في البداية ترددت أن أكتب حول هذاالموضوع حياء من خدش الذوق العام ، لكن ما شجعني على التلفظ به هو القاعدة الفقهية التي يرددها مشايخنا على مسامعنا منذ كنا أطفالا( لا حياء في الدين ) …حيث هذه العناوين لمقالنا مختارة من أقوال يستخدمها الخطاب الديني للإعلام السياسي الأخواني المعتدل والسلفي الجهادي الداعي إلى غزو الغرب الكافر لحل الأزمة الاقتصادية الإسلامية، من خلال إعادة الاعتبار لسوق النخاسة عبر (الجهاد ) وبيع الأسرى والإماء والجواري والعبيد …
وما ساعد على دفعي للكتابة أن الداعي لجهاد ( الطلب) هذا في غزو ( فسطاط) الغرب الكافر، ليس تكفيريا (داعشيا) باحثا عن الحوريات حسب الخطاب (العلما نوي ) المعادي للداعشية، بل نجما تلفزيزنيا مصريا لديه قناة تلفزيونية باسمه ( الحويني )،لا يثير المعارك مع صغار الكسبة من الصحافيين ، بل يشد إلى ساحة الحوار كاتب روائي هو الأبرز ليس مصريا فحسب بل وعربيا وعالميا ، ( علاء الأسواني) الذي، يمثل علامة مميزة في الثقافة العربية من حيث تمثيله للمثقف الوطني الديموقراطي في درجة اندماجه ( العضوي ) في مشكلات زمنه الوطني والعالمي، وفق المصطلح الغرامشي أي الاندماج بثورة شعبه ومجتمعه المصري والعربي من جيل الشباب ( الربيع العربي)، ليس عبر الكتابة التي دشنها برواية نسيج وحدها في الدمج بين الفن والأدب الروائي الفذ والهم
السياسي الراهني في الكشف عن جذوره الدفينة الذي لا يكشف عن باطن المجتمع المصري فحسب، بل وباطن تكوين العمارة السوسيو -سياسية للعالم العربي المتهالك والمتهافت (عبودية واستعبادا واستبدادا) وفق منظومة ابن بلدياتنا الحلبي ( الإمام الكواكبي)، وذلك في مجموع سيرة (الأسواني ) الإبداعية الروائية والنثرية الصحافية وسيرته الحياتية اليومية ، التي تؤهله لأن يكون جديرا ببنوة عظيم الرواية العربية نجيب محفوظ … وبرمزية المثقف ( البراكسيس) من خلال دوره الريادي كمثقف طليعي في الثورة المصرية ليس عبر الكتابة فحسب بل وعير مشاركة الشباب في مظاهراتهم الثورية في الساحات المصرية …
لقد أثار انتباهي أن هذا الجويني يثير غبارا في الجو العام في مصر لأنه من الأصوات البارزة سلفيا، وأنه التلميذ الوريث الأول لمواطننا السوري وفق اعتراف واعتزاز الحويني ذاته، بأستذة علامتنا الوهابي الشيخ ( الألباني) الذي سجن في قلعة دمشق التي سبقه لها جده وشيخه (ابن تيمية) شيخ مشايخ السلفية الإسلامية حتى اليوم … فهو إذن معروف حد أن يشد كاتبا كالأسواني -( أن يسخر منه متهكما)- إذ ينصحه ببداية تجديد الفتح الإسلامي الداعي له ، بغزو السويد – طبعا لسهولة هزيمتها جهاديا – والأهم أن السبايا والإماء والجواري السويديات سيكون سعرهن مرتفعا بسبب شهرة جمال السويديات عالميا !!! …
أما الثاني الذي يتحدث عن فضيحة عورة ( سوزان مبارك) فهو أخواني تبث فضائيته من تركيا التي كنا نراهن على إسلامها المدني الديموقراطي الحداثي!!! وشيخ هذه القناة هو الأخواني (وجدي غنيم) الذي يكفر الفن والفنانين والعلماء ( كفر العالم الدكتور أحمد زويل المصري العالم العربي الأول الذي يحصل على نوبل بعد الأديب نجيب محفوظ ….حيث يستطيع العلمانويون الأصوليون المتشددون قي علمانيتهم، أن يثبتوا بسهولة مفرطة من خلال أحاديث هذاالرجل، أنه يمكن أن أميرا من أمراء داعش ، بل هو جدير بها أكثر من الخليفة البغادادي الذي يبدو جاهلا وعدوا للحياة والنهار والشمس أكثر منه، وذلك دون صعوبة فكرية أو ذهنية تذكر، سوى محاولاته أن يكون خفيف الظل والدم مما لا يجيده الداعشيون !!!… فهذاالشاب الأخواني يعتبر أن لباس البحر، هو (ثياب داخلية) تكشف العورة على حد تعبيره ، وعلى هذا فإن السيدة ( سوزان مبارك ) كانت مكشوفة العورة عندما التقت بزوجها مبارك، رغم أني لا أعرف الكثير عن هذه السيدة الكريمة -التي لا أحب زوجها- الذي تعفن وتأسن في السلطة كصديقه الأسد الجيفة الذي ستر القبر جثته الكريهة قبل مبارك، إلا أني أحمل أجمل الانطباعات عن لقائنا مع هذه السيدة الفاضلة ( سوزان مبارك) ككتاب سوريين مدعويين من قبلها للعشاء بمناسبة الندوة عن المرأة وقاسم أمين في القاهرة …
هذا الإعلامي الشاب تلميذ غنيم ، يعتبر أن المرأة بذاتها عورة ، حتى أم كلثوم يعتبرها فاسقة لأنها تغني كاشفة عورة صوتها الجميل … رغم أنها محتشمة كنساء جيلها اللواتي يحضرن حفلاتها سافرات مثلها وليس بينهن منقبة واحدة …أتذكر أن شيخا في أيام الوحدة المصرية السورية ، عين إماما وخطيبا في جامع حينا بحلب ، فكان يعطي دروسا تفقيهية على طريقة الشيخ شعراوي في أدائها التمثيلي وكنا فتيانا نحب طريقته هذه، وكان هناك حاجز في وسط الجامع يفصل بين النساء والرجال، وقد كان يلح على أن صوت المرأة عورة ، وأتذكر أن أمي عندما كان يقرع باب دارنا من قبل رجال من أصدقاء أبي، فكانت تجيبهم من خلف الباب بوضع طرف أصبعها في فمها، لكي تشوه (صوتها العورة) وفق توصيات الشيخ لها …وذلك لكي يقرف الرجل الذي يسمعها من صوتها ومنها ….فتكسب أكواما من الحسنات –حسب تعبيرها – على بشاعة صوتها المكبوح باصبعها …
عدنا إلى الحويني لنرى تفسيره لموضوع ( أن وجه المرأة كفرجها ) فلم ينكر الرجل ذلك، لكنه فسر السياق الذي أو جب عليه هذاالقول، فذكر أنسبب ذلك هو التضييق على المنقبات في الجامعة سنة 2009 ، فلم يكن أمامه من خيار مقاوم سوى أن يسب السافرات عن وجوههن نكاية ونكالا تضامنا مع المنقبات، بوصف السافرات كاشفات عن عورتهن …وأن وجوههن شبيهة بفروجهن …وأن تشبيهه هذا على سبيل المجاز وليس على سبيل الواقع … فطمأن القراء أن وجوه النساء من حيث الواقع ليست هي فروجهن!!! بل وجوههن هي مجرد عورات كفروجهن …فحمدنا الله وشكرناه أنه حفظ لنا حكمة السلف الصالح من خلال خلف لا يفل صلاحا وفلاحا وفهلوة عن الأجداد …وإلا كنا الآن لا نزال في مرحلة ( وأد الإناث )، سيما وأن الشيخ الحويني من دعاة ( المحافظة على شعيرة الختان للاناث ) الذي أصبج جريمة جنائية في عيون فسطاط الكفر الأوربي والأمريكي الصليبي دوليا ،لا بد من تنبيه الشيخ أن الدعوة إلى ختان الاناث في بلاد الكفر، يمكن أن تعرض الشيخ للسجن في حال القبض عليه، عند غزوه لبلاد الكفر قبل أن يأسر السبايا …