BBC
نشرت صحيفة “فاينانشال تايمز” تحليلا – أعده ديفيد غاردنر – حول تأثير الصراع بين الشيعة والسنة على حدود الدول في منطقة الشرق الأوسط. ورأى “غاردنر” أن هذا الصراع يخلق داخل الدول حدودا جديدة تعتمد على الدين والعرق.
ويقول إنه عندما خرج المواطنون في عدد من الدول العربية ضد حكام مستبدين قبل حوالي ثلاثة أعوام، سادت حالة من البهجة بهذا الحراك.
لكن هذه الدول تبدو الآن وكأنها قد عادت إلى ما قبل نحو قرن من الزمان – وتحديدا إلى الفترة التالية للحرب العالمية الأولى عندما انهارت الإمبراطورية العثمانية، بحسب التحليل.
ويلفت غاردنر إلى أن الحرب الأهلية الدائرة في سوريا امتدت إلى دول مجاورة، ما يهدد بتغيير الحدود التي رسمت بعد سقوط الدولة العثمانية.
ويوضح أن القوة المحركة الرئيسية تتمثل في صراع سني شيعي لا يعرف حدودا، بل يتحرك بقوة عبر الحدود التي رسمها البريطانيون والفرنسيون.
ويقول إن البعض يرى فيما يحدث صراعا بين السعودية وإيران من أجل التمتع بنفوذ إقليمي.
لكن هذا مجرد جزء من الصورة ولا يفسر بشكل كامل أعمال القتل الوحشية لأسباب طائفية، وفق ما جاء في التحليل.
ويذكر غاردنر بأنه في “لبنان – على الرغم من احتلال إسرائيلي دام 22 عاما واحتلال سوري استمر 29 عاما – لم تتحرك الحدود الخارجية للدولة قيد أنملة، ولم يسع أحد لإعادة رسمها”.
ويقول إنه مع حالة الذوبان في الحدود بين دول المنطقة من جراء الصراع السوري، ربما لا يبقى هذا الوضع.
ويختم بأنه عندما تنزع خيوط نسيج هذه المجتمعات مرة واحدة، ربما يصعب معرفة هل ستكون النتيجة تفكك المجتمعات أم ستظهر عقدة جديدة.