عام 2003 زرت سوريا للمرة الأولى بعد أن هاجرتها وكان ذلك عام 1988. التقيت في دمشق بصديق قديم، كان ضابطا وله باع طويلة في الحكومة… جرى بيننا حديث طويل، أرعبني ماقاله فيه! لأول مرة في حياتي أسمع عن ظاهرة القبيسيات التي تديرها منيرة القبيسي، والتي تدعمها الدولة بالمال والعتاد، والتي تقوم بتجنيد النساء لخدمة نشر الاسلام الاصولي. ولأول مرة أسمع عن ظاهرة معاهد الأسد للقرآن… وحدثني الكثير عن مفتي سوريا يومها كفتارو ودوره الظلامي في قولبة الشباب الجديد!قال لي: المستقبل وخيم، هؤلاء الأطفال سيخرجون إلى المجتمع مغسولي الدماغ، ولست متفائلا حول المصير!
….. ( نزكي لكم قراءة: القبيسيات السحاقيات في غابات الأسد الإيرانية)
بعد ثمان سنوات تماما بدأ المستقبل الذي عبّر لي صديقي يومها عن مخاوفه منه، ومازال المستقبل مستمرا منذ عام ٢٠١١!
لا غرابة، الكثيرون ـ وليس صديقي ـ كانوا مقتنعين أن سوريا مقبلة على دمار وخراب، ولقد صحت مخاوفهم..
…..
تصوّرا طفلا يتربى على قراءة الآية التي تقول: “إن الله اشترى من المؤمنين انفسهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الجنة فيقتلون ويقتلون” كيف سيخرج إلى الحياة هذا الطفل؟ (يَقتلون أو يُقتلون) أين هي قيمة الحياة التي سيتعلمها من هذا الآية؟؟
عندما تغرس في ذهنه منذ نعومة أظفاره بأنه لا فرق بين أن تُقتل أو تَقتل، سيقتنع بأنه لا قيمة للحياة، ولن يسعى يوما لحمايتها ناهيك عن تحسين نوعيتها!
……
الغرب تآمر على سوريا؟؟؟؟ يا أولاد الأفاعي…. من يستطيع أن يتآمر على بلد أهله يبجلون الحياة ويقدسونها؟؟؟ من يستطيع أن ينخر مجتمعا لو لم ينخره دوده أولا؟؟؟ يا أولاد الأفاعي… لو فيكم ذرة عقل أو أخلاق تعرفون أن تلك الآية ستخلق مستقبلا،
كالمستقبل الذي تعيشونه اليوم! يا أولاد الأفاعي… ألهيتم الناس بالدين كي يتسنى لكم سرقة البلد ونهبه، دون أن تدركوا أن من يلعب بالنار سيحترق بها، وها هي تحرق البلد بأكمله!
….
كلما كتبت حرفا يخرجون علي من أوكارهم: لماذا لا تتحدثين عن خطط اسرائيل؟؟؟ يا أولاد الأفاعي.. لو كان بمقدوركم أن تخططوا ضد اسرائيل، هل تقصرون؟؟؟؟ طبعا، ليس بمقدروكم، لأن الشعب الاسرائيلي يحب الحياة ويقدسها، ومن يحب الحياة
ويقدسها لا أحد يستطيع أن يتآمر عليه.
…
أما أنتم فعقيدتكم عقيدة قتل وفناء، ولذلك، هم أحياء وأنتم كُتب عليكم الموت، فلكل كما يشاء!…
نزكي لكم قراءة موضوع ذو صلة: سياسة تربية الوحوش سلاح ذو حدين ستفترسك بالنهاية