ببغاوات سياسولوجية في عصر النهضة

محمد الرديني

لايمانع اولاد الملحة ابدا في استضافة الحكومة العراقية لمؤتمر قادة الجيوش العربية في بغداد فالعراق كما نعلم هو رئيس الدورة الحالية للفقمة العربية وبالتالي فهو يبحث الان عن دور عربي ولايهم كم من المليارات من الدولارات يكلف المواطن العراقي هذا الدور.
ولايهم ابدا ان نعرف معرفة اليقين ان الحكومات المتعاقبة على هذا الشعب الغلبان وضعت في اولى اعتباراتها ان تقدم وصلاتها الفنية امام العرب وتمد يد العون في كل الاتجاهات لهم ولكنها ،وكالعادة،تدعي العفة والنزاهة والصرامة امام اولاد الملحة.
هذا هو ديدن الحكومات العراقية منذ ايام حصرم باشا.
وهذا هو حال حكومتنا الرشيدة الحالية.
لابأس.
ولكن البأس كل البأس ان تظهر على السطح ببغاوات تردد مصطلحات ليس عفا الدهر عليها وتقيأ فقط وانما باتت نكتة المواسم واصبحت ينطبق عليها المثل القائل”احنة دافني سوا”.
فهاهو النائب عن ائتلاف دولة القانون بهاء جمال الدين يؤكد أن عقد مؤتمر لقادة الجيوش العربية في بغداد يعكس اهمية العراق في المنطقة.
ولك عمي أي اهمية؟؟.

ويستمر بالقول إن “دعوات الحكومة لاقامة المحافل الدولية والاقليمية في بغداد تعد خطوة جيدة كونها تسهم في تقوية العراق من اجل استعادة دوره المؤثر في العالم والمنطقة العربية”.
اكرر واصرخ ولك عمي أي دور مؤثر للعراق بالعالم والمنطقة العربية؟.
انت لو تقرأ التاريخ “مضبوط” لوجدت ان العراق ما ان حلّ نفسه من حلف بغداد حتى سقط في احلاف اخرى ومايزال في حفرة هذه الاحلاف حتى كتابة هذه السطور.
أي دور طليعي للعراق وهو بلد محطم منخور في ناسه ومسؤوليه؟.
هل مرّ على العراق منذ 10 سنوات يوما بلا عبوات ناسفة او كاتم صوت او سيارة مفخخة؟.
كيف يمكن لهذا البلد ان يكون له دور خارجي وهو اصلا بلا دور في داخل ارضه.
لايمكن للاولاد الملحة الا ان يعتبوا على هؤلاء الذين يستعملون هذه المصطلحات التي اصبحت مثل طبل اجوف في عرس صاخب بلا عريس ولا عروسة.
دور طليعي.. دور مؤثر.. مكانة عربية.. يلعب دورا عالميا.. اهميته الاستراتيجية.. موقعه المؤثر.. سماءه اللازوردية .مصطلحات لو يرحمنا هؤلاء ولا يشنفوا آذاننا بها، حتى على الاقل يكسبوا شيئا من الاحترام والا فما هذا القول “الكبير”:

أن “استضافة العراق لاجتماع قادة اركان الجيوش العربية تعكس اهمية العراق الستراتيجية وتسهم بفاعلية في اسناد العملية السياسية في البلاد وتقويتها في ظاهرة تفرح اصدقاء العراق وتتسبب بالحزن والفاجعة لمن لا يريد القوة للبلد او حكومته المنتخبة”.
يعني بحياتك خويه بهاء الدين اكو واحد بالدنيا يصدق هذا الكلام؟
معقولة مؤتمر قادة الجيوش العربية راح يحل كل الخلافات السياسية بين الكتل صاحبة الكروش وهي بالسلطة؟.
وكيف سيكون هذا المؤتمر ظاهرة تفرح اصدقاء العراق؟ ومن هم اصدقائه حتى يفرحوا بهذا المؤتمر العسكري؟.
عمي هذا الكلام “ماخوذ” مايه.
خويه بهاء الدين.. لو صابر شوية ومنتظر عقد هذا المؤتمر وتقرأ توصياته وبعدين لكل حادث حديث.
بعدين انت وين علاقتك مع الجيش وانت رجل دين فاضل؟.
خلي شؤون العسكر للعسكر ،مو احسن؟.

تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.