يجب التأكيد والتنبيه علي أن الهدف من هذا التحقيق هو مساندة الجيش المصري في حربه علي الأرهاب، وعلي الأرهابيين المحليين والدوليين. وأي معلومة هنا يجب أن تحقق فيها مؤسسات الدولة لضمان عدم تكرارها، في حال ثبات صحتها.
وأود أن أذكر أن ممارسات بعض العناصر السيئة في أي مؤسسة، هي فردية وليست بالضرورة هي مشكلة مؤسسية.
وأخيراً أنا فخورة بالعديد من أنجازات الرئيس عبد الفتاح السيسي التاريخية والعريقة واسانده بكل عرفان لأنقاذه لمصر من الأخوان قتلة الأطفال والأبرياء، وأي نصيحة هنا، هي لا تهدف لأي شئ غير أن نراه قوي ناجح، صريح، ومعتدل كمان عاهدناه، وأنا لا أطبل لرؤساءـ كما يعلم الجميع معارضتي الطويلة لنظام مبارك والأخوان والأرهابيين- ولكن قول الحق هو واجب وطني. لأننا لا نستطيع تصحح الأخطاء غير عن طريق المصارحة، إن العتمة لا تساعد غير الدواعش الظلاميين والتخريبيين. فمن يقول يجب ممارسة الكذب وردم الحقائق، يجب أن نعلم أنه يمتلك نية تأمرية مدمرة.
أخطر رسالة اليكترونية عن مصر:
أخطر رسالة اليكتورنية تناولت الأوضاع في مصر بعد ما يسمي بثورة 25 يناير، هي إحد الرسائل الالكترونية المسربة من قبل ويكيليكس من عشرات اللألف الإيميلات التي تم سريبها من إيميل هيلاري كلينتون. تلك الرسالة بها معلومات في غاية الخطورة عن أحداث تمت في 2011.
لقد وجدت هذا الإيميل* الخطير وأنا أبحث في ويكيليكس عن حوارات لكيلنتون عن الأخوان المسلمين. الإيميل أرسله مستشار كلينتون سيدني بلومنتال، اليها في تاريخ 23 نوفمبر 2011. رسالة البريد الالكتروني عنوانها، “ملعومات أستخبارية: عرض سري لالبرادعي / وحلف الإخوان مع الجيش .” هذا البريد الإلكتروني المزعج ناقش ببرود مؤامرة مدمرة ضد المجتمع القبطي المصري، وتحالف بين الأخوان وبعض قيادات الجيش للتواطئ في محاصره والأعتداء علي الأقباط. وكما تضمن معلومات في غاية الخطورة منقولة عن مصادر رفيعة المستوي في الدولة في الأخوان المسلمين بحسب بلومنتال، أن المجلس العسكري تحت حكم المشير محمد طنطاوي لم يكن فقط يساند الأخوان ويتأمر معهم لأنتزاع السلطة في مصر، ولكنه كان أيضاً يمولهم!!
ووفقا لمصادر بلومنتال الرفيعة المستوي بحسب ماورد في الرسالة،إن المجلس العسكري تحت قيادة المشير طنطاوي، وجماعة الإخوان تحدثوا بكل صراحة وطبيعية عن دورهم في مذبحة ماسبيرو التي وقعت بتاريخ، 9 أكتوبر 2011، والتي أستشهد فيها 28 شخصا لمشاركتهم في تظاهرات سلمية ضد الاضطهاد الديني والترويج للكراهية والعنف من قبل أعلام الدولة.
في البريد الإلكتروني قال بلومنتال، “، وفقا لأشخاص على دراية، إن بديع [المرشد العام للإخوان المسلمين] وغيرهم من قادة جماعة الإخوان المسلمين قلقين للغاية ازاء العنف المتزايد في القاهرة. وأشاروا إلى أنه خلال الهجمات الأخيرة ضد الطائفة المسيحية القبطية في مصر، جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري تعاونوا سرا لضمان أن قوات الجيش والأمن لا تتدخل لحماية الأقباط الذين يتم محاصرتهم من قبل الإسلاميين”.
وأضاف بلومنتال: “في هذه المناقشة قال صبحي صالح، وهو محام وعضو سابق في البرلمان، الذي شغل منصب مندوب لجنة دستورية مارس 2011، أن المناقشات بين جماعة الإخوان المسلمين والمجلس العسكري بشأن الأقباط كان بسيطة، لأن كلا الجانبين لا يعير أهتمام لمصير الأقباط.”
أضاف بلومنتال أن مصادره في الشرطة والاستخبارات العسكرية أشارت إلى أن المظاهرات ستستمر “حتى في مواجهة القوة المميتة.” وقال، “طنطاوي أخبر قيادات الأخوان، إن قوات الجيش والأمن سيصعدون الممارسات العدوانية لمواجهة المتظاهرين.”
وأكمل بلومنتال بالتصريح لكلينتون، أن المجلس العسكري كان، “يدعم ويمول الأخوان المسلمين. لمحاولة حصر البدائل لنظام مبارك في الأخوان والجيش” هذا دليل علي أن هيلاري كلينتون تم أطلاعها علي معلومات إستخباراتية تفيد أحتمالية تورطت جماعة الإخوان المسلمين، وحلفائهم في أغتيالات سياسية وطائفية، وأنهم يهدفان إلى الاستمرار في قتل المتظاهرين بحسب أدعاء مصادر بلومنتال. بعد أطلاع هيلاري علي تلك المعلومات واصلت دعم جماعة الإخوان المسلمين وحلفائهم بالسلاح، والمال، والتواطئ الدبلوماسي.
ثورة 30 يونيو منهجها مختلف عن العهد السابق البائد:
هذه المعلومات الخطيرة يجب التحقيق من مصحتها وفي مصادرها لخطورة تداعيتها. للأسف الشديد ما يرجح صحتها واقع ممارسات تمت بعد أنقلاب 25 يناير 2011، من دهس مدرعات الجيش للمتظاهرين الأقباط، وقتل قوات الأمن لمتظاهرين سياسيين، وتزوير الأنتخابات لصالح الأخوان المسلمين.
ولكن حتي ومع صحة تلك المعلومات، هذه ليست إلا دعوة للقيادات الجيش المعتدلة للقيام بمراجعة منهجية وعقائدية، والخروج من عبائة يوليو 52 الملطخة بالبصمات الأخوانية، وبدأ صفحة جديدة بجيش وطني لا يمتلك عقيدة غير المصرية. فكما يطالب الرئيس عبد الفتاح السيسي بمراجعة الأزهر لمنهجه يجب أن نراجع أيضا منهجنا في الجيش، سيدي الرئيس. وهذا المقال هدفه مساندة الرئيس السيسي، وثورة المصريين في 30 يونيو 2013، والتي هي الثورة الأولي في تاريخ مصر الحديث بعد ثورة 1919، التي تضامن بها كافة طبقات وأعراق وطوائف الشعب. فملايين المصريين الذين خرجوا في 30 يونيو، لم يخرجوا فقط ضد الأخوان ومحمد مرسي، فهم خرجوا ضد التطرف والأرهاب الذي يقتل اليوم جنودنا في سيناء وأقباطتنا في الصعيد دون توجيه أصابع أتهام للعقيدة الأرهابية السرطانية المتفشية حتي في بعض أجهزة الدولة.
فثورة 30 يونيو هي ثورة ايديولوجية ضد الوضع الخرب من حلف مؤسسات الدولة كافة، مع المتطرفين من الأخوان والسلفيين. الرئيس السيسي كان أول رئيس حديث يأتي للسلطة بمساندة شعبية حقيقة غير مزورة أو مغتصبة مثل الذين سبقوه ويجب أن يستثمر الرئيس ذلك المكسب الكبير. إن مواجهة أعداء للدولة المصرية الخارجيين في دولة قطر والسعودية، يكون من خلال الأصلاح الداخلي للمشاكل التي تسمح لهم وغيرهم للنيل من الجيش، ويجب أن يتم أيضاً من خلال مصارحة الشعب المصري بحقيقة أختراقات الأيدولوجية والتنظيمية من قبل دولة عربية وتنظيم الأخوان الأرهابي للأجهزة العميقة في الدولة، ومطالبته الشرفاء الوطنيين في كافة أجهزة الدولة فضح المتعاطفين مع الجماعة الإرهابية وأفكارها. ويجب مواجهة الخلايا الموالية للنظيم الأخوان المسلمين في الدولة والتي تتواطئ معهم لنهش الأقباط والمثقفين ومحاسبة المتورطين.
الأن وبعد فوز دونالد ترامب، أصبح لدي الرئيس السيسي والمعتدلين العقلاء الوطنيين في الدولة، حليف قوي سيمد مصر بالعون الدبلوماسي والمادي لمساعدتها في الحرب علي الإرهاب. فلم يعد هناك عائق قوي أمام الأصلاح المؤسسي الجذري الذي يهدد الجيش، والشرطة والأمن القومي المصري. والأن هجوم دولة قطر علي الجيش المصري في أعلامها المتطرف المروج للأرهاب، الهدف الوحيد منه هو صنع مشكلة داخل مصر لإلهاء العالم في المتطرفيين داخل مصرـ لأن من المحتمل تحت إدارة الرئيس الأمريكي القادم الذي وضع القضاء علي الأرهاب أولوية سياسته الخارجية – أن يضع قطر والسعودية علي قوائم الدول الممولة للأرهاب في الولايات المتحدة والذي سينتج عنه حصار أقتصادي دولي لهما. وإن لم يكن هناك أي حديث واضح عن ذلك، فلا يجب أستبعاد تلك الأحتمالات بسبب علاقة الرئيس القادم المتردية مع مماليك البترول الدموي وهجومهم المبتزل عليه خلال حملته الأنتخابية.
موقف مصر والجيش الأن قوي جدا الأن، ولذلك المصارحة والحقيقة هي التي تسعنا لمواجهة التحديات ومراجعة أنفسنا بالمصارحة الوطنية والشفافية، وليس التعتيم الذي لا يخدم أحد غير الأرهابيين داخل وخارج الدولة.
* رابط الإيميل في ويكيليكس:
https://wikileaks.org/clinton-emails/emailid/12843