هل هي [ ملك يوم الدين] أم هي [ مالك يوم الدين]؟.

فالمشرق العربي والإسلامي وباكستان وتركيا فهي بلاد تقرأ مالك يوم الدين وفي شمال إفريقيا والمغرب العربي يقرأون ملك يوم الدين بقراءة نافع برواية قالون…
فالترخيص بهذا وذاك معناه أنه يمكن أن أقرأ أنا مالك يوم الدين وتقرأ أنت ملك يوم الدين ويكون ما قرأت أنا صحيحاً ويكون ما قرأته أنت صحيحاً من غير تضارب…..رغم اني أجد فارقا بل وتضاربا بين اللفظين.
وقالوا بأنه لا يجوز المفاضلة بين قراءتين سبعيتين [أي من القرءات السبعة] باعتبار اعتمادهم حديث (نزل القرءان على سبعة أحرف).
فيا ترى أي القولين أصح وفقا للتحقق والتحقيق من كتاب الله؟. وإليك البيان:
أولا: فإن المكتوب بالمصحف هو كلمة [ملك] وانهم قرءوها مالك لأنهم يمدون ما بين الميم واللام وفقا لعادة بعض القوم لكن المكتوب هو [ملك].
ثانيا: فإن التفرقة الأكيدة تكون بما أطلقه الله على نفسه بالقرءان، فقال عز وجل:
• فى طه114 {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ} .
• المؤمنون116 {فَتَعَالَى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ ]
• الحشر23 {هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ} .
• الجمعة1{الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ }.
• الناس2 {مَلِكِ النَّاسِ }


• لكنه أيضا قال قل اللهم مالك الملك…لكن مالك الملك كله هو الملك…وقد ورد هذا التعبير بشأن أن الله يؤت ملكه من يشاء … وَاللّهُ يُؤْتِي مُلْكَهُ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ }البقرة247.
• والملكية والملكوت قد يتم نزعها….فهو سبحانه يهب الملكية وينزعها …ومهما طال ملكوتك فهو زائل بموتك وزائل بدمار الحياة باحداث الساعة التي لابد آتية….{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء …. }آل عمران26…..قهذا يعني أن الملكية والملكوت لغير الله إنما هي أمر مؤقت…..بينما الله هو الملك الحق فضلا عن كونه المالك الحق…لكن ذلك الملك الدنيوي سيزول بأحداث الساعة بينما يبقى هو ملك يوم الدين.
فنصل إلى نتيجة أن كلمة الملك هي التي تزكي نفسها على كلمة المالك …..لأنه لا شريك له في ملكه….بينما تجد أن ملكيته قد توهب لأجد غيره بإرادته لأنه يؤت الملك من يشاء من عباده.
• نعم إن الله له الملك لكنه له الملك ليس لكونه مالك فقط ….لكن لكونه الملك مالك الملكوت ….ولكونه الملك الحق….. ولأنه لا شريك له في ملكه.
ثالثا: كما أنه ليس كل مالك يكون ملكا لكن كل ملك فهو يملك …والمالك قد يبيع أملاكه لكن الملك لا يبيع ملكه…
رابعا: كما أن كل مالك يكون ملكه وقتيا…. لكن مالك الملك يسترد أملاكه كلها يوم القيامة لأنه سبحانه وتعالى القائل [ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ لِّلَّهِ]…
وكان والد زوجتي يكتب على كتبه كلها [كيف أقول ملكي ولله ملك السماوات والأرض]…. فذلك هو معنى مالك الملك فهو الملك الحق الذي لا شريك له في ملكه.
خامسا: فالله له الملك بسمائه وأرضه وليس الأمر ملكية المالك التقليدية لذلك فهو الملك المهيمن.
فملك يوم الدين أي هو المهيمن على كل أحداث يوم الدين وعلى يوم الدين ذاته، أما مالك يوم الدين فتعني الملكية وهي أمر ضعيف بالنسبة لأهوال وأحداث يوم القيامة…فضلا عن أن تلك الملكية تعني وجودا لأشياء يمكن تملكها وهذا لا يجوز مع مقام الله أن يكون مالكا لأشياء من الممكن زوالها بكم فيكون….فالأمر وفقا لأمره ونهيه…فهو إن شاء جعل النار زمهريرا باردا لذلك فهو ملك وليس مالك….فالمالك لا يمكنه تغيير طبيعة الأشياء..بينما يكون ذلك لملك الملوك صاحب كن فيكون.
فلهذا ولكون السادة علماء القراءات يرون أن اللفظين صحيحين لكني أجد بأن لفظ [الملك] هو رمز للتحقق واليقين وفقا لملة إبراهيم في التحقق واليقين.
ميتسار/أحمد عبده ماهر
محام بالنقض وباحث إسلامي

This entry was posted in دراسات علمية, فلسفية, تاريخية. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.