هو أحسن مني عند الله وأنا أحسن منه لهذا الشعب!

positivethinkingكانت رحلتي إلى نيويورك هذا الإسبوع أجمل وأمتع الرحلات التي قمت بها إلى الساحل الشرقي في أمريكا، وما أكثرها!
لم تكن الأجمل فقط لأنها بالصدفة كانت ممتعة في جزئياتها وتفاصيلها، بل لأنني حضّرت نفسي عقليا ونفسيا لأستمتع بها على غير عادتي عندما أضطر لأن أطير!
الأسبوع الأول من هذا الشهر كان حافلا بالضغوط، وكان بين رأسي والإنفجار شعرة معاوية….
……
كم أقدس تلك الشعرة!!
لا لأنها من ذقن معاوية الذي نحتاج إلى أمثاله في زمننا هذا، بل لأنها تحميني من الإنفجار!
نعم نحن نحتاج إلى أمثاله، أليس هو القائل ـ عندما سُئل من أحسن أنت أم عليّ ـ: هو أحسن مني عند الله وأنا أحسن منه لهذا الشعب!
لا نحتاج في هذا الزمن العصيب إلى شخص يتملق علينا من خلال محبته لله، بل نحتاج إلى قائد فذ يخرجنا من الكارثة التي وقعنا بها!
أعتقد أن عبارة معاوية تلك تجسد حاجتنا في كل زمان ومكان إلى إحالة الله إلى التقاعد!
فلقد تجاوز العمر المسموح به للعمل كجندي مقاتل بمئات السنين….
نحتاج إلى معاوية آخر لأنه يُدرك تماما كيف يتعامل مع شعب “لا يميّز بين الناقة والبعير” على حد تعبيره!
…….
في الصيف عادة أتجنب، بل أرفض قطعيا السفر لأي سبب مهما كان مهمّا…
أولا لأنني أكره السفر وخصوصا عندما يتطلب الأمر أن أحلق بين الأرض والسماء، خوفا من أن أقع في المحيط طعما للأسماك، فأنا أحتاج إلى شاهدة على قبري تجسّد حياتي!
وأكره المهمات التي تتطلب مني أن أطير من أقصى الساحل الغربي في أمريكا إلى أقصى الساحل الشرقي، لأنه يستغرق أكثر من عشر ساعات، أقضي ثلاثا منها متسكعة في المطارات والبقية أسبح خلالها بين الأرض والسماء!
…….
كان برنامجي الصيفي حتى وقت قريب مطهّرا من كل سفر، وكان بكل ضغوطه أخف من فكرة سفر مفاجئ!
جاءت الفكرة وكانت الزامية ولا تقبل الجدل!
العمل يتطلب أن أكون في ولاية نيويورك يومين، وهذا المرّة ـ خلافا لسابقاتها ـ ليست في مدينة نيويورك نفسها وإنما في مدينة أخرى تقع في الجزء الغربي من الولاية وتبعد نصف ساعة عن الحدود الأمريكية ـ الكندية!
لمعت بذهني فكرة: طالما لا تبعد إلا نصف ساعة عن شلالات نياغرا الشهيرة والواقعة على تلك الحدود، لماذا لا أستثمر الرحلة لصلاحي وأخوض تجربة جديدة؟
لم تأتِ تلك الفكرة من سراب، فلقد كنتُ قبل ولادتها بيومين أقرأ كتابا، يُقال أنه لعب دورا كبيرا في شحن العقل الأمريكي بالطاقة الإيجابية عندما صدر في وقته، وكان ذلك عام 1952!
الكتاب بعنوان: (قوة التفكير الإيجابي)
The power of positive thinking،
للمفكر والكاهن الأمريكي
Norman Vincent Peale

كاهن؟؟؟
…..
……

يا اللاااااااااااااااااااااه….
شو حظنا أخو….

لماذا كل كهنتنا على شاكلة الحويني والقرضاوي؟؟؟

قررت بقوة وعناد وتصميم أن أستمتع بالرحلة رغم مشقاتها وضغوطها، فاتصلت على الفور بالسيدة المسؤولة عن ترتيبات الفندق، والتي تربطني بها علاقة سابقة وحميمة وعبّرتُ عن رغبتي بزيارة شلالات نياغرا بشقيها الأمريكي والكندي!
رحبت بالفكرة وسألتني إن كنت أرغب بتمديد الرحلة لتصبح على الأقل اسبوعا، وأعلمتني أنني سأقيم خلالها بمنتجع كان من شبه المستحيل بالنسبة لها وفي وقت متأخر من الصيف أن تجد لي فيه مكانا..
لكنَّ قوة التفكير الإيجابي التي استحوذنتي ـ على ما يبدو ـ سخرت الكون لصالح تحقيق فكرة الإقامة في ذلك المنتجع السماوي…
****************************
تواصلوا معي كي نتابع الرحلة….

About وفاء سلطان

طبيبة نفس وكاتبة سورية
This entry was posted in الأدب والفن, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.