والله العظيم هذا الفيل مايطير

ropiraqueاليوم صحوت من كابوس سألت الله الا يريني اياه مرة اخرى خصوصا وانه انعم علي بفقر الدم الرياضي،فانا والحمد الله “غبي جدا بالارقام “ولا استطيع ان استمر بالعد من واحد الى الالف.
هذا الكابوس هو علامة استفهام كبيرة قفزت لترقص بغنج اول الامر ثم تصيح بصوت مبحوح ذكرني بصاحبته التي احتلت عرش ملكة الغناء العربي مؤخرا.
السؤال يمد لسانه ويضع يديه على اذنيه ساخرا ويقول:
ترى كم عدد رجال حمايات المسؤولين في الدولة؟ واذا تم معرفة ذلك وهو من عاشر المستحيلات،فكم عدد الملايين التي تصرف عليهم كرواتب شهرية؟ واذا حدث ذلك مجازا فكم تتكبد خزينة الدولة وهي فارغة طبعا في صرف المحفزات والمكافأت لهم ولهن؟.
اترك الجواب لكم ذلك خوفا على عقلي من الضياع لأنكم مازلتم في عز البهجة العقلية ويمكنكم ان تضربوا وتجمعوا وتكسروا كيفما تريدون.
اتخذت قرار “الترك” هذا بعد ان تلقيت رسالة عاجلة من صديقي اللدود وزير النفط الحاج عادل عبد المهدي يعلن فيها انه سيعيد لخزينة الدولة الفارغة من الاوراق الخضراء عافيتها خلال 3 أشهر من الان.
وضربت اخماس باسداس،كيف يستطيع هذا الرجل الالمعي ان يعيد للخزينة 69 مليار دولار من اصل 89 مليار خلال ثلاثة اشهر فقط كما يقول وال” 20 مليار” الباقية خلوها بخشيش لمن لابخشيش له؟.
ولكم ياعمي اشك هدومي لو اطلع من صوابي.
من المؤكد ان عصا موسى التي انقلبت الى حية ذات يوم لاتستطيع ان تفعل ذلك حتى ولو صاح موسى “ولي بها مآرب اخرى”.
هل سيقنع الذين “هبشوا هذه المليارات باعادتها على ان يمنحهم سندات طابو لاراض يختاروها في اي مكان بالعراق حتى ولو كانت من ضمن حدود بيته في المنطقة الخضراء؟.
سيقولون له “علينا ياعادل مو احنا اللي وزعنا الاراضي على اهالي كربلاء وطلعت فالصو”.
هل سيستعين الحاج عبد المهدي بالبنك الواقع بالزوية ليمده بالنقد سيما وانه يملكه شخصيا عدا بنوك اخرى لايريد الحاج الاشارة اليها خوفا من اعين الحساد في الدورة وبغداد الجديدة وسلمان باك والعطيفية وكرمة علي وسكنة نهر مجنون؟.
احد الخبثاء قال وهو العارف بحيلتي: لا ياهذا،انه سيشتري بالونات تعمل بالغاز المستورد من ايران لتنفخ هذه الخزينة وحين يراها الرائي فسيقسم انها مليانة وليست فارغة.
ياعمي ،بطلوا حكايات جدتي الله يخليكم ويخلي مكة التي زرتموها واللي ما “شورت بيكم”.
بس عاد ياناس،طيلة 10 سنوات واحنه نشوف فيالتكم كيف تطير.
وانت ياحجي عادل اذا كانت لديك القدرة على استرجاع 69 مليار دولار خلال 3 اشهر فليش ماتصير”حكواتي” وتوزع هذه المليارات على 7 ملايين فقير عراقي حتى على الاقل تنكتب لك حسنة من تروح تشوف الحوريات.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.