رغم التناحر , والتفجيرات , والدماء والاغتيالات .. يبقي لبنان شمعة وسط دول المنطقة التي تعيش في ظلام العصور الوسطي ..
وتلبس قشرة الحضارة . والروح جاهلية – كما قال نزار – .
قبيل اعلان اعتماد الزواج المدني . رسمياً في لبنان . كنت قد قرأت احصائية عن الزواج المختلط بين بنات وأبناء الأديان والطوائف المختلفة في لبنان – رغم أنف الدولة وكهان تلك الطوائف والأديان
وتقول الاحصائية أن 15 بالمائة من عقود الزواج المُبرمة . هي زواج مختلط .(. 173 ألف زواج مختلط ) ( انها نسبة ليست بالقليلة ) :
دراسة ” الدولية للمعلومات ” :
http://www.assafir.com/Article.aspx?EditionId=2425&ChannelId=58358&ArticleId=39&Author
نعلق : هذه الاحصائية تؤكد أن شعب لبنان . شيء آخر . فما يجري بلبنان ليس سوي نتاج متاجرة السياسيين بالدين وبالطائفية . واشتغال رجالات الأديان والطوائف بالسياسة . وارتزاقهم من ورائها .
أما شعب لبنان فله رأي آخر , وموقف عملي مغاير تماماً . يدل علي أن زعماءه السياسيين والروحيين . ليسوا منه . لا يعيشون مع الشعب ..
ومعني الاحصائية . أن الشعب اللبناني . يجاهد للتملص والتخلص من سيطرة قبضة الحكام ورجالات الأديان علي رقبته ..
وأخيراً نجح شعب لبنان في فرض ارادته . وانتزاع حق الزواج المدني انتزاعاً رسمياً بتوقيع وزير الداخلية شخصيا علي أول عقد زواج مدني . وبمباركة رسمية من رئيس الجمهورية..
هناك من يتباكون علي حقوق المرأة التي تضيع . في الزواج المدني .. نقول لهؤلاء : عندما تقرروا الخروج بعقولكم . من تفكير العصور الوسطي . ستعرفون علي الفور . أن حقوق الأمومة والطفولة . محفوظة ومكفولة تماماً من قبل الدولة . وجمعيات ومنظمات المجتمع المدني . في الدول ذوات الأنظمة المدنية العصرية .
—
عدم اعتراف الدولة سوي بالزواج الديني . ورفض الاعتراف الزواج المدني . يعتبر منحة – رشوة – من الحكام . لرجالات الأديان والطوائف .
ان الزواج الديني . حبل يضعه الحاكم في رقبة الشعب . ويسلم طرفه لرجالات الأديان يقودون به الشعب . كما يقاد الخروف . .وهم مستفيدون من وراء التحكم في الشعب ..
والمقابل , كرد للهدية , هو :
إفادة الحاكم أيضا ..( شيلني وأشيلك ) فيكون رجالات الأديان . غالبا – ما لم يكن دائما – في صف الحكام ضد الشعب ..
فان أراد الحاكم البقاء في السلطة مدي الحياة – يفسد ويعربد – كان رجالات الأديان . هم أول مؤيد له ..
وان أراد الحاكم . توريث السلطة لولده الفاسد بن الفاسد , الطاغية ولد الطاغية – كان رجالات الأديان والطوائف – أول المؤيدين لتوريث الوطن والشعب !
باقرار الزواج المدني رسميا في لبنان . ينفض – الي حد كبير – التحالف التقليدي والتاريخي ضد الشعب . بين العمائم بمختلف ألوانها وبين السياسيين التجار ..
—
هناك ديانات . أتباعها يشربون الذل شرباً – بالملعقة – بأيادي رجال الدين ., الذين يتحكمون في الزواج والطلاق . لأن الحكومة لا تعترف الا بالزواج الديني . لأجل مصالح الحكام لدي رجال الأديان .
—
خطوة الاعتراف بالزواج المدني . كان يجب أن تبدأ بها مصر . فحتي 22 يوليو 1952 . قبيل حكم العسكر . كانت شعوب المنطقة . تترقب ما ستفعله مصر .. للسيرعلي خطاها .
وكان اللبنانيون يفدون الي مصر للعيش , وعمل مشاريع صحفية وفنية وتجارية .. وبعدما خربها العسكر . انهزمت مصر في الخارج وفي الداخل وتراجعت بشكل عام . فصارت الدول والشعوب الصغيرة هي التي تتقدم . والمصريون ينتظرون , ليسيروا علي خطاها … !
انتظر أحفاد وتلاميذ – عبد الناصر ( الزعيم الملهم ! الراحل )- حتي يتقدمهم في الثورة علي حكامهم اللصوص الطغاة .أحد من شعوب الدول الصغيرة بالمنطقة . فتقدمهم أحفاد ” بورقيبة ” زعيم تونس بعد الاستقلال , وحتي اعتلاء الرئيس الهارب ” زين العابدين ” للسلطة . اذ ثار التونسيون , أولاً . علي رئيسهم – العسكري – زين العابدين بن علي . وبعدهم ثار المصريون علي حاكمهم العسكري “حسني مبارك”
وانتظر أحفاد عبد الناصر . حتي يتقدمهم أحد الشعوب الصغيرة بالمنطقة . في انتزاع حق الزواج المدني انتزاعاً . وها قد فعلها في لبنان . أحفاد ” كميل شمعون ” ! .
فما أنتم فاعلون يا أحفاد الزعيم الملهم ! ” عبد الناصر ” – حسبما كان يصفه , اعلامه الفصيح – ؟ بعدما تقدمكم أحفاد الزعماء الذين أسماهم عبد الناصر وإعلامه . بالزعماء الرجعيين , عملاء الاستعمار !؟
—-
مما نشرته الصحف حول هذا الحدث ” اقرار الزواج العرفي رسمياً في لبنان – توقفنا أمام تعليقين لاثنين من القراء . يوم 25 أبريل 2013م العربية نت :
رقم التعليق 47 . بعنوان ” ميت ضحك ” . حسام(زائر) :
يقول التعليق : الناس طلعت للقمر و قريبا للمريخ و هم فارحين بالزواج المدني وكأنه اكتشاف القرن !!
والتعليق الثاني . تحت رقم 49 . باسم : كريستين التونسية(زائر) :
تقول : استغرب عندما اقرأ ان اول زواج مدني بعام 2013 ..!! ، في تونس الزواج المدني كان من قبل 60 سنه أصلا اجدادي متزوجين ببلدية تونس قبل الاستقلال
نعقب علي هذا التعليق لأختنا التونسية : زواج مدني في تونس قبل الاستقلال من الاستعمار الفرنسي؟! عاش الاستعمار الفرنسي .. ليته يزورمصر , ولو لمدة 25 سنة فقط (!) .
— —
وكان من الطبيعي أن يهيج رجالات الاديان , أعداء الشعوب , واعداء الحضارة وأعداء الانسانية ( وبصفة خاصة وبالتحديد : رجال ديانة ” أشرف الخلق ” ..! ) :
كان من الطبيعي أن يهيج رجال الدين . غضباً لنفوذهم المهدد بالضياع . فيرفعوا سيوف التكفير في الوجوه , ويهددوا ويتوعدوا ..
حيث نقرأ : ” وأشاد العلماء “بمواقف مفتي الجمهورية محمد رشيد قباني، التي أعلنها رفضا للزواج المدني”، داعين الجميع إلى السير وراء أهل العلم في الأحكام.
وأيضا ” وحذر علماء عكار «المسلمين عامة وخصوصاً الشباب والفتيات من التساهل بأحكام الدين»، مؤكدين أن : من يستحل هذا الزواج فقد خرج من دين الله فلا يغسل ولا يكفن ولا يدفن في مقابر المسلمين- .
http://digital.ahram.org.eg/articles.aspx?Serial=1189628&eid=535
—
إيجابيات يراها المؤيدون في الزواج المدني :
الزواج المدني هو الأقرب للشرعة الدولية لحقوق الإنسان واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة ويعتبر تطبيقه خطوة مهمة جداً لتحقيق المساواة بين الجنسين ومناهضة الطائفية والتمايز بين المواطنين على أساس المعتقد.
بالإضافة إلي أن الزواج المدني يؤسس لدولة مدنية متكاملة تقوم على المواطنية الصحيحة والتي هي أساس تطور المجتمعات كما نشاهد ويثبت التاريخ.
سعد الحريري . رئيس الوزراء الأسبق . أيد القرار .. – وهو مسلم سني – , كما أيده رئيس الجمهورية – مسيحي ماروني – وسعد الحريري رئيس وزراء لبنان السابق – المسلم السني ، – كذلك أيده عدد من الفنانات – .
هؤلاء المؤيدون للقرار . يمثلون العصر , يمثلون المدنية , والمدينة ..
أما المعارضون , فهم يمثلون الكهف , يمثلون الكوخ , والخيمة ..
— ثم نعود للسوال : يا أحفاد الزعيم الملهم -عبد الناصر – ها هم اللبنانيون – أحفاد ” كميل شمعون ” قد قد تقدموا , وساروا , فماذ أنتم فاعلون ؟
***************************
مواضيع ذات صلة: الزواج المدني اول خطوة حضارية في لبنان منذ 1430 سنة
تحية خالصة للكاتب والصديق صلاح الدين محسن على هذا المقال الحضاري
نعم يا سيدي لبنان يسبق كل بلدان العالم الاسلامي بشكل عام و الشرق الاوسط بشكل خاص في التحضر
بالرغم من وجود حسن نصرالله وحزب الله وهو النسخة الشيعية لاسامة بن لادن والقاعدة السنية
كل المودة والاحترام