مَن هو الرّب يهوه ؟؟
عبارة روح الله أو الروح القدس وردت كثيرا في التوراة والإنجيل والقرآن .فسّرت معاجم اللغة العربية كلمة (الروح) بضم الراء و مد الواو بمعنى النفس التي هي الحياة التي يحيا بها الكائن الحي، الله او مخلوقاته الحية .
جاء في تفسير الميزان لايات القرآن للروح : ( فقد كان ملكا بمعنى الخلق الثالث الذي وصفه الله سبحانه في كتابه وسمّاه ملكا، و قد ذكر سبحانه ملك الوحي في كلامه وسماه جبريل بقوله: «من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك»: البقرة: 97 و سماه روحا في قوله: «قل نزله روح القدس من ربك»: النحل: 102 و قوله: «نزل به الروح الأمين على قلبك»: الشعراء: 194» و سماه رسولا في قوله: «إنه لقول رسول كريم»: الحاقة: 40»، فمن هذا كله، يدعون أن الروح الذي يرسله الله إنما هو جبريل .
كما استندوا إلى الآية : ” فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا” مفسرين ان الروح المرسل هو جبريل وقد ترآئى لمريم انه بهيئة بشر. ومن نفخ بمريم هو جبريل . فهل الروح (جبريل) نفخ الروح في مريم ، أي روح منهما هو جبريل واي منهما هو روح الله ؟ إن كان جبريل هو الروح ؟
“ونفخنا فيها من روحنا ” من هو الذي نفخ ، الله المتكلم ام جبريل الناقل لروح الله هو من نفخ ؟ وان كان عيسى مخلوقا وليس أزلي الوجود لأنه كلمة الله وروحه ، فلماذا لم يستخدم الله كلمة الخلق (كن) ليخلقه بدل استخدام وسيلة النفخ مع مريم ؟
المسيحيون يؤمنون ان الروح القدس هو الأقنوم الثالث في ذات جوهر الله الذي لا يتجزأ ولا ينفصل من الآب والإبن، والروح معطي الحياة .
في الإنجيل، روح الله هو الله ذاته، لأنه كائن حي موجود بذاته، ناطق بكلمته، حي بروحه، وهو مصدر وباعث الحياة وخالق كل حي على الأرض ولا يمكن ان يكون الإله حيّا وبلا روح . قال السيد المسيح كلمة الله : ” انا هو الطريق والحق والحياة” ، ” الذي رآني رأى الآب” . وهذه أسماء وصفات الله . وهي الحق والحياة .
بعد ان صنع الله آدم من تراب الأرض، عند خلقه نفخ في انفه نسمة الحياة (الروح) فصار آدم نفسا حيّة . وروح الله التي منحت لآدم الحياة انتقلت عبر آدم الى نسله ولا زالت .
وعد السيد المسيح تلاميذه قبل صعوده للسماء، أنه سيرسل لهم المعزي (روح القدس) الذي ينبثق من الله الآب، ليكون معهم ويمكث فيهم . وهذا دليل ان الروح القدس هو روح الله .
وفي القرآن وردت آيات متناقضة تشير إلى ان القدوس هو الله . والروح القدس هو روح الله . وكذلك يعتبر المفسرون ان روح الله هو الملاك جبريل المخلوق من قبل الله .
” يسبح لله ما في السموات وما في الأرض الملك القدوس ” سورة الجمعة .
” هو الله الذي لا إله إلا هو ، الملك القدوس ” الحشر 23
إذن الروح القدس بشكل واضح ويقين هو روح الله كما في الآيات أعلاه . لكن المفسرين المسلمين يتناقضون في تفسيره فيقول بعضهم ان روح الله المقصود فيه ببعض الآيات هو جبريل . ويستدلون انه جبريل من هذه الاية : ” فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا” .
لماذا تتناقض الآيات في عبارة روح الله .؟ تارة هي روح الله وتارة هي جبريل ! حتى المفسرين داخوا واحتاروا ماذا يعني روح الله ؟
ان من تمثل لمريم بعد بشارة الملاك هو تجسّد روح الله وكلمته بهيئة بشر سوي اي تمثل جنينا كاملا في رحم مريم وهو المسيح ابن الله بالروح .وليس تمثل لها جبريل .
إن كان روح القدس في هذه الآية هو جبريل ” وآتينا عيسى بن مريم البينات وأيدناه بروح القدس ” البقرة 78 فهل عيسى بن مريم مؤيدا بقوة جبريل المقدسة، ام بسلطان روح الله القدوس ؟
عيسى هو كلمة الله كما وصفه القرآن …المقتبسة من إنجيل يوحنا 1:1. فهل كلمة الله التي خلقت جبريل بحاجة الى تأييد وإسناد من جبريل ايضا ؟
الضربة الصاعقة للتفسير الخاطئ ان جبريل هو روح الله، يأتي بهذه الآية :” لا تياسوا من روح الله “
هل تعني لا تيأسوا من جبريل ؟ وهل يستمد المؤمن القوة والعزم والإرادة والرجاء من الله أم من جبريل وهل تعني الآية لا تقطعوا رجاءكم من جبريل، أم لا تقطعوا املكم ورجائكم من روح الله أو الله ذاته ؟
هل لازلتم ايها المسلمين مقتنعين ان روح الله هو جبريل ؟ والآية أعلاه تكذبه وتنفيه وتناقض بقية الآيات .
فهل حولتم جبريل الى ان يصبح هو الله ؟ اليس روح الله هو الله ذاته ؟ وهل الله بلا روح يكون إلها حيا؟
ابن كثير يفسر معنى روح الله إنه اسم الله الأعظم . فما علاقة اسم الله وروحه بأحد مخلوقات الله الخادمة له ؟
صححوا كتبكم المليئة بالأخطاء والتفسيرات المتناقضة ومراجعة ما تقدسونه من كتب صفراء كي لا تضلوا في إيمانكم .
صباح ابراهيم
