طلال عبدالله الخوري 14\11\2014 مفكر دوت اورج
بالواقع ان أحد اهم أسباب التردد الاميركي في حسم إسقاط الأسد, هو السعر الباهظ الذي تطلبه كل من روسيا وايران من اميركا لقاء تيسيير العملية, فالأولى تطلب اعتراف اميركي بها كقوة عظمى لها مصالحها على الساحة العالمية يجب اخذها بعين الاعتبار ويجب ان تستشار ويكون لها حصة في أي شأن عالمي, والثانية تطلب ان تصبح قوة نووية ويتم الاعتراف بها كقوة اقليمية لها مصالحها التي يجب ان تأخذ بعين الاعتبار ايضاً! وقد كتبنا مقال قبل سنتين عن الاثمان التي تطلبها كل من ايران وروسيا بعنوان: ” سوريا: قانون العرض والطلب بين لافروف وكيري“.
طبعا بوتين وخامنئي وسليماني يصلّون لله ليل نهار لكي تتورط اميركا في سوريا من اجل اغراقها بالوحل هناك وتكبيدها اثمان باهظة في ارواح الجنود الاميركيين كما فعلوا في العراق سابقاً, لتكون ورقة بايديهم يساومون عليها للاعتراف بمصالحهم اميركيا! ولكن اميركا تعلمت الدرس وتجنبت المصيدة! وكنا قد كتبنا مقال عن سياسة الاغراق بالوحل وكان بعنوان: ” هل سيتم إغراق الولي الفقيه بالمستنقع السوري؟“
الأن نصل الى بيت القصيد, وهو الضغط السعودي على اميركا لإسقاط الأسد, طبعا الرد الاميركي على هذا الضغط كان بسيطاً ونجحت بوضع اللوم على روسيا قائلة:”تفاهموا مع روسيا بانها لن تغرقنا بالوحل هناك وسنسقط الاسد”! اي على السعودية ان تدفع ثمن ما لبوتين مقابل اسقاط الاسد لكي لا تكون على حساب المصالح الاميركية! ومن هنا رفعنا السؤال في عنوان المقالة هل تنجح السعودية باقناع روسيا باسقاط الاسد؟
طبعا حاولت السعودية كثيرا في السابق, ولكن الثمن الذي عرضته لم يغر بوتين, فما يريده موجود عند اميركا وليس االسعودية!.. اما الآن فنحن نعتقد بأن هناك فرصة جيدة لأن تنجح السعودية مع بوتين, لأن سياسة السعودية مع الربيع العربي هو بإجهاضة بالحد الأدنى من التغيير الممكن, لأن سياسة السعودية هي ضد اي تغيير بالأنظمة في المنطقة لكي لا يصل اليها, وهي كانت ضد تغيير مبارك في مصر والاسد في سوريا, فقد عملت على استبدال الاول بجنرال اخر هو السيسي من دون تغيير اي شئ بمصر, و لولا ان الاخير لم يتماد في جرائمه ضد الشعب السوري لما دعمت اسقاطه قط, وهنا ما على السعودية غير ان تضمن لروسيا بان مصالحها في سوريا لن تتغير في حال اسقاط الاسد, فعندها تبقى مشكلة ايران الاسهل نسبيا, والتي نعتقد بانها ايضا قابلة للحل بنفس الطريقة وذلك بضمان ان نظام بشار الاسد لن يتغيير به شيئا وفقط سيتم تغيير رأس السلطة بشار والمقربين منه اما باقي اعمدة واركان النظام فستبقى على حالها؟
طبعا للأسف بأن عصابة الاستبداد من الزعماء العرب نجحوا باجهاض الثورة المصرية والتونسية واليمنية وهم في طريقهم لاجهاض السورية لكي لا يصل التغيير لجحورهم, وكان سلاحهم الاسلاميين من الاخوان المسلمين فهم دائما يستخدمون كخنجر لطعن الشعوب بظهورها من الخلف, ولكن الى حين فالشعوب كسرت حاجز الخوف ولن يثنيها شئ عن نيل حريتها كاملة اسوة ببقية شعوب العالم الحرة الكريمة وزمن الاستبداد قد ولى.
مواضيع ذات صلة: سوريا: قانون العرض والطلب بين لافروف وكيري
هل سيتم إغراق الولي الفقيه بالمستنقع السوري؟
فورين بوليسي تقر بأن اميركا تريد اغراق الولي الفقيه بالمستنقع السوري