هل رعاية الوالدين هي طاعة وخضوع للسلطة (الأبوية البطركية )، أم هي عنوان للرعاية الحضارية للقيم الأخلاقية الثقافية والوطنية ..!!!
منذ قيام الثورة ونحن نتوجه لأبنائنا ، أن لا تنتظروا منا ما نقدمه لكم لمستقبل الحرية والديموقراطية ،لأن جيلنا أفردا وأحزابا تكونت في مناخات شمولية (يمينا ويسارا –علمانيين أم إسلاميين )، غير قادرة على تمثل قيم كونية حقوقية عالمية جديدة بدون العولمة الثقافية والمواطنة الانسانية التي لا يمكن تمثلها قكريا وثقافيا إلا لجيل المعلوماتية ذهنيا عضويا وجينيا وليس بالضروة اختصاصيا..
يبدو أن هذه الفكرة لسنا كثوريين أول من أنتبه لأهميتها المستقبلية الثورية في ثورات الربيع العربي، بل قوى الثورة المضادة دوليا وإسلاميا وعربيا، وبالتحديد عصبويا أقلويا طائفيا عسكريا أمنيا أسديا في سوريا……..
إذ طحنت آلة القمع عشرات آلاف الناشطين المتظاهرين سلميا، في ذات الوقت الذي كانت تخرج الأصوليات الداعشية والقاعدية والجهادية من السجون لصناعة العدو المسلح المناسب سوريا (أسديا ) عربيا ودوليا، وفي الوقت الذي لم تقترب به عنفيا ضد الأحزاب السياسية التقليدية ( اليسارية والإسلامية )، لتتفرع لطحن الجيل الثوري الشاب بغض النظر عن توجهاته الايديولوجية ( علمانية أم دينية) ..
هذه الظاهرة الشابة الثورية التمردية تمت مواجهتها من السلطة عربيا وخاصة سوريا سحلا وابادة، والتعامل معها من قبل المعارضة تجاهلا وانكارا، ولاحقا استخداما وركوبا وتطويعا في خدمة قواها التقليدية المفوتة وبمساعدة وتأييد قوى السلطة الأسدية الحاكمة التي رحبت بالمساعي الدولية (لتحويل الثورة إلى معارضة للمفاوضة) حول فلسفة (لا غالب ولا مغلوب). …..
لكن هذه الظاهرة الشبابية المباركة ثوريا وسياسيا لم يتح لها الهضم والتمثل الاجتماعي والقيمي لقيم الثورة التي ينبغي أن تكون متواصلة جيليا، وان المعركة هذه ضد الطغيان والاسستبداد الديكتاتوري الهمجي الأسدي لا يعني أنه ( صراع أجيال ) ، حيث كنا نتلقى الكثير من الدعوات الطيبة من الأجيال الجديدة التي تدعونا للالتحاق بها كجماهير لها لتقودنا …
بل وانعكست روح التمرد على القيم الاجتماعية والثقافية لمجتعاتنا القائمة على الاحترام وتقدير الأكبر عمرا وتجربة وثقافة عبر الحياة اليومية وصفحات النت التي عولمت وكرست ثقافة (عدم الاحترا م القيمي الاجتماعي والثقافي) باسم الحداثة أو مابعد الحداثة، ومن ثم رفض التراتبية القيمية والاجتماعية والثقافية …مما جعلنا نتساءل إن لم تكن قطاعات كثيرة من شباببنا الثوري الصانع للربيع العربي والسوري المتطلع للثقافة الكونية والمواطنة العالمية أنه بحاجة قبل هذا إلى التعرف على ثقافته (البيئية الاجتماعية والسلوكية والدينية (بالوالدين احسانا …ولا تقل لهما أف …وقل لهما قولا رحيما ..)، حيث هذه القيم الطيبة هي قيم خالدة لدى الانسانية بتعدد دياناتها وثقافاتها ….
وهذا ما يعبر عنه هذا المقطع من الفيديو الجميل الذي لا يتحدث بخطاب العروبة أو الاسلام أو الحداثة أو الأصالة والمعاصرة أو أية ايديولوجية دينية أو علمانية، بل باسم قيم وأخلاق الانسان …