تطاردني الذاكرة مثل نظارات سوداء،
ترتدي معطفاً ” كبارد ينياً ” باهت الاصفرار.
كبقايا دخان سجائر عتيقة على حائط حانة كئيبة.
تطاردني الذاكرة اللعينة
تبحث عن مكان النقاط والفواصل
في نسيج أضلاعي المثلث.
حاولت الهرب،
من نشرة الأخبار
دسست يدي في جيبي الأول خلسة
ثم في جيبي الثاني.
اختفت يداي بلا إذن مني.
نتف من ذاكرة مجعلكة
استحمت مع ماء الصباح
ثم ُرحلٌ الماء مع وعد بالعودة ..؟
واحتفل متحف لندن
باقتنائه لوحة دير ياسين.
وأنا أراقب أثر طيفي الذي تضاءل
حتى اختفى .
تكور ظلي كما زمني.
بيد أن المسافة لا تهتم للزمن.
لماذا يبدو ظلي في معظم الحالات أطول مسافة مني ؟
ولماذا تبدو بعض الحانات كئيبة جداً مثل وطن شرقي
مستباح لأسوء أنواع الممثلين في العالم ؟
فمن فتح لهم باب الدار؟!
ولماذا يقذف البحر دائماً بأجساد بشرية غرقى؟
قيل أن الريح حرضت البحر على ” الثورة “!
ونحن نبحث عن طلاء جميل، لباب بيتنا المحترق.
ونواصل ” النق ” على الحديد.
لاشئ في الطريق.
اختفت أسماء الشوارع
سوى ما بين الخطوة والخطوة
نبض يتساقط، ودم ينزف
كمطر خفيف ، في يوم خفيف
وقبل اشتداد المطر
سأولم للنقاط والفواصل
لأن الحروف تمضي
ولا تبادلني نخب
حلول موسم الثلوج.
في الشرق الغارق في المأساة
حتى الظمأ.
أحان موعد تقبل العزاء..؟!