ذهبت لزيارة أستاذي في الجامعة عندما علمت بمرضه وهو كان صديق أيضاً .
وكان مفكرا جيد يحاكي استنساخ التاريخ وخلق الكذبة الكبرى عندما صنعوا تاريخا وقدموه على انه هذا هو الحقيقة .
وهو يزور محطات أساسية من الفكر العربي والديني . وهو دائماً يردد لا تقدسوا السياسة ولم افهم ذلك ، فسألته اليوم ماذا تعني ياأستاذي فقال السياسة هي احد أطياف لون قزح ، فهي كلمة لها ألوان متعددة ، منها التاريخ والدين وتأجير القلم والكراهية المقدسة …
..
أما التاريخ فيكتسبه المنتصرون. والدين رواية الآفاقون فيزيدون وينقصون ويدخلون ويخرجون حسب وجهة النظر والزمن والظرف التاريخي ، وقال تذكر المثل العراقي الذي يقول (( هو منو رجع على مود يحجي الصدق )) . يعني نحن علميا لانعرف حقيقة الأديان فهي مجرد ورث اجتماعي وصلنا لا يسمح بمناقشة ، والكل يدعي بان دينه هو الأفضل.!
بالنسبة لي قال الكتب الدينية كتب تاريخية تبدلت عبر التاريخ والعبرة هي الجانب الروحي منها الذي تم اغتياله بواسطة فرسان المقابر . وهذا الحديث لا أزال أتذكره رغم السنين وهي قصة من الواقع ومن الزمن الجميل .
وقلت له ولكن يا سيدي ماهي الكراهية المقدسة ، فقال بألم ، الأديان ، المفروض رسالة محبة ، ولكن البهلوان تدخل وجعلها رسالة كراهية للأسف ، فالدين هو صلة وصل بين الشعوب ، اصبح صلة تباعد .
فقال كفى لنذهب للمقهى فأنا لم اخرج منذ مدة وفي الطريق طلبت منه قبول دعوتي للذهاب لحانة أبو جمال ، فوافق وذهبنا لهنالك ، وبدأنا بالنقاش والتواصل .
وقال لي تذكرت حضرت ندوة قبل شهر يتحدثون بعدم وجود دولة أموية او عباسية او عربية.. فقلت لهم اعتقد أنتم متأثرين بأفلام الكارتون وضحكنا ..
.
وسألته سؤال المليون لماذا تم تحريم الخمر !
فقال لي هنالك عدة أسباب وإحداهن اعتقد بانها فكرة تاريخية دخيلة وليست حقيقية وهنالك سوء في السرد والتفسير وتلاعب لغوي خطير ، عموما للمرء حالتان السكر والغضب .
الخمر يمنع كبت اللسان . وعندما تكون واعي تمنع لسانك عن النطق حسب الهواء المحيط بك والمصلحة !
وكما قلت لك الكتب الدينية كتب تاريخية تبدلت مع مرور الزمن .
ففي زمن الصحابة كان يوجد حانات ، وكذلك في زمن الأمويين والعباسيين والعثمانيين ، وحتى منتصف القرن الماضي بدأ التشدد والتحدث عن الخمر وكأنه داء او وباء الطاعون .
كل حضارات العالم كانت تسقى بكأس من مياه الجنة ، وإذا فتشت في التاريخ العربي تجد مجالس الشعر والأدب والرواية كانت تسقى بها الخمر ، فهل يعقل بأن الخمر محرم في الدول الإسلامية إنما مايقال وماهو اليوم هراء وليس أكثر .
وقال لي الخمر هو لطبقة الشعراء والفنانون والعباقرة هي استراحة محارب .
وقال لي لو احتسى هؤلاء المخابيل من اتباع حفاري القبور والمرجعيات الدنية لهدئة نفوسهم وألقوا أسلحتهم وضحكوا حتى الصباح وتطفأ نار الحقد المقدسة . أنها إحدى وسائل السيطرة على البشر لكي يصبحوا قطيع من الغنم .
وهنالك سبب أناني لمنع الخمر وهو هؤلاء المعقدين . منعوا انفسهم من مباهج الحياة ويريدون أن يكون الجميع مثلهم . لأنهم يتحسرون على وضعهم وهي غيره شديدة اللون وفي النهاية هم لا يريدون البشر أن تبتهج ، تلتقي ، تتعارف ، وتفرح .
والغريب يا طالبي العزيز الخمر مكافأة من الرب للبشر الجيدين الصالحين بأعمالهم (( أن الدين المعاملة هذه هي ثقافة المسلمين )) .
وحسب إدعاء المتدينيين لأنهم صالحين إذا من حقهم احتساء كأس من مياه الجنة الصافي .
فقال لي لا تنظر لهؤلاء فهم كانوا موجودين في كل عصور التاريخ ، ونحن العرب سوف نرميهم في مزبلة التاريخ ، طال الزمن او قصر ، وهكذا يعود تاريخ العرب ناصعا بدون شواءب حافري القبور .
تذكر ول نادلة في التاريخ من العراق واسمها داريوس ، وأول كأس جعة بيرة قبل خمسة آلاف سنة صنع في سومر ، وكانت تستخدم في المشافي الطبية … الم اقل لك هي كتب تاريخ .!.