يقول نص في القرآن : [ بديع السموات اّنّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ! ] الانعام 101
تدل هذة الاية او النص القرآني على ان كاتبها انسان ساذج ، اراد ان ينتقد المسيحية ولكنه لم يتوفق في التعبير فوقع في مصيدة الخطا الجسيم دون ان يدري ، فكشف بذلك النص عن زيف القول ان القرآن هو كلام الله ، واثبت بقوله هذا انه قرآن من تاليف بشر .
اراد كاتب هذه الكلمات ان يطعن في بنوة السيد المسيح الروحية والانتسابية لله ، كان تفكيره محصورا بالبنوة التناسلية البشرية فاعتقد إن ارادَ الله ان يكون له ولدا سيتخذ له صاحبة او زوجة من البشر اومن اهل السماء كما يقول المفسرون .
كاتب القرآن كما هو معروف بكثرة تناقضاته وكثرة اخطاءه ، نسي انه اعترف في احدى آياته المقتبسة من الانجيل ( انما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وكلمته القاها الى مريم وروح منه ) لقد اطلق مؤلف القرآن على المسيح لقب كلمة الله واعترف انه روح الله .
وهذا هو جوهر العقيدة المسيحية كما جاءت في مقدمة انجيل يوحنا : ( في البدء كان الكلمة ، وكان الكلمة عند الله ، وكان الكلمة هو الله ، كل شئ به كان وبغيره لم يكن شيئا مما كان) .
لاحظ عزيزي القارئ ان وصف الكلمة جاء بصيغة المذكر (كان) وليس كانت . لانه يتكلم عن المسيح . والكلمة (المسيح) كان عند الله قبل ان يولد من العذراء بالجسد . ثم يؤكد ان الكلمة اي المسيح هو الله . فلا فرق بين الكلمة و قائلها لأن الكلمة تصدر من عقل صاحبها فهما واحد وليس اثنان . اي المسيح قبل ان يولد هو اقنوم من اقانيم الله وجوهره وكلمته الازلية الغير مخلوقة . وبالكلمة (المسيح)قبل التجسد خُلقَ الكون وما به من مخلوقات جامدة وحية ، فالمسيح الانسان قال انا الطريق و الحق والحياة .
من يجروء ان يقول انا الحياة غير الخالق لهذه الحياة ؟
المسيح حسب العقيدة المسيحية التي ينكرها الاسلام ، هو كلمة الله المتجسد بروح القدس حل في احشاء العذراء البتول مريم حسب بشارة الملاك جبرائيل ، وصار انسانا ليكفّرعن خطايا بني البشر التائبين من خطاياهم وذنوبهم بالفداء على الصليب .
ان المسيح ينتسب الى الله بالروح لا بالجسد ، فالولادة ليست جسدانية او تناسلية بين الله و صاحبة . حاشا لله من هذا الافتراء . انه انتساب روحي كما تنبثق الكلمة من العقل ، والكلمة بنت الشفة .
وليس المسيح ولد الله كما يطلق عليه مؤلف القرآن ، بل هو ابن الله بالانتساب الذاتي و الروحي ، كما نقول ان العراقي ابن الرافدين والمصري ابن النيل و ابن السبيل . فلا العراق ولا النيل ولا السبيل يتزوج زواجا تناسليا مع صاحبة ويخلف ولدا . انها الولادة الانتسابية .
اتخذ المسيح المولود وليس المخلوق جسدا بشريا و صار انسانا كاملا مثلنا ، يأكل ويشرب و يتالم بالجسد . لكن جوهره هو الله الحي الذي لا يموت .
كاتب القرآن يعتقد افتراضيا – ولو لم يحدث هذا – ان اراد الله ان يكون له ولدا فلابد من وجود صاحبة !! انه تفكير بشري ساذج وليس كلام الله . هذا الكلام يهين قداسة الله، فالله روح سرمدي لا يحتاج ان يخلف له ولدا من صاحبة ، انما ان اراد شيئا ان يقول كن فيكون .
لله ارسل رئيس الملائكة جبرائيل الى القديسة الطاهرة مريم بنت يواقيم ليبشرها بحلول الروح القدس في احشاءها و قال لها ان القدوس المولود منك هو ابن الله ويدعى عمانوئيل اي ( الله معنا ) . ولم يكن الله بحاجة الى ان يتخذ له صاحبة او زوجة لتلد له ولدا حاشا له .
قال كلمته فقط وكان ما اراد بطريقة مقدسة طاهرة . وتجسد الكلمة الازلي بطفل في احشاء مريم ، وكانت الولادة المعجزية الفريدة في العالم .
لو كانت الاية المذكورة بالقرآن ( بديع السموات انّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) هي من كلام الله وقوله المباشر ، لما احتاج الله المتكلم الى ذكر ضمير الغائب انّى يكون (له) ولد ، ولم تكن (له) صاحبة . المتكلم سيقول انئ يكون(لنا) ولد، ولم تكن (لي او لنا) صاحبة .
هذا تأكيد آخر على ان نصوص القرآن هي من كلام محمد وتأليفه ، حيث يتكلم عن الله بصيغة الغائب . اين بلاغة القرآن التي يدّعيها الشيوخ ؟
من فمك ادينك يا مؤلف القرآن .
الرب القدوس الحقيقي لا يصدر عنه مثل هذا الكلام البشري الساذج .
الفرق شاسع بين العقيدة المسيحية والطهارة التي في موضوع البشارة بولادة المسيح المخلص في الانجيل ، وبين فكر مؤلف القرآن الذي لا يفكر الا بالنساء و التناسل والجماع والزوجة والصاحبة لينتج عن تلك العلاقة التناسلية ولد الى خالق السماء و الارض .
(بديع السماوات انّى يكون له ولد ولم تكن له صاحبة ) …
هل هذا منطق رب السماء وخالق الكون ؟
اليس هذا الكلام يدل بشكل واضح ان القرآن من تأليف رجل بدوي ينتحل صفة الله ويؤلف كلاما باسمه ويقع في شر اخطاءه ؟
كيف يصدق المسلمون ان هذا الكلام البشري الفكر والمنطق هو كلام الله القدوس دون ان يتدبروا معناه ؟
يكفي ان الولادة المعجزية والفريدة للسيد المسيح من عذراء بتول لم تعرف رجلا في حياتها
هي اثبات الانتساب الى الله انتسابا ذاتيا روحيا وليس جسديا او تناسليا او من صاحبة .
الفضيحة الاخرى التي ارتكبها مؤلف القرآن جاءت بهذا النص :
( لو اردنا ان نتخذ لهوا لأتخذناه من لدنّا ان كنّا فاعلين ) الانبياء 17
وتفسير هذا النص حسب التفسير الاسلامي هو :
لهوا : تعني الزوجة ، المراءة ، الجماع .
من لدنّا : اي زوجة من اهل السماء ..الملائكة اوالحوريات .
يقول المفسرون : لو اراد الله ان يتخذ له زوجة ، لأتخذها من اهل السماء من الملائكة او الحوريات .
هل هذا منطق اله السماء و الارض ؟
اليس هذا كلام من تأليف بشري يفترض ان اراد الله ان يكون له ولد سيتخذ له زوجة من اهل السماء !!! اي هراء هذا ؟
هل تصدقون ايها المسلمون هذا الكلام انه صادر من الله ؟
المسيحيون لا يؤمنون ان المسيح (ولد) الله بالجسد كما يدعي مؤلف القرآن ، بل يؤمنون ان المسيح ابن الله بالانتساب الذاتي والروحي ، لأنه منبثق من جوهر الله ، وقد كان يعمل اعمال الله بشهادة مؤلف القرآن ، فهو الوحيد الذي خلق وهوانسان على الارض عينا بشرية لمن ولد اعمى بلا عيون . وهو الانسان الوحيد على الارض الذي شفى العمي و البرص و المجانين بكلمة قالها بارادته . وهو النبي الوحيد الذي احيا الموتى ، وعلم الغيب وغفر خطايا المذنبين ، وهذه كلها صفات الله ، قام بها المسيح وهو انسان على الارض . فمن يكون هذا الأنسان الذي يجترح المعجزات غير صورة الله المتجسد ؟
كلمة الله موجودة منذ الازل ، فالكلمة غير مخلوقة في زمن ما ، والمسيح مولود غير مخلوق مساو لله في الجوهر لأنه كلمة الله .
قال السيد المسيح لليهود : قبل ان يكون (النبي) ابراهيم ،انا كائن . وابراهيم ولد قبل المسيح بأكثر من الفي سنة ، فاين كان المسيح قبل ان يولد كانسان على الارض ؟
ليس المسيح الاها ثانيا او ثالثا كما يزعم المتشككون ، انه اقنوم من جوهر الله لأنه الكلمة قول الله الناطق .
هو البداية والنهاية وهو الالف والياء .
فهل يحتاج الله لأرسال كلمته الى البشر ان يتخذ له صاحبة ؟
الا تعقلون ؟
لقد أسمعت لو ناديت حيـا
ولكن لا حياة لمـن تنـادي
ولو نارٌ نفخت بها أضاءت
ولكن أنت تنفخ في الرمـادِ