التساؤل :
_ تمر في شهر أيار الحالي الذكرى 200 لولادة المفكر العالمي كارل ماركس.
برأيكم ماذا بقي من الماركسية في الواقع السياسي العالمي، وكذلك السوري؟
وهل كانت الماركسية (أساسًا) مواتية للحالة السياسية والمجتمعية السورية ؟
وتقبلوا فائق التقدير والاحترام
الإجابة :
الأسئلة التي تتفضل بها بحاجة إلى حوار طويل ، لكن كما اخنصرت سأختصر ….الماركسية سياسيا لم يبق منها سوى فضاءات الفكر اليساري والليبرالي العالمي ، بما فيها حركات الاشتركية الديموقراطية الأمريكية والأوربية ، لأن التاريخ لم يقدم بديلا عن ماركس كرمز عالمي لتيار اليسار كونيا …
روسيا ومآلاتها ليست مثالا لأنها اكثر نموذج كان يخشى منه ماركس ( الموجيكية الروسية) التي كانت ستطفيء أنوار العالم قبل ظهور نخبة الديموقراطيين الروس ( تشير نيشفسكي صاحب كتاب ما العمل الذي سمى لينين كتابه باسمه)، أما الماركسية كمنهج في الفكر والتحليل ورؤية العالم، فمنذ دخولي الأجواء الأكاديمية للسوربون في أواخر السبعينات ، وجدت نفسي أتفق مع الأطروجة الأكادريمة المتداولة حينها ، وهي أن ( ماركس فاتح قارة التاريح) مثله مثل فرويد فاتح ( القارة النفسية للاشعور
البشري ، مثل دارون مكتشف قارة الطبيعة ) وأنا منذ هذه الفترة أتابع منجزات هذه المدارس الثلاث اليسارية بوصفها رؤوس مثلث العقل الحديث ، الذي لا يمكن للفكر الإنساني أن يتنفس هواء العصر قبل امتلاكهم معرفيا ، وعلى هذا علينا أن نفكر بعدهم عبر مواصلة تراكم مسالكهم …وإلا فإن العقل الإنساني ستبقى فيه فجوة، إذا فكر ما قبلهم …
المشكلة ليست بمناسبة هذه الرؤية أو تلك لهذا الواقع أو ذاك ، وإنما في قدرة العقل الإنساني على إعادة انتاج النظريات من خلال انتاج وعي المطابقة مع الواقع ، (دوران الأحكام بدوران العلل) وفق ما أبدع هذه المقولة أحد مفكري العقل الإسلامي من الألمعيين …مع التحية والتقدير ..
