كل نبي مرسل من الله ، يأتي برسالة روحية مقدسة توحى له من ربه لتبليغها للناس ليؤمنوا بالله و بوحدانيته وترك عبادة الاوثان والاصنام وخزعبلات اعتتقادات الاجداد .
لكل نبي وحي ورسالة يوصلها للناس ويقنعهم بما يوحى له من الله ، حتى يؤمنوا بما يدعو له . وتكون رسالته وكتابه هي السلاح القوي الذي يبشر به الناس وينشر دعوته في عقول البشر حتى يتبعوه عن قناعة وايمان ورضا .
فهل مع قدسية الرسالة السماوية يحتاج النبي للسلاح واستخدام العنف والقتل لنشر دعوته و يبلغ رسالته المقدسة ليقنع الناس انه نبي مرسل من الله ؟ ام ان رسالته وكتابه هو السلاح الماضي الذي يخترق العقول والقلوب ويقنعها بالايمان بدل من سفك الدماء وقطع الرؤوس و سبي النساء و سلب الغنائم و اهانة البشر و تهجيرهم من ديارهم بحجة نشر دين سماوي و تبليغ رسالة مقدسة ؟
ان كان النبي صاحب رسالة سماوية مقدسة و وحي روحاني من الله ، فأنه يحتاج ان يوصل رسالته بالموعظة الحسنة والكلمة المقنعة. ويستخدم شعار وجادلهم بالتي هي احسن ، وليس قاتلوا الذين لا يؤمنوا بالله وبرسوله.
الا يكفي النبي ان يكون له سند ودعم سماوي بآيات بينات وكلمات مرسلة من الله لاقناع الناس ، هل يعجز الله خالق السموات والارض ان يوصل كلمات قدسية تقنع الانسان بكلماته و وصاياه ؟
اما من يرفع السلاح بحجة نشر الدين ويقتل الانسان او يأخذ اموالا ممن له ايمان سابق بالله وكتاب مقدس تحت مسمى الجزية مع اذلال اصحابها ثم تكفيرهم بعقيدتهم ، فهذا المدعي نبيا حجته ضعيفه ودينه مزيف ، لأنه يرغم الناس بالاكراه ان يقبلوا بدعوته ويشهدوا تحت السيف انه رسول الله.
من كان مطمئنا من قدسية دينه و روحانية رسالته النبوية ، سيبلغها للناس بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ، وسيدخل الناس فرحين في دينه افواجا طوعا وليس كرها وخوفا من السيوف وقطع الرقاب او السبي والنهب و اغتصاب النساء .
يسوع المسيح كلمة الله على الارض ، ملكَ قلوب ملايين البشر حول الكرة الارضية من غير ان يحمل سيفا او يريق قطرة دم واحدة ولم يكره احدا من الناس على قبول رسالته بالعنف ، لكن كان المسيح رسولا للمحبة والسلام .
بوداعته ومحبته ، و كلماته الهادئة الطيبة اخترقت قلوب الناس واقنعتهم للايمان به ، ولم تخترقها السيوف الحادة وتقتلهم حتى يشهدوا انه رسول الله . لم يسلب المسيح احدا بل هو من منحهم الامن والسلام ، وشفى امراضهم ، ولم يقتل انسانا ، بل هو من احيا موتاهم ، وغفر للخطاة آثامهم و ذنوبهم، وحارب الزنا و الفجور بكلمات بسيطة . قال طوبى لصانعي السلام ، لأنهم اولاد الله يدعون ، وقال احبوا اعدائكم باركوا لاعنيكم ، وصلّوا لمن يسئ اليكم ، نشر رسالة المحبة والتسامح بين الناس ، وقال لا تقاوموا الشر بالشر ، فالنار لا تطفأ بالنار بل بالماء .
يا سيدي محبتك للناس و وداعتك هي التي جعلت الناس يتبعوك بملايينهم التي لا تعد في انحاء العالم ويؤمنوا بك ، اوصيت رسلك و تلاميذك ان يبشروا بالانجيل للخليقة كلها ، ولا يحملوا معهم سيفا ولا حتى عصا . وطلب ان يسلموا على اهل البيت و يدعوهم للايمان، فإن رفظوا قبول السلام ، فقال لهم انفظوا الغبار الذي في ارجلكم و اتركوا البيت حالا .
رسالة في المحبة والتسامح تقول ان جاع عدوك فأطعمه وان عطش فاسقه .
لو نشر محمد نبي الاسلام دينه بالكلمة الطيبة والموعظة الحسنة ولم يحمل سيفا ولم يغزو قوما ، لتدافع الناس في طلب الاسلام و الشهادة له انه رسول الله . ولم يكن بحاجة هو ومن خلفه من قادة الاسلام وخلفاءه الى الحروب والغزوات واكراه الناس لقبول الاسلام بالسيف او اخذ الجزية عنوة، او نهبا للغنائم وسبيا للنساء و بيعهن في الاسواق . ليست هذه الهمجية والوحشية من تعاليم الله الرحمن الرحيم.
الشيطان وحده هو من يوسوس في الصدور لنشر كل افعال الشر و القتل والكراهية و سفك الدماء والاعتداء على الحرمات واغتصاب النساء ، وليس الله .