هل يمكن لعقل أمة يقدم السحري العجائبي الفانتازي على العقلاني الوافعي أن يفوزاليوم في أية ساحة من ساحات التفكير

هل يمكن لعقل أمة يقدم السحري العجائبي الفانتازي على العقلاني الوافعي أن يفوزاليوم في أية ساحة من ساحات التفكير !!! ؟؟؟ الإسراء والمعراج مثالا. إن كان ( رؤية أومناما ) …. أي هل كان (عروجا بالجسد أم إسراء بالروح ) !!
د. عبد الرزاق عيد
هذا السؤال كان عنوانا لأحد فصول كتاب لنا صدر منذ عقد ونصف تحت عنوان ( سدنة هياكل الوهم – نقد العقل الفقهي –الجزء الأول) …. حيث وجدنا هذا العنوان مدخلا صالحا للموضوع الذي نحن بصدد مقاربته ………
الإسلام السياسي الذي يتحمل مسؤولية عسكرة الثورة برقع شعار ( الجهاد ) في ذروة مدنيتها وشبابها وسلميتها، فهو الذي يتحمل مسؤولية هزيمة الربيع العربي بتنطعه لادعاء قيادتها كما كان يطمح النظام العربي أن يقدم نفسه للعالم، في حين أن الربيع العربي لم يكن صناعة حزب أو تيار سياسي ( علماني يساري أم إسلامي وسطي أو جهادي) ، ولكن مع ذلك فنحن نقاد من مذبحة إلى مذبحة أسدية طائفية- – ولايتية إيرانية شيعية – مافيوية روسية أخرى وربما لن تكون أخرتها هي حرب الإبادة الكيماوية على ادلب ايراهيم هنانو، بوصفها استعمارا أسديا عميلا للاياتي الايراني والمافيوي الروسي، بعد أن تمكنت قوى نظام العصابات الأسدية العميلة أن تتحالف مع كل قوى الشر العالمي لمحاربة إرادة شعبنا في الحرية والكرامة بوصفهما ارهابا ، وهاهم يتحشدون لذبح شعبنا في ادلب باسم تحريرها من الارهاب ..ولا زلنا جميعا نتحشد في قوافل المشيعين لأهلنا وشعبنا ، دون ادرا ك أن خذلان الموجة الأولى للثورة يعود الى نجاح الوحشية الأسدية في ايقاظ الوحشية العالمية للوقوف إلى جانب العصابة الأسدية البربرىة التي نجحت يتصوير ثورتنا أنها قومة دينية طائفية في خدمة الارهاب العالمي دون أي شعور بالمسؤولية من قبل (النصرة – القاعدة )أنها ربما تسبب إبادة مئات الألاف من أجل مشروعها السياسي العبثي في أسلمة العالم ، وأنه حان الوقت للتأسيس لمرحلة الموجة الثانية من الثورة ، تبدأ من تحويل نظرة العالم إلى الإسلام كدين أمة وليس دين عصابة تتحارب مع خوارج وأقليات نبذتها الأمة الإسلامية لوثنيتها في تأليه البشر وخيانتها لبني قومها وأهلها العرب والمسلمين أمام الغزاة..


ولهذا كنا قد بدأنا بإحياء مشروعنا الثوري النهضوي المدني الذي يضرب إلى الأعماق بالعودة الضروية لأحياء ( تراثنا العقلاني ) الذي سمحت حياديتنا نحوه وتجاهلنا له أن يستحود علية ( الإسلام السياسي من داعشه إلى أخوانه ) وكأنه حكر على أحد أبنائه ، عبر المزيد من اقصاء المجتمع المدني الشعبي الديموقراطي عن ساحة التراث يوصفه أبا بطركيا لـ(الحالشية والقاعدية) بمباركة مضمرة أخوانية ، وليس أبا روحيا لهوية امه بكل فئاتها وشرائحها. متدينها وعلمانيها ، ابنها المؤمن أم ابنها االملحد ،الديني واللا ديني كما هي امم الأرض المتمدنة بكل دياناتها التوحيدية أو التعددية…
وعلى هذا فإن الدخول في المناقشات التي تتعلق بدين الأمة حق لكل أبنائها بغض النظر عن درجة (التدين أو عدمه)، فالدين بوصفه تراثا أوأبا روحيا للأمة ، فكل أبناء الأمة له ذات الحقوق الوراثية عند الأب، بغض النظر عن درجة تفاوت الأبناء بمحبة هذا الأب ودرجة قناعتهم بدرجة فهمه وعمقه أو سطحيته وحكمته ….ولهذا فالأبناء أحرار بتركة أيهم ومن ثم التصرف بملكيتهم الوراثية ( أشياء أم أفكار) …
وهنا في هذا السياق ونحن على أبواب مرحلة جديدة يستولي فيها المتأسلمون ( المجاهدون والوسطيون ) على التراث وفق منظورهم الأسطوري للعالم ، الذي يفترضونه كصورة العالم الذي عاش فيه أسلافهم (سلسلة الأباء من الصحابة والتابعين)، ويفترضون أنهم مكلفون بخوض معاركهم (فتح العالم من جديد )، .بعد تأسيس إمارة إسلامية تكون قاعدة انطلاق لإقامة فسطاط الأيمان في مواجهة فسطاط الكفر في ادلب، إذ يعتقد النظام الأسدي الطائفي وفق نظام تفكيره الوثني الحسي، أنه إذا انتصر قي ادلب فإنه سيبقى شريكا في فسطاط الكفر ( الوثني منذ (البداية بتأليه علي، ومن ثم التأليه الأسدي بعد التأليه المرشدي) ، حيث لا يستوعبون أن مئات الألاف من شهدائنا الشباب ، سيؤسسون لولادة (الجين السوري الجديد) الذي سيلفظ كل وباء أسدي مع نجاح الموجة الثانية للثورة التي أضاع الإسلاميون موجتها الأولي ليس سوريا فحسب بل ومصريا واسلاميا….هذا التاسيس الجديد للموجة الثورية الثانية سيكون إمامها العقل وفقه شيخنا شيخ أبو العلاءالمعري ، حيث سينشا جيل جديد لا يقبل النقل مهما كانت قوة سنده وعنعنته إلا إذا توافق مع العقل العلمي الذي تقودة اليوم علوم الكومبيوتر وثورة المعلوماتية والاتصالات، التي سحقت الظلامية العربية والعالمية الموجة الأولى منها من الشبابب السوري والمصري والعربي ، بعد أن نجحت الظلامية الديكتاتورية الطاغوتية الحاكمة بإنتاج مواريها المتأسلم وحشيا وداعشيا ضد الثورة والشعب بتأييد وإجماع عالمي فاقد الضمير….
لسنا نحن أول من يؤيد أن يقرأ التراث على ضوء مباديء العقل فهذا ما سبقنا إليه المعتزلة والكثيرون من الفلاسفة والمتكلمين العرب، بل وقد سبقهم جميعا في مسألة خلافية شديدة الخطورة، وهي السيدة عائشة أم المؤمنين، إذ قالت أن الإسراء والمعراج كان “رؤية” خص الله بها نبيه ، وقد وافقها معاوية بن أبي سفيان أحد كتبة الوحي…. لكن خيبتنا كانت مع المؤرخ وعالم التفسير والأصول الإمام الطبري ، الذي كفر ابن سعد لقوله في طبقاته أن الإسراء والمعراج كان ( مناما )…
،ويبدو أن طموح الطبري ليكون صاحب المذهب الخامس إلى جانب المذاهب الأربعة الكبار ( الشافعي والحنفي –والمالكي –والحنبلي) …لذلك –ربما- التحق الطبري بالمحافظين سيما بعد تعرضهم للغوغاء ضده حتى أجبروه أن يدفن داخل داره) …حيث الطبري يخنلف مع السيدة عائشة أميرة العقل ..
.نسوق هذا المثال لنقول لأصحاب شرايين العقل المتصلب ، أن رواية السيدة عائشة هي الأقرب لمنطق العقل الإنساني والمنطق التجريبي، فلماذا نتنكب طريق الحق ، احتفاء بالفننتازيا الصوفية ، حيث الصوفيون انتعشوا يهذه الرحلة المحمدية الوجدانية الروحية للسماء، لكنها نشوة جموح الخيال، وشعشعانية القبس الإلهي الذي ينبثق فجأة في نفوس السالكين إلى الله حسب الإمام الغزالي ، هذه مقاربة أولية عن الفرق بين العقل السحري والميثي من جهة، والعقل البرهاني البحت ..حيث ينبغي أن يكون المدخل التراثي كحاضن شعبي ثقاقي جديد للموجة الثورية الجديدة السلمية المدنية الديموقراطية التعددية التي تقطع عقليا وشعوريا ،فبما سماه السيد قطب (العزلة الشعورية) لكنها عند قطب مع الجاهلية وليس القطع مع الاستبداد حسب الإمام الكواكبي … .
كان يفترض أن يكون هذا المقال الجزء الرابع من سلسلة ،لكن عدم تجاوب القراء رفضا أو تأييدا أوحوارا أقنعني أننا لا زلنا تعيش ( مرحلة الثوروية السياسوية الرومانسية ) ، ولسنا جاهزين بعد للانتقال إلى المرحلة الثورية الكونية، ليسن العصبوية العقائدية حزبويا ، أي إلى مرحلة العقلانية الثورية التي تحتاج للمناقشة في كل شيء وليس في السياسة وحسب.. ، وهي بكل الأحوال تقودها نخب المصالح العالمية المتوحشة اقتصاديا وعسكرة وأسدية كأكثر وحشية من داعش سياسيا وعقائديا… إذ السياسة لا يزال يحكمها الأعلام وليس الفكر ….

About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, دراسات علمية, فلسفية, تاريخية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.