هل هذا انجازك ياعديلة بنت محمود

rodenyتفاجأ العديد من مرضى مستشفى الكوت بهطول امطار وبكميات كبيرة من سقوف الستشفى وحسبوا في اول الامر ان شركة تنظيف جاءت لتغسل المستشفى ولكنهم بعد دقائق اكتشفوا ان الامر غير ذلك فما كان منهم الا ان هربوا من اسرتّهم الى خارج المستشفى.
خوية عديلة اقترح عليك تقديم استقالتك وتعودين الى البيت لطبخ الباميا.
هل من المعقول ان اجراءات الصيانة معدومة في مستشفى يضم عشرات المرضى،وهل يمكن ان “تخر” السقوف وتنهمر مياه الامطار على المرضى بدون سابق انذار؟.
أي مستشفى هذه التي سقوفها “مزروفة” ومهيأة لقذف المياه بوجوه المرضى؟.
خوية عديلة ،قليل من الحياء ويقظة الضمير.
كل اللي كدرت عليه انك تنكرت ولبست حجابا سميكا
في الاسبوع الماضي من اجل كشف المرتشين.
هلهولة لك ياعديلة.
سكت الفقراء جميعا على الاسعار التي وضعتيها للعلاج في المستشفيات الحكومية وهي اسعار لايتحملها الا شواهين المنطقة الخضراء،كما سكتوا على اهمال العديد من الاطباء لواجباتهم العلاجية وسكتوا ايضا على المزابل التي تحيط ببعض المستشفيات خصوصا في بغداد الجديدة وسوق مريدي ومستشفى كربلاء التعليمي.
ولكنهم لم يسكتوا على فضيحة امس حين احدثت الامطار ثقوبا عديدة في سقف مستشفى الكوت ونزلت مياه الامطار الملوثة على المرضى.
كما قلت لك خوية عديلة طبخ الباميا اشرف لك من استلام وزارة لاتعرفي كيف تديريها.
اكيد حين تقرأين هذه الكلمات ،وانا اشك بذلك، ستلطمين بيدك اليسرى اولا ثم اليمنى وتصيحين باعلى صوت:الله اكبر ياناس،يردون صيانة المستشفيات بدون ان يخصصوا ميزانية لذلك وكأن الامر ينجز مجانا.
هذا هو المحك خوية عديلة وهنا يبان المسؤول المخلص من غيره.
ارواح الناس ليست لعبة ياعديلة والمرضى ذمتهم ب”بركبتج” وسيأتي اليوم التي تحاسبين به على هذا الخطأ الفادح حين تركت سقف مستشفى الكوت بدون صيانة واخذت الامطار تنزل منه على المرضى الذين لم يجدوا غير الهروب الى الخارج.
سؤال بريء ،هل كان هذا سيحدث في النظام السابق؟.
لاتسييء تأويل كلامي فانا لست سياسيا بارعا ولم اكن يوما مع أي حكم عراقي ولكن كما قلت أنه سؤال بريء.
ارجوك عديلة لاتتحسي رقبتك فدورك لم يحن بعد.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.