وضعنا سيء

يظن البعض ممن يعارضونني أنني أكره العرب وأكره الإسلام,على أن الحقيقة تقول غير ذلك, إذ أن المنطق يعترف بديهيا بأن الذي نحبه لا يحبنا,أي أن الذين نحبهم لا يحبوننا,وذلك مثل التجارب العاطفية الرومانسية حيث دائما الذي يحب محبوبه ويجن به نجد محبوبا مغرمٌ ومجنون بمعشوقٍ آخر,وهذا ما يحصل معنا,فأنا حريص كل الحرص على إخراج الإنسان المسلم والعربي من الجهل الذي هو غارقٌ فيه وحريص على إخراجه من كهوف الظلام والقرون الوسطى,ولكن سامح الله قومي إذ أنهم يظنون عليّ بالعداوة وبالبغضاء ما شاء لهم أن يظنوا وبأن يحملوا عليّ ما شاء لهم أن يحملوا من الحقد والكراهية حيث يعملون ضدي على قطع رأسي بعد أن قطعوا رزقي في كل مكانٍ ذهبتُ واذهب إليه.

العرب المسلمون غير أصحاء عقليا وهم بحاجة ماسة للطبيب وللمكوث على فراش وسرير الطبيب ريثما يتعافوا من كل الأمراض التي يعانون منها ,هم بحاجة إلى دليل وإلى مصباح ينير لهم الطريق ولكن مثلهم مثل الفقراء الذين بنا لهم الروائي العظيم تولستوي بيوتا ليسكنوا فيها فظنوا أنه يريد أن يضعهم في السجون فلم يدخلوها,وهذا ما يحصل للعرب المسلمين,إننا نبني لهم كثيرا من الجسور وكثيرا من البيوت لكي يخرجوا من العفن الذي يسكنونه ولكنهم أبدا يخافون من التنوير ويخافون من تشغيل العقل ويظنون بأن كل الناس أعداءهم, غير أننا جميعنا نحبهم ونحب مساعدتهم لكي يشفوا من جهلهم.

أنني أحب العرب ولكنني مشفقٌ عليهم ولا أحب تصرفاتهم والوضع الأخلاقي الدنيء الذي وصلوا إليه,والوضع السياسي المزري لهم,وترتيبهم في الدرك الأسفل من العالم وبينهم وبين أبسط دولة متقدمة أكثر من ألف عام,إنه وضعٌ مثير للشفقة على كل المستويات,حيث الهبوط واضح في كل مستويات الدول العربية من الألف إلى الياء,ولا نكاد ندخل وزارة أو مؤسسة أو حيا سكنيا إلا ونبكي على الوضع الصعب الذي هم فيه,وكل هذا عن طريق إغراق الحُكّامِ العرب الشعبَ العربي بوابل من الفساد والدمار والتخريب لمؤسسات الدولة بدءا من المؤسسة العشائرية وانتهاء بمؤسسات الدولة ووزارات الدولة المهمة ذات السيادة والأهمية, مثل إغراق وزارة الأوقاف والشئون والمقدسات الإسلامية برجالات دين معظمهم من المفسدين وبينهم الكثير من الملاحدة الذين لبسوا لباس الدين لينتفعوا من هذه المؤسسة الغنية بالبتر ودولارات أو البترو ريالات ودراهم خليجية, وعن طريق صعود شلة من الحرامية واللصوص والبلطجية الكراسي والمناصب المهمة في الدولة,يتحكمون في رقاب الناس ولا هم لديهم سوى إشباع بطونهم وجيوبهم,فلا يوجد عندنا لا فكرٌ ولا آدابٌ,ولا رياضة ولا سياسة ولا اقتصاد,ولا شيء مما نراه في الدول المتقدمة والوضع كله من سيء إلى أسوأ,وفي كل عام نقول سيتحسن الوضع في العام الجديد غير أننا مثل بول البعير دائما ما يتراجع إلى الخلف.

إن الوضع في الدول العربية مزري جدا,والخوف يملئ قلوب الناس والمستقبل بعد أن كان غامضا بالنسبة للناس بات الآن وهو يفتح بوابة الجحيم على مصراعيها, فساد في كل مكان,وانتشار للجهل باسم الدين وحماية المقدسات الإسلامية والدفاع عن الإسلام, ومحاربة إسرائيل اعتقادا منهم أنها عدوهم الأوحد, غير أن كل هذا الكلام غير صحيح, العربُ بحاجة ماسة لمن يعطيهم مزيدا من الثقة بالنفس لكي يستعيدوا وعيهم الذي فقدوه, أجهزة إعلامية عربية تعمل ضد الوطن والمواطن,أجهزة أمنية تراقب الوطنيين وتعمل ضدهم من أجل أن تخلو الساحة للعملاء وللمرتزقة وللمفسدين,أجهزة أمنية تعمل ضد الثقافة وضد التنمية وتحاول بكل ما أوتيت وبكل ما عندها من قوة ومن إمدادات أن تحافظ على الفقر من أجل أن يبقى المواطن العربي مقيدا بظروفه الاقتصادية السيئة التي لا تسمح له لا بالعمل السياسي ولا بالعمل الثقافي, إن حالة الإنسان العربي المسلم سيئة جدا وكلنا ها هنا بحاجة لمن يخلصنا من الأنظمة العربية الفاسدة فإما التغيير يا عرب ويا مسلمين وإما الفوضى التي ليس لها حدود كما حصل في ليبيا ومصر وسوريا وتونس والعراق, هؤلاء الحكام العرب الجبناء لا يريدون الانتقال للحرية وللديمقراطية ولا يريدون حلا للقضية الفلسطينية لذلك سينالون الجزاء الذي يستحقونه, إن نهاية العرب المسلمين بات على مرمى قدمين من أمام أعيننا, نصب واحتيال وفساد وتكميم للأفواه, جهل ودعارة وخلاعة وفقر وعنجهية وبلطجة في كافة مؤسسات الدولة,تعتيم إعلامي على المفاسد وأين تذهب الأموال, تخويف من مغبة العمل السياسي, كل فنان وكل مبدع وكل مثقف مراقب مراقبة حثيثة,وقد بلغ السيل الربا(الزبا),كما يقولون.

إن الحالة التي وصلنا إليها من تخريب لكل شيء على يد الأجهزة الأمنية في كافة أرجاء الوطن العربي,أصبح فعلا همجيا لا يطاق,والمواطن كل يوم يزداد فقرا ومديونية,وأموال الوزارات يأكلها النهابون الذين ينهبون ويأكلون الأخضر واليابس.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.