طلال عبدالله الخوري 25\11\2017 © مفكر حر
محاولة لقراءة ما بين سطور التحركات الأخيرة للدبلوماسية الروسية بزعامة الديكتاتور المخابراتي فلاديمير بوتين, ونخص بالذكر ادعائه بأنه يريد تخفيض قواته في سوريا, وبنفس الوقت يطلب من أميركا مغادرة الأراضي السورية بإعتبار ان تواجدها غير شرعي بعد القضاء على داعش, لأنها لم تأتي بطلب من النظام السوري الاجرامي الذي ما زال هو الشرعي رسمياً, على الورق على الأقل, بالأمم المتحدة.
نحن نعتقد, وكما قلنا سابقاً, بأن هدف بوتين في سوريا, واستثماراته فيها بمليارات الدولارات, عدى عن القوة البشرية من الجنود والخبراء, هو لكي يحصل على بعض الأوراق التفاوضية يناور بها بملفاته مع الغرب, وعلى رأسها احتلاله لجزيرة القرم الأوكرانية, والتي تسببت له بمقاطعة دمرت الاقتصاد الروسي,.. ولكن بما أن الوقت يجري بغير صالحه, ولم يحصل على أي شيء في سوريا غير مزيد من الاستنزاف لاقتصاده وقوته البشرية, وسيخرج خالي الوفاض, او بأحسن الأحوال سيبقى مع مزيدا من الاستنزاف حتى يسقط من تلقاء نفسه ببلده روسيا في نهاية الامر عندما لا يتمكن الاقتصاد الروسي يحتمل مزيدا من الاستنزاف.. هنا يحاول بوتين ان يصرخ بأعلى صوته, ويساعده في ذلك حلفائه من النظام السوري, والخليفة العصملي أردوغان رئيس تركيا والولي الفقيه الإيراني, بأن الوجود الأميركي غير شرعي! وهدفه من هذا هو مقايضة احتلاله للقرم الاوكراني بالوجود العسكري الاميركي في سوريا, أي ما حدا احسن من حدا! انا بالقرم مقابل عدم شرعيتكم في سوريا!!( هههه تصوروا بان أردوغان اصبح يعتبر بان الشرعية تأتي من نظام الأسد.. وكأنه اخذ اذنا منه عندما دخل الى شمال سوريا!)
فقد قال إردوغان إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أبلغه أن بشار الأسد ينظر باستياء إلى وحدات حماية الشعب التي تدعمها الولايات المتحدة، وإن الاسد لا يريد أن يرى “وحدات حماية الشعب” تجلس على طاولة المفاوضات.
برأينا سيفشل بوتين بتحركاته الأخيرة, وهو وجميع حلفائه ثلة من الفاشلين ومصيرهم مزبلة التاريخ للأسباب التالية:
أولا: لا أحد يصدق بأن بوتين سيخفض تواجده العسكري بسوريا, فطائراته ستظل تحمي القوات المرتزقة على الأرض الداعمة لنظام المجرم بشار الأسد, اما عملية ان يخفض القوات التي لم يعد لزوما لاستخدامها في المرحلة القادمة, فهذا انما ليخفض تكاليف الحرب على اقتصاده, ولا تعتبر تخفيضا استراتيجيا للقوات.. فكل خططه السياسية لوقف المقاطعة الاقتصادية لبلاده تعتمد عل احتفاظه بالورقة السورية.
ثانياً: وجود القوات الأميركية في سوريا اكثر شرعية من وجود الروسية والإيرانية, فالأولى اخذت شرعيتها الحقيقية من الحاضنة الشعبية الموجودة على الأرض للتحالف العربي الكري, والشرعية العملية للشعب لا تعل عليها أي شرعية أخرى, بما فيها الشرعية الدولية التي على الورق فقط لنظام الأسد البائد لا محالة.
ثالثا: وكما يقول المثل الشعبي السوري ” بين البايع والشاري يفتح الله ” فأميركا لن تقبل بعرض بوتين البائس هذا, وهي مرتاحة في سوريا لا تخسر سنتا واحداً, او قطرة دم واحدة, والوقت يسير لصالحها, على عكس بوتين وحلفائه الذين يخسرون كل يوم, ويتم استنزافهم ماليا وبشرياً في كل يوم, وبالتالي هدف اميركا هو ان تخرج روسيا من أوكرانيا, لا ان تقايض هذا بذاك كما يريد بوتين.
رابعاً: هناك من المحللين السياسيين التابعين للمخابرات الروسية وحلفائها, يروجون الى ان البيت الأبيض عهد تلزيم ترمب مسألة الحل في سوريا لبوتين،.. ونحن نختلف معهم بهذا الرأي, فلا يمكن ان تقوم اميركا بمثل هذه الخطوة التي تقوي الدبلوماسية الروسية ضد مصالحها.. ونحن نعتقد ان كل ما بالأمر, ان البيت الأبيض يريد من بوتين ان يغوص بزيادة وزيادة بالمستنقع السوري لكي تسهل تفتيته من تلقاء ذاته, أي كما قال نابليون بونبارت:” اذا رأيت عدوك يدمر نفسه فلا تقاطعه ” وهذا ما يفعله البيت الأبيض.
خامساً: ما يسعى بوتين له الأن هو تسوية طويلة الأمد, كما قال هو شخصياً, لكي يضمن بقاء أوراقه التي استثمر من اجلها في سوريا مئات المليارات من الدولارات من اقتصاد بلاده, ولكن التسوية الطويلة الأمد لن يستطيع الحصول عليها الا من خلال موافقة جميع الأطراف والقوى السورية والدول الإقليمية والعالمية والتي تلعب في الساحة السورية, وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل, ولا نريد هنا ان نذكر البقية مثل ايران وتركيا والسعودية ومصر وأوروبا…. أي باختصار حلم ابليس في الجنة
وفي النهاية نحن ايضا لا نتفق مع الأنباء التي تقول بأن بوتين أطلع دميته الاسد على بعض تفاصيل عملية الانتقال السياسي، التي يتوقف عليها احتمال إقصائه عن الحكم، والإعلان عن تشكيل حكومة مدنية انتقالية، والسبب ان طريقة ارتماء الأسد على كتف بوتين (شاهد الصورة) كما الطفل الصغير يدل على ان بوتين يدعم بقائه, لأنه يعتبر بأن بقاء الأسد هو الضامن الوحيد لمصالحه ومصالح حلفائه على المدى القصير والطويل.
١: قناعتي مابين بوتين وأردوغان لعبة شيطان ، فعندما يكتيء على بعض عدوان فهذا دليل على أنهما مفلسان ؟
٢: إرتماء المُلا المزيف أردوغان في حضن بوتين ليس حباً به بل خوفاً من الأمريكان ، خاصة شبح إنقلاب دامي قادم ضده يؤرقه جداً ولا مفر منه ؟
٣: وأخيراً …؟
حقيقة الاسد في موقف لا يحسد عليه ، فلا الإيرانيين قضوا على المعارضة ولا الروس ريحوه ، وألان أقصى أمانيه الخروج الأمن، سلام ؟