موقف ولاية الفقيه هذا يدق ناقوس الخطر للعرب
الإمبريالية الفارسية..
ولاية الفقيه تعرض على أميركا تقاسم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط
بدر الدين كاشف الغطاء
نشرت ثلاث صحف ألمانية هي (برلينر زايتونغ) و(فرانكفورت روندشو) و(كولنر ستاتنزايغر) يوم 6/10/2013 مقالا لعضو البرلمان الألماني السابق الدكتور “يورغن تودنهوفر” كشف فيه أبعاد مخططات ولاية الفقيه التوسعية على حساب الأرض العربية.
فقد ذكر الدكتور “تودنهوفر” في مقاله: أن الرئيس الإيراني الجديد حسن روحاني لم يأت بجديد عندما عرض السلام على أمريكا، بل هو يتكلم ويتصرف على أساس العرض الإيراني الأساسي الذي قدّم لأمريكا منذ ثلاث سنوات ونصف. ويسرد الدكتور “تودنهوفر” تفاصيل هذا العرض قائلا إنه جاء بعد وساطة قامت بها الحكومة الألمانية، وأنه شخصيا تولّى تقديم هذا العرض إلى الإدارة الأمريكية يوم 26 نيسان 2010. ويسرد الدكتور “تودنهوفر” بنود العرض الإيراني الأربعة وكما يأتي:
1– تقدم إيران ضمانات موثقة وحقيقية تتعهد فيها بعدم صنع القنبلة النووية، من بين تلك الضمانات التزام الحكومة الإيرانية بعدم تخصيب اليورانيوم لأكثر من نسبة 20% المخصصة للأغراض الطبية.
2– الاستعداد للوصول إلى أتفاق مرض مع أمريكا حول تقاسم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط.
3 – استعداد إيران للمساهمة البناءة في إيجاد الحلول للصراع في أفغانستان والعراق.
4 – الاستعداد للتعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية لمحاربة الإرهاب العالمي بأفكار وإجراءات ملموسة.
ويمضي عضو البرلمان الألماني السابق الدكتور “تودنهوفر” قائلا إن الورقة الإيرانية نصت على (إن إيران تريد السلام مع الولايات المتحدة) وان إيران طلبت أن تكون المفاوضات مع الأمريكان على أعلى مستوى وعلى أساس الندية وبعيدا عن الصخب الإعلامي الأمريكي، كما اقترحت أن يكون وزير العدل الألماني السيد (شوبل) هو الوسيط لترتيب هذه المفاوضات.
وكما سيلاحظ القارئ فإن أخطر ما في بنود العرض الإيراني أنه يعرض على أمريكا تقاسم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط. وتعبير مناطق النفوذ (في الألمانية
EINFLUSSSPHARRN
وفي الإنجليزية
SPHARE OF INFLUENCE)
هو تعبير تستخدمه الدول الأمبريالية لتحديد المناطق التي تقع تحت هيمنتها المباشرة أو شبه المباشرة، وهذا التعبير هو المقابل المعاصر لتعابير الأقاليم المحتلة أو المنتدبة أو تحت الحماية أو الوصاية، وهو أيضا المقابل الإنكلوسكسوني لتعبير (المجال الحيوي) الذي أبتدعه “أدولف هتلر” والنازية الألمانية لتبرير حروبها للسيطرة على العالم.
مرّ شهر تقريبا على نشر مقال الدكتور “تودنهوفر” ولم ينف أي مسؤول إيراني ما جاء فيه وخاصة الفقرة التي تعلن فيها إيران أنها تريد تقاسم مناطق النفوذ في الشرق الأوسط مع أمريكا. ويبدو أن إيران لم تعد تشعر بالحاجة لنفي محاولاتها للتحالف مع (الشيطان الأكبر) وحليفه الكيان الصهيوني أو لتغليف تلك محاولات بذرائع ظرفيّة كالحاجة للسلاح (إيران غيت) أو الحاجة لقرار من الأمم المتحدة يتهم العراق بإشعال الحرب (فضيحة ديكويلار) أو للتخلص من خصم جرّع الولي الفقيه السم الزعاف (غزو العراق) أو التعاون للقضاء على العدو المشترك (غزو أفغانستان)، خاصة وأن إيران اليوم أوهمت نفسها أنها أصبحت دولة نووية فلماذا لا تكون دولة أمبريالية عظمى أسوة بأمريكا، وإلى متى تواصل سياسة تخدير الرعاع بشعارات ثورية، وهم في النهاية رعاع!
لقد نشرت وثائق ومعلومات كثيرة عن سعي إيران للتحالف مع أمريكا والكيان الصهيوني على حساب شعوب المنطقة ومنها مقالنا المنشور في تشرين الأول 2008 بعنوان (إيران تساوم أوباما والبضاعة هي العراق)، لكنها المرة الأولى التي يعلن فيها عن وثيقة تقول فيها ولاية الفقيه صراحة أنها تريد تحديد مناطق نفوذها في منطقتنا العربية!
إن موقف ولاية الفقيه هذا يدق ناقوس الخطر للعرب الذين غلبت عليهم خلافاتهم وتفرقت كلمتهم حتى سامهم كل مفلس! لقد وصل السيل الزبى، وآن للعرب أن ينتفضوا على فرقتهم وأن يدافعوا عن وجودهم كأمة وكدول وكأفراد. إن مخططات ولاية الفقيه للهيمنة على ارض العرب هي تعبير عن عدوانية عنصرية طائفية مقيته وسعي لإعادة التاريخ إلى الوراء لاستعادة امبراطورية أسقطتها سنابك خيل المسلمين ولا تحتاج منا الكثير لإسقاطها، يكفينا أن نوحد بعض مواقفنا وأن لا نكتفي برد الفعل بل بالفعل المؤثر، ولتكن تلك الخطوات مقدمة لتفعيل آليات العمل العربي المشترك السياسية والاقتصادية، وإلا فسنصبح مرتعا لمن هب ودب من ضباع الأرض الطامعين في (مناطق نفوذ)، وسنكون النسخة الثانية من العرب البائدة لا قدّر الله.
والله المستعان