و انا متلك يا ابي، عم يوجعني كلشي الا ضميري..

تعيّن والدي المرحوم هشام الصوفي مدير syriamyلشركة أفتوميتال الحكومية ( شركة التجارة الخارجية ) عام ١٩٦٨ و استمر على راس هرم هالمؤسسة حتى عام ١٩٩٨، قبل ما يتوفّى بعد كم شهر من تقاعدوا..
تلاتين سنة اختار فيهون والدي انّو يكون شريف و خرج منها الحمدالله براتب تقاعدي لا يتجاوز عشرين دولار شهرياً..
عشت مع والدي عشرين سنة، ما بتذكّر يوم و لو يوم واحد من هال ٧٣٠٠ يوم انّو شفت سيارة الشركة المخصصة الو نايمة تحت بيت أهلي ، ابو مازن سائق الوالد يجي ياخدو الصبح و يرجعوا بعد الضهر و ياخود السيارة الى كراج الشركة ليصفها هونيك، و كل مرّة كنت اسأل الوالد ليش ما بتستخدم السيارة لمشاويرك الخاصة بعد انتهاء ساعات العمل كان يجاوبني: هيدي سيارة الدولة و مو من حقي استخدمها خارج أوقات العمل..
ربيت بهالجو الحمدالله، و كبرت على صوت والدي اللي يقول انا ثروتي هنن أولادي ..
تذكرتك اليوم يا ابو زياد متل كل يوم، اتذكرتك وانت عم تقلّي : يا ابني المهم لمّا حط راسي على المخدة بالليل ، نام و انا مرتاح و ما خايف و قلقان من شي..
اخترت من بداية الثورة انّو أوقف معاها لإيماني بأحقيّة قضيتها، و اخترت خط فضح ممارسات بيت الاسد و سلوك اتباعهون من اول يوم سمعت فيه صرخة الحرية في شوارع اللادقية المحتلة..
و أخدت هالموقف بمواجهة أقذر عيلة على وجه الارض لأنّي واقف على ارضيّة صلبة عمّرلي ياها هشام الصوفي..
ما خفت من لسانهون لأنّو ما عندي شي خاف منّو .. تلات سنين مرّوا متل لمح البرق، بس مع الأسف كان ضجيج الرعد عالي كتير..
كنت تقول انّو أولادك هنن ثروتك، لأ يا سيد ابو زياد، انت و أمثالك من الشرفاء هنن ثروتنا اليوم، و هنن صمّام الأمان اللي خلّانا نفتح أفواهنا و نقول حرية و بس..
” المهم يا ابني يا زياد لمّا بحط راسي عالمخدة لحتّى نام بكون مرتاح و مو قلقان من شي لأنّو ضميري مرتاح”..
و انا متلك يا ابي، عم يوجعني كلشي الا ضميري..

About زياد الصوفي

كاتب سوري من اللاذقية يحكي قصص المآسي التي جرت في عهد عائلة الأسد باللاذقية وفضائحهم
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.