مَا لِأَحْلَامِي تَحْتَضْرْ؟
وَاَلآهُ مِنْ صَدْرِي تُغَرِدُ مُرْغَمَةً،
دُونَ خَاطِرِي،
وَلَا لِدَمْعِ العَينِ تَنْتَظْرْ..
وَإِنِّي أَرَى وَطَنِي وَفِي العَينِ دُمُوعُ رِجَالٍ،
وَبَقَايَا أَمْطَارِ الخَرِيفِ،
عَلَى خَدَّيْهِ تَنْهَمِرْ..
وَإِنِّي أَرَى وَطَنِي وَقَدْ كَثُرَتْ سَكَاكِينُهُ،
وَأَصْبَحَتْ مِنْهُ سُلَالَةُ الضِبَاعِ،
تَنْحَدِرْ..
وَإِنِّي أَسْمَعُ أَصْوَاتَ المَدَافِعِ تَعْلُو مُتَبَجِحَةً فِي بِلَادِي،
وَالضَمِيرُ مُتَفَاخِرً، بِكُلِ قَسْوَةٍ يَنْتَحِرْ،
وَشِعْرُ الحُرِيَةِ حَزِينَةٌ تَبْدُو قَصَائِدُهُ،
بْعْدَ أَنْ وَدَّعَتْ قَاشَوشَهَا المُنْتَصِرْ،
يَا قَمَرُ.. يَا رَسُولَ العَاشِقِينَ،
لَو حَمَلتُكَ قَصِيدَةً لِلشَّهْبَاءِ،
وَأَمَّنْتُكَ بِاللهِ أَنْ تُقَبِّلْ يَدِ أُمِّي،
وَجَبِينَ الأَصْدِقَاءِ..
وَأَنِرْ لَيلَ المُتَظَاهِرِينَ عَلَى الطَاغُوتِ إِشْرَاقً،
وَغَنِّي لَهُمْ نِدَائِي،
وَأُخُتِي الحُرِّيَة بِعَودَتِي بَشِّرْهَا
كَي تُهَيِّئَ نَفْسَهَا لِلِّقَاءِ..
يَا قَمَرُ.. وَقُلْ لِحِمْصَ اليَومَ أَنَا نَادِمٌ،
وَيَا لَيَتنِي كُنْتُ مَعَهَا فِي ذَاكَ المَسَاءِ،
وَيَا لَيَتنِي كُنْتُ صَرْخَةً فِي حُنْجُرَةِ طِفْلَة،
سَأَلَتْ كَفَاكَ يَا جَلَّادُ،
قتلً بِأَعِزَّائِي،
وَالصَبْرُ يَا حِمْصُ مَا لَهُ يُعَاتِبُنِي؟
بَعْدَ مَا مَزَّقَتْنِي جِرَاحُ الغُرْبَة،
وَدَمْعُ الأَحِبَّاءِ،
أَهٍ يَا قَمَرُ..
لَو كُنْتُ بِحُزْنِي قَادِرً،
عَلَى رَدِّ الطَّاغُوتِ عَنْ وَطَنِي،
وَ رَدِّ البَلِيَّةِ وَ رَدِّ البَلَاءِ.
جان برو