص لاستسلمتم لقضاء الله , لو كان عندكم ذرة حب من محبة الله لأحببتم أعداءكم ولباركتم لاعنيكم , يا قليلي المحبة أحبوني وأحبوا كل الناس, يا قليلي الإيمان لا تلعنوني يا قليلي الإيمان لا تشتموني ولا تسبوني , يا قليلي الإيمان دعوا لي في هذا الصباح كسرة خبز وشربة ماء ولا تحرموني من الجلوس معكم كضيف خفيف الظل على مائدة الرب, يا قليلي الإيمان , لا تحرموني من الجلوس على موائدكم, أنا أطلب منه ولا أطلب منكم, أنا أقرع بابه ولا أقرعُ أبوابكم, أنا محتاج إلى يسوع وإلى حضنه الدافئ, أنا محتاج إلى نعمة الخلاص, أنا أطلب أن تعطونا مما أعطاكم, يا قليلي الإيمان لا تسرقوا من أمام الجياع قوتهم وخبزهم وكفاف يومهم, يا قليلي الإيمان كفوا عن ارتكاب الجرائم باسم الدفاع عن حدود الله, يا قليلي الإيمان لا تجعلوا من أنفسكم آلهة تُقسّم الأرزاق بين الناس , يا قليلي الإيمان لو كان عندكم ذرة إيمان لآمنتم بأن الرب يرزقكم وبأنكم على سُلم أولوياته ولعرفتم أنكم أعزُ عليه من تلك الحيوانات التي يرزقها مثل الطيور والحشرات والتي تَدِبُّ على أربعة أرجل , لو كان عندكم ذرة إيمان لأعطيتم دون أن تسألوا لأنه أعطاكم دون قيدٍ أو شرط .
يا قليلي الإيمان, يا كثيري الشكوك, يا قليلي المعرفة, لو قرأتم أكثر لعرفتم أكثر ولعشقتم ولأحببتم أكثر بقدر ما تملكونه من معرفة , يا قليلي الإيمان لو كان عندكم ذرة إيمان لوقفتم على الماء وعلى الهواء, لو كان عندكم ذرة إيمان لمشيتم في الظلام وأنتم مغمضو أعينكم , لو كان عندكم ذرة إيمان لَما غرقتم في الماء, أنتم اليوم تغرقون في المياه لأنكم قليلو الإيمان, أنتم اليوم تخافون الحُكام والسلاطين لأنكم قليلو الإيمان, أنتم قليلو الإيمان فحاولوا أن تزيدوا من إيمانكم لكي تنعموا بنعمة الإله الحي.
خير الكلام … بعد التحية والسلام ؟
١: لقد قالها له كل المجد قبل ألفي عام ، يوم يأتي أبن الانسان هل سيجد في ألأرض إيمانا ، كما قالها لمن حوله من اليهود المتعصبين والعميان كحال من حولنا اليوم ( هلك شعبي من عدم المعرفة ) ؟
٢: الحقيقة التي يجهلها الكثيرون أن الاتحاد السوفيتي السابق لم تسقطه الدسائس والمؤامرات بل أسقطته أجهزة الكومبيوتر والفضائيات ، ويقيني هذا ما سيؤول إليه مصير الاسلام والمسلمين إن عاجلا أو أجلا شاء من شاء أو أبى من أبى ، لأنه من الاستحالة أن ( يستقيم ظل وعوده أعوج ) ؟
٣: إن الهروب للإمام لم يعد يجدي نفعا لمن هم أصلا في الحكمة أقزام ، كما لم يعد يجدي طمر الرؤوس في دهاليز الظلام ، فشلالات المعرفة قادرة على إقتلاع كل الخرافات والخزعبلات والأوهام ، فهل سيجدي مع من يتقنون فقط لغة الكلام ، سلام ؟