ياعراق ادر ظهرك لهؤلاء فقد باعوك

صاح العراق امس :انا بريء منكم الى يوم الدين ايها الجراثيم التي لاتصلح الا للعيش في المزابل.. كيف تريدون مني ان اكون وطنكم وانتم تخنقون الاطفال والشيوخ كل يوم؟

انتم لستم مني ايها القتلة.. اجدادكم قتلوا الامام الحسين واليوم انتم تقتلون الابرياء باسمه.. اما دعا اجدادكم الحسين الشهيد ليقاتلوا معه وقالوا له نحن معك بالآف الرجال ولم يدر امامنا العظيم انهم باعوه بحفنة دراهم تماما كما فعلتم انتم حين بعتم وطنكم بحفنة دولارات امريكية.

باعوا ذمتهم من اجل حفنة من دراهم ليجد الامام الحسين يقاتل وحده مع نفر من المخلصين لايتجاوزوا السبعين شخصا.

فوالله ثم والله لو عاد الحسين اليكم لقتلتموه شر قتلة ثم بكيتم عليه بدموع التماسيح

ارجعوا من حيث اتيتم واتركوا العراق للعراقيين.

وفي فجر امس صاح العراق مناديا جروحه :الذكريات تسوقكم اليه … تعالوا لتروا وطنكم الان .. سيعتصر قلبكم الماً حين ترون النخيل وقد شمله الاجتثاث .. حين ترون شط العرب الذي اصطبغ بالجفاف والملوحه .. حين ترون الناس الذين تكشرت انيابهم .. تعالوا لتروا سينما الوطني التي اصبحت محلات لبيع الملابس السخيفه ( المودرن )، تعالوا لتروا سينما الكرنك التي اصبحت ( بارك) للسيارات الحديثه .. تعالوا تعالوا تعالوا لتروا تكيه الردينيه ) وقد اصبحت ( كراج ) للسيارات في البصره القديمه وكانت نواة لتأسيس اتحاد الادباء في الخمسينات جذوتها جاسم الرديني ومحمد سعيد الصكار وغالب الناهي وغيرهم ممن لايحضر في الذاكرة، تعالوا لتروا اعرق مدرسة مختلطة اسمها “مدرسة الفيحاء الابتدائيه النموذجيه” التي لم تعد مختلطة بل اصبحت اثرا بعد عين.

انتم لستم عراقيين بل انتم خميرة الجبن والذلة فاذهبوا بعيدا فان يومكم سيكون حالك السواد.

فاصل غيركوميدي اسمه ولكم شوكت نضحك:

بطران سأل بطران:اكلك شوكت نضحك

رد البطران الثاني : شنو قصدك،بعدين شنو معنى كلمة ضحك؟ انت ماتستحي تلفظ هاي الالفاظ النابية.

البطران الاول: على كيفك لاتدفع هو سؤال بريء.

البطران الثاني: بريء مو بريء هاي مو شغلتي، انا شغلتي تعرفها كلش زين.

البطران الاول: لا والله ما اعرف.

البطران الثاني:لاتصير غبي روح دقق حسابك بالبنك كبل ماتقوم القيامة.

البطران الاول: كبل ما اروح عندي سؤال، كيف عرفوا الجماعة نسبة التصويت في المحافظات وهم لم يجروا التعداد السكاني بعد.

البطران الثاني: ولك بالبطاقة التموينية ياطرن.

البطران الاول: اللي زوّر وطن ما يكدر يزور بطاقة تموينية؟.

البطران الثاني (يرفع يده اليمنى) : روح من هنا لا تحصلك راجدي.

محمد الرديني (مفكر حر)؟

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.