طلال عبدالله الخوري 2011 / 10 / 3
في الدول المتحضرة لا يوجد وزارات للاعلام! ولا يوجد ايضا اي نوع من انواع وسائل الاعلام الحكومية, لا المقرؤءة منها او المسموعة او المرئية, ولا الورقية ولا الاثيرية ولا حتى العنكبوتية. واكثر ما هنالك, يكون هناك مواقع حكومية للتعريف بالخدمات الحكومية التي توفرها الحكومة للمواطن وكيف يمكن للمواطن الاستفادة من هذه الخدمات فقط لاغير.
يقيس المواطن بالبلدان المتحضرة اداء الحكومة عن طريق مؤشرات الاسواق ومن اهمها مؤشر سوق العمل. فهذا المواطن عندما يكون لديه عمل يوفر له الحياة الكريمة وعندما ترتفع قيمة اسهمه بالسوق, يقوم باعادة انتخاب هذه الحكومة ويصوت لهذه الحكومة, اما اذا فقد المواطن عمله او نزلت اسعار اسهمه بالاسواق, فيقوم بالتصويت للحزب المعارض ويسقط الحكومة الحالية التي لم تؤمن له العمل لحياة كريمة نقطة على السطر انتهى.
اما في البلدان المتخلفة الاستبدادية, فتكون ميزانية وزارة الاعلام هي الاضخم بعد ميزانية فروع المخابرات والأمن! واذا اضفنا ميزانية وزارة الاوقاف, والتي هي ايضا تعتبر منبر اعلامي الاهم بالنسبة للمستبد الديكتاتور ونظامه وهي التي تضفي على نظامه الشرعية الالهية, فعندها نعرف كمية الاموال المهدورة, وعندها نعرف سبب تخلف بلداننا وفقر مواطنينا؟ الى جانب ذلك فالمواطن بالبدان المتخلفة لا يسمح له اصلا ان يقيس اداء حكومته لانه ممنوع من ابداء رأيه, وكل الانتخابات التي تجري بالبلدان الاستبدادية هي انتخابات صورية, وكل اعضاء مجلس الشعب يتم تعينهم من قبل المخابرات والأمن التابع للنظام.
يحتاج النظام الاستبدادي الى جيش اعلامي جرار لكي يقوم بوظفتين حيوتين بالنسبة لاي ديكتاتور! الوظيفة الاولى, هي غسل دماغ العامة من الشعب في الداخل للسيطرة عليهم والتحكم بهم, اما الثانية فهي ارسال رسائل النظام للخارج و تبليغ ما يريد الديكتاتور ان يقوله للخارج, ومن اهمها ارسال رسائل للغرب واميركا لعل هذه الرسائل يتم اعتبارها من قبل الغرب وبالتالي تساعد هذا النظام على البقاء!
في هذه المقالة, سننافش اخر رسالة وجهها النظام الاستبدادي الاسدي بسورية لاميركا والغرب والناتو, لكي نفضح سفاهة هذا النظام وخطابه المتخلف والذي اكل عليه الدهر وشرب, وسنثبت بأن الغرب اذكى من ان تنطلي عليه مثل هذه الرسائل, وان الغرب اصبح يعرف (البير وغطاه, كما يقول المثل الشعبي) وان الغرب اصبح يعرف تفاهة وسفاهة الحكام العرب واصبح يعرف كل اكاذيبهم, و ان الغرب لا يحترم اي حاكم عربي.
هذه الرسالة جاءت كمقالة باللغة الانكليزية للكاتب نضال نعيسة والذي وصفناه بمقالة سابقة بأنه بوق النظام, نشرها بموقع عرب تايمز, تحت عنوان: سوريا هي ليست ليبيا:
Syria is not Libya
نبدأ من العنوان وهو سوريا ليست ليبيا؟ لقد اصبحت هذه الكليشة ندرة يسخر بها حتى الاطفال العرب فكيف الحال بالنسبة للدبلوماسيين؟ انا متأكد بأن اي دبلوماسي سيقرأ هذا العنوان سيبتسم ابتسامة ساخرة ويرفض حتى قراءة المقال, لانه وكما يقال: المكتوب يقرأ من عنوانه! لقد سئم شعبنا من هذه السفاهات, فقبل ذلك قال مبارك مصر ليست تونس, ثم قالها القذافي بان ليبيا ليست مصر او تونس, ويقولها الآن صالح باليمن وها هو بشار بسوريا يرددها ايضا؟؟
المشكلة تكمن بان الطغاة العرب لم يفهموا شيئا بسيطا واحدا وهو ان العالم قد تغير! وأن الشعب العربي قد تغير ايضا! وان استمرارية انظمتهم اصبحت من المستحيل اذا لم يكن هو المستحيل بعينه. راجعوا مقالنا: رسالة الى بشار حافظ الأسد.
لكي يقنع بوق النظام السيد نعيسة الناتو بأن سوريا هي ليست ليبيا! وأنه لا يمكن للناتو أن يتعامل مع سوريا بنفس معاملة ليبيا! وأن الناتو سيخسر اذا عامل بشار الأسد كما عامل معمر القذافي! يعتبر بان مشكلة القذافي الوحيدة هو انه خاف وصدم مما حدث لصدام حسين, وبنتيجة هذه الصدمة, قام القذافي ووضع كل بيضاته بسلة الغرب, ولم يبق بيده اوراق اخرى, كأن يضع مثلا بعض من بيضاته بسلة روسيا او الصين او ايران, لكي يلعب بها عند الأزمات؟؟
اي برأي هذا البوق ان المشكلة ليست الاستبداد ومعاملة الشعب الليبي من قبل الديكتاتور القذافي كالقطيع! وليست المشكلة هي سرقة مقدرات الشعب وثرواته وتسخيرها للديكتاتور وعائلته! وان المشكلة ليست بأن الشعب الليبي تغيير وقرر استرداد كرامته والعيش بحرية وازدهار كبقية الامم؟؟ ولكن المشكلة من وجهة نظر نعيسة هي مجرد ان القذافي خاف وصدم نفسيا؟؟ وخظأ القذافي الوحيد بأنه وضع كل بيضاته بسلة الغرب وبذلك كشف نفسه للغرب؟؟
In the aftermath of the resounding and drastic fall of Iraqi regime in April, 2003, as a result of an international Military coalition, led by U.S, that could enter Baghdad, Colonel Muammar Qadhafi suffered, then, a state of panic, shock and hysteria. In fact, president George Bush Jr. military operation s name was the “Shock and Awe”. It seemed that the shock and awe could affect the panic-stricken Colonel. He, immediately, dismantled his nuclear, chemical and biological military programs, and shipped them, on his own expense, to the United States of America, thinking that, by doing that, he was securing himself, and his closed dictatorial tribal regime, a similar fate of late president Saddam Hussein, putting, at the same time, all his eggs in the Western basket.
Delivering everything to the west, he kept, only, to be frank and honest, for himself his “Green” underwear, safe and undelivered. Turning, also, his back to the whole world s other super powers. He left no such other influential strategic paper, or any other means of pressure, in his hands to use in future, or in times of crisis. He became a naked, lonely burned political paper in a pile of deserted useless papers in ME. He, then, expressed, openly, his deep fears, concerns and apprehensions about that similar fate, in his famous televised speech, during the twentieth Arab Summit, held in Damascus in 2008, addressing Arab leaders by saying: “How do you allow U.S arresting and hanging a colleague of you, your turn is coming one by one” .
ولكي يقنع الناتو بان بشار الاسد ليس القذافي, ينتقل السيد نعيسة بعد ذلك لكي يصف عبقرية الاسد, حيث انه لم يعتمد سياسة الانفتاح مع الغرب كما فعل القذافي, وانما اغلق سوريا وكتم على شعبها؟؟ وهو ايضا لم يضع كل بيضاته بسلة الغرب, وانما تحالف مع ايران وروسيا والصين وحزب الله اللبناني وحماس بغزة, ويضيف بان هناك قاعدة عسكرية روسية بطرطوس, لذلك فان روسيا ستحافظ على النظام السوري ربما كما تحافظ على نفسها, وذلك لكي تحتفظ لنفسها بموطئ قدم لها بالشرق الاوسط؟؟
ويتابع الكاتب نعيسة ويقول بان هناك ترسانة الصورايخ السورية والتي لا يستطيع اي محلل استراتيجي تجاهلها؟ ولكي يخيف الناتو اكثر فهو يقول: اذا كان حزب الله الصغير فعل ما فعل باسرائيل فما بالك من تحالف هذه القوة مجتمعة مع سوريا؟؟
ويقول السيد نعيسة ايضا بانه لم يتم استصدار اي قرار دولي من مجلس الامن تحت البند السابع ضد سوريا كما حصل مع ليبيا؟؟ كما ان الجيش السوري ما زال متماسكا, على عكس الجيش الليبي الذي انهار ببداية الانتفاضة الليبية, وقد نجح الجيش السوري نجاحا باهرا بقتل شعبه الذي يصفهم بمقاله بعصابات الارهابيين المسلحة؟؟
ونحن نقول للنظام وابواقه, ان تباهيكم بايران هو مثل القرعة التي تتباهى بشعرات بنت خالتها, وايران, عندما يجد الجد, لا تبحث الا عن مصالحها, وستبيع سوريا وبشار الأسد بقشرة بصلة, لان اللعب مع الناتو ليس سهلا؟ وليس من مصلحة ايران بالاساس المواجهة مع الناتو من اجل بشار الاسد, وها هو نجاد يصرح المرة تلو الاخرى بأنه يجب على بشار الأسد القيام بالاصلاحات اللازمة, وهذه رسالة ضمنية من نجاد تعني بان الايرانيين سيتخلون عن بشار عندما تتأثر مصالحهم مع دول الناتو.
وكذلك الامر بالنسبة لروسيا, حيث ان روسيا الان تريد سلتها بلا عنب كما يقال, حيث لم تعد روسيا هذه القوة العظمى! وأولويات روسيا الان هو ازمتها الاقتصادية, والتي تحتاج الى مساعدة الغرب فيها! ولن تستطيع ان تنجو من ازمتها الاقتصادية بدون مساعدة اميركا؟ اما القاعدة العسكرية لروسيا بطرطوس فلم تعد تحتاجها بعد الآن, وهي لا تشكل اي اولوية بالنسبة لروسيا وذلك لانها غير مجدية اقتصاديا و كما ان هذه القاعدة تشكل عبئا على الاقتصاد الروسي, والاكثر من هذا كله فلم تعد روسيا تلك القوة التي تحتاج الى قواعد بأي مكان بالعالم ولا حتى بالشرق الاوسط, لان اولوياتها الآن اطعام شعبها والنهوض باقتصادها.
اما بالنسبة للصين, فنحن نقول لكم بان الاقتصاد السوري لا يمثل اي أهمية بالنسبة للصين, وهي ايضا لن تساوم على مصالحها مع الغرب من اجل سوريا؟ فكفاكم احلام واوهام فأنتم افهم من هذا؟ اما قرار مجلس الامن الدولي فلا تستعجلوا الامر فهو قادم بحينه لا محالة !! اما انكم شادين ضهركم بحماس وحزب الله, فهذه من السخافة اقل من ان نعلق عليها وهي تحكي نفسها بنفسها واللبيب من الاشارة يفهم!
أما الجيش السوري, فسينهار عاجلا ام اجلا, لانه عندما يجد الجندي السوري نفسه يقتل شعبه من اجل لاشئ, ويتم قتله من اجل لاشئ, سينهار بالنهاية وسيلتحق الجيش بالشعب وسيختار الجيش الوقوف مع اهله ومع شعبه, وهذا ما يعلمنا اياه التاريخ.
Syria is not alone in this confrontation. It is a part of a strategic regional system, that is very difficult to displace or defeat. It lies inside a strategic long pocket which extends from Southern Lebanon, and Palestine to Tehran, and it is very hard to dismantle or enter. It has been, for decades, weaving strong ties with effective regional countries such as Iran, and other ones, on world level, like Russia and China which forbade, up till now, any serious trial towards cloning a Libyan scenario in Syria. One must not forget Russian Military Base in Tartous, the coastal Syrian port. Any logistic Russian exodus from Syria will mean, in effect, one, final and last exodus from the whole ME. Which means disastrous, strategic, not on the cards, and huge national security defeat for Russians.
Moreover, Syria is still having a strategic deterring force manifested by a massive rocket arsenal that no wise strategists can ever ignore when thinking of playing in the Syrian equation. In fact, Hezbollah, a minor regional resistant organization, partly, used less-in-effect kinds of these rockets during 2006 war with Israel which made, for the first time, a kind of horror balance with the Jewish state. Now one might think, in this regard, of the disastrous outcomes, for all parties concerned, in case of an all-out confrontation in the region.
More importantly, there is not, yet, this U.N legal cover for any military action against Syria like that which justified NATO s air-strikes against Libya. U.N Security Council has been, for weeks, relentlessly, but in vain, trying to issue such a balanced moderate resolution regarding Syria, excluding, absolutely, any possibility for military intervention. Logistically, Syrian Army has proved, for nearly seven months, to be one of the strongest, most disciplined and most integrated and unified one in the world.
It launched qualitative and successful operations against terrorist armed gangs strongholds, dismantling insurgents hideouts and arresting most of them, regaining peace, order and stability to many cities, unlike the Libyan case where the Libyan army collapsed in the early days of the crisis. On a paralleling side, Syrian veteran well experienced and trained security organs have helped foiling many schemes to undermine Syria s internal stability. These all were factors of strength and ability to stop the multi-forked aggression against Syria under the title of the so-called Arab-Spring. It seems, finally, that American staunchest allies and friends are the only ones who are being, easily, toppled and fallen down every time, from the Shah and Saddam Husseim(1), passing by Mubarak and Bin Ali, not ending with Major General Saleh and Colonel Qadhaffi.
those are the ones likely to fall. Castro, Kim Il Jong, Chavez, Ahmadi Najad are all America s bitter enemies, but they are still in power scolding and mocking Americans The very expressive lesson extracted here is telling us: “put your eggs everywhere you wish, but never think of the American basket.” . One might add another bitter and painful truth, that is: “if you want to be safe and secure, keep away from West and Americans”.
ويصل الكاتب نعيسة في نهاية مقاله الى نتيجة تقول: اذا اردت ان تكون امنا ومحميا, ابتعد عن الغرب واميركا؟؟
ونحن نقول لنظام الاسد وابواقه, اذا اردت ان تكون امنا, فعليك بتلبية رغبات شعبك, لان الشعب هو الحامي الحقيقي لاي حكم, وليست التحالفات مع اي كائن كان؟ لا روسيا ولا الصين ولا من هو اقوى منهما؟؟ ويقول لنا التاريخ لم ينتصر اي طاغي على شعبه؟؟ فهل تتعلمون يا ذوي الألباب؟؟
من هنا نرى بأن محاولة النظام وابواقه بارسال رسالة للغرب والمجتمع الدولي تثنيهم بها عن مساندة الشعب السوري الذي يستبيح دمائه الجزار بشار الاسد ونظامه المقيت, هي محاولة بائسة ولن تنطلي مثل هذه الهراءات على اي طفل ناهيك عن المجتمع الدولي ودبلوماسييه.