أقول هذا لأنك لست سوى المسؤول البيولوجي عن وجودي في الحياة. اما عن مسألة صرفك عليّ لبضعة سنين ومحاولة برمجتي وتدجيني فهذا هدفك كـ ماكنة ايدلوجية برمجت لتقوم بهذا العمل لا حبا بي بل حبا بأن تكون لك متعة في الحياة وزينة كما يقول دينك الحنيف، وبان تستلذ بالأنا الشرقية بكونك ربّا على اسرة بضعةً منها اناث لتثبت كينونتك الذكورية العشائرية وتؤدي دورك البطولي في تقويمهن وتدجينهن وكسب طاعتهن.
لم أصبح (برلمانية) كما كنت تتساءل سابقا حينما كنت تحاول كسر معنوياتي واحباط عزيمتي: ” ماذا تخالين نفسك؟ هل ستصبحين برلمانية؟” فأنا لا يهمني ان اسرق شعبا كل همّه ان ينفي كلما هو مختلف عن قالبه الكونكريتي، كل همّه ان تتقيّد المرأة بدورها كـ عبدة، طبّاخة، غسّالة، مفرخة، تابعة للرجل ومنكوحة منه، لا يهمني ان امثّل مجتمعا لا يحترم ماهيّتي ولن يتردد لحظة بقتلي ان سنحت له الفرصة، ينظر لي كـ مريضة، شاذة، عاهرة وكافرة تستوجب اقصى العقوبات، لماذا؟ فقط لأنني اخترت ان أغرد خارج قطيعه واعيش كما يسعدني وارتاح له. وها أنا حققت ذلك يا والدي الغير عزيز. وعلى فكرة لم انحرف جنسيا واخلاقيا كما تتصور انت وباقي قطيعك حينما خلعت الحجاب ولبست الشورت والتنورة القصيرة، وحينما سهرت بأحد البارات وتناولت بضعة كؤوس من الخمر الذي تعتبرونه شرابا سحريا يأخذنا للجحيم ويجعلنا نتصرف كالحيوانات حاشاها منا!
انا الآن اسكن لوحدي كامرأة ولم اجعل مسكني مرتعا للرجال الذي يحومون حولي لغاية ممارسة الجنس معي كما تتصور انت وقطيعك. اذهب لأي مكان وحدي، استقل سيارة الأجرة وحدي، أزور أصدقائي الشباب والبنات ونسهر ونمرح دون الحاجة لرقيب يجعلني ادقق بساعتي كل قليل خوفا من العودة للبيت متأخرة. لا تقلق لم يحاول احدهم -أيضا- ممارسة الجنس معي او التحرش بي فقط لأني لوحدي وبدون رقيب. اما عن المتحرشين من قطيعك الذين اصادفهم خارج دائرة حياتي التي اخترها فأنا اعرف جيدا كيف اصدهم واحفظ نفسي منهم بإرادتي وليس خوفا من الانحراف، فصدقني لو اعجبني احدهم لكنت اخترت –بإرادتي- قضاء بعض الوقت معه فأنا لست اهتم للرجال كما تعرف ولا يهمني عرض عضلاتي الانثوية السكسية لأعوض نقصا بي عن طريق هؤلاء، ولا أحاول اثبات كوني مرغوبة فأنا اعرف كل هذا مسبقا.
لم أصبح كل ما كنت تعيّرني به او تتصوره وتخاف منه لأنه لا يهمني ولست نموذجا لسيناريو مسبق
(stereotype)
لك ولقطيعك ليثبت انكم على حق بكل ما تتصورونه لأي بنت متحررة من سجونكم الفكرية والسلوكية البلهاء التي وضعتموها فقط لتتوارثوا نكحنا وفقا للترتيب والاحقيّة التي اتفقتم عليها.
ما يهمني هو انني حلقّت خارج سجونكم لأعيش كما اريد بكل بساطة. ارتدي ما اريد، اخرج وقتما ومع من اشاء. اعمل ما اراه يتفق وامكانياتي وطموحي واخطط لحياتي ومستقبلي بنفسي، اختار شريكا لحياتي بما يتفق وسعادتي ورغبتي وليس وفقا لقوانين النسل والتكاثر والمذاهب خاصتكم. سعادتي والعيش بإرادتي هو بحد ذاته إنجازا كبيرا حققته بحياتي أكبر حتى من الوصول لمنصب برلماني او وزير، فلا يهمني ابدا ان تكون انت وغيرك فخورين بي لأني انتمى لعائلتهم واحمل اسمهم او لأني انتمى لنفس جنسيتهم وطائفتهم. تأكدوا إني لن امنحكم حق الفخر، تلك الجائزة او المرتبة التي يعِد ويخدع بها الشرقيون الآيدلوجيون أولادهم وافرادهم لإثبات اعلى درجات الولاء والانتماء للقطيع.
هل فهمت الآن يا والدي الغير عزيز؟