(وعد بلفور) يتوافق مع التأريخ الإسلامي

مهدي مجيد عبدالله

في 2/11/1917 ارسل وزير الخارجية البريطاني (أرثر جيمس بلفور) رسالة الى الشخصية اليهودية الابرز انذاك (ليونيل روتشيلد ) يبدي تأييد بريطانيا العظمى لفكرة أنشاء دولة لليهود على ارضهم التاريخية المحتلة، الاعلام العربي يتناول هذه القضية بانحياز قومي واضح و اجحاف كبير و تزوير الحقائق و طمس الادلة التاريخية و الدينية التي تثبت ان اسرائيل هي ارض اليهود.
اطلق الاعلام العربي على هذه الرسالة مصطلح وعد بلفور و لا ادري لماذا سميت هكذا، المطلع على محتواها لا يجد اي وعد في الرسالة بل تعاطف و موقف مؤيد للحركة الصهيونية المناضلة لاسترجاع حقوق اليهود.
رسالة بلفور المكونة من ما يقارب 15 سطرا لم تكتب جزافا و لم تات من فراغ بل حسب مصادر التاريخ و الملفات التي كشفتها المخابرات البريطانية، الرسالة عبارة عن عصارة دراسات تاريخية و دينية مفصلة استغرقت عدة سنوات توصلت فيها المملكة البريطانية الى مظلومية الشعب اليهودي و حقه في استرداد ارضه و اقامة وطنه.
القران وهو اهم و أصدق كتاب عند المسلمين و لا يختلف عليه اثنان، يشير بوضوح الى يهودية ارض اسرائيل النبي، على سبيل المثال لا الحصر سورة المائدة الاية 21 (يا قوم أدخلوا الارض المقدسة التي كتب الله لكم) تجمع التفاسير الاسلامية المعتبرة عند المذاهب الاسلامية الثلاث (الشيعة، السنة، الاباضية ) على ان المقصود ب كلمة (يا قوم ) بني اسرائيل و كلمة (الارض المقدسة) ارض النبي اسرائيل جد اليهود.
ايضا في سورة الاعراف الاية 137 تأكيد الهي صارخ و واضح لإحقية اليهود بارضهم و مظلوميتهم (وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارقَ الأرض ومغاربها التي باركنا فيها وتمت كلمة ربك الحُسنى على بني إسرائيل بما صبروا).
و المثير للانتباه و التدبر و التفكير ان الله ذكر في قرانه اكثر من 50 مرة كلمات( بني اسرائيل، ارض اسرائيل، اليهود) ناهيك عن احاديث النبي محمد و خلفائه التي تذكر هذه المصطلحات مئات المرات، في المقابل لا يوجد في القران و لا في الاحاديث النبي محمد و خلفائه اي ذكر لكلمة فلسطين او كلمة بني العرب.


مراجع التاريخ و مصادره الموثوقة عربية كانت ام غربية تؤكد استمرارية وجود اليهود في هذه الاراضي منذ الاف السنين قبل وفود القوميات الاخرى عليها، و لك صديقي القارئ مراجعة تاريخ ابن كثير و الطبري و القرطبي و تاريخ الامام البخاري و ابن عساكر عند السنة و كتب العياشي و كتاب بحار الانوار و كتاب الكافي و غيرها من مصادر تاريخية عند الشيعة كي تتأكد من صحة ما نرمي له.
بالرغم من الماسي و المجازر و الاضطهادات المتنوعة التي شنت ضد اليهود على طول التاريخ لم يتخلو عن سعيهم للرجوع الى ارضهم بداية من السبي البابلي وصولا الى مجازر هتلر، تجدر الاشارة لا ادري ما سبب كراهية بعض البشر لكلمة اسرائيل، في حين انه من المفروض ان تكون كلمة إسرائيل من الكلمات المقدسة عندهم لانها لقب احد عظماء الانبياء المذكور اسمهم في القران (النبي يعقوب)، و لك صديقي القارئ ان تتصفح القران و الاحاديث النبوية كي تجد كم هائل من المدح و الثناء على اسرائيل ( النبي يعقوب) لكن خلافا للقران و لوصايا النبي محمد تراهم يشتمون و يسبون و يهذرون اقذع الكلمات و الجمل حيال اسرائيل ( النبي يعقوب ).

ما ذكرته لا ينفي احقية عيش الشعب العربي الفلسطيني بمسلميه و مسيحييه و طوائفه الاخرى على ارض اسرائيل، بل يجب الوصول الى حل الدولتين الذي يجمع عليه كافة دول العالم من أجل إسرائيل آمنة وبعيدة عن الإرهاب، ودولة فلسطينية قابلة للتعايش.
كانسان كردي اتمنى ان يحصل الشعب الكردي على وعد بلفوري مدعوم دوليا لقيام دولة كردستان قريبا.

كاتب كردي عراقي

المصدر ايلاف

About مهدي مجيد عبدالله

مهدي مجيد عبدالله كاتب عراقي
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.