هل تعرفون كم -زرف- رئيسي موجود بالخزينة العراقية؟

rodenyتعالوا نحسبها ونشوف الفقير العراقي كيف يفكر.
في العراق 18 محافظة ولكل محافظة مجلس يديرها بالتعاون مع المحافظ.
هذا المجلس الذي لانعرف ماهي مهماته يتكون ما لايقل عن 20 عضوا ولكل عضو عدا راتبه رجال حماية و3 سيارات مصفحة على الاقل:
لكل عضو ايها السادة مكتب وفي كل مكتب مجموعة من الاداريين يرأسهم سكرتير وهذا السكرتير له سكرتير ومكتب خاص مع حماية وسيارة مصفحة.
هذا يعني ان مجموع اعضاء المجالس في كافة المحافظات لايقل عن 360 عضوا ، اما ماذا يفعلون فالعلم عند ربي.
لاندري بالضبط كم رواتبهم ولكنها تتجاوز المليار دينار شهريا.
هذا اول “زرف” بالخزينة العراقية.
ال”زرف” الثاني هو مخصصات هؤلاء الاعضاء التي لانعلم كم هي ولانعلم كم هي مخصصات الشاي والقهوة في استضافة الضيوف.
ولكننا نعلم ان هناك 360 سيارة لهؤلاء الاعضاء وهي تحتاج الى وقود كي تتحرك كما تحتاج الى صيانة بين حين وآخر وهذا كله يضاف الى ال”زرف” الثالث في الخزينة العراقية.
احد اولاد الملحة احتج على هذه المعلومات وقال انها دون الواقع فهناك الكثير من الصرف لايعرفه الا الراسخون في العلم.
ولكن ولد آخر طلب منه السكوت فهؤلاء الشباب يخدمون البلد وليس من الحق تشويه ذمتهم بكم دولار.
واذا عرجنا على “عوالق” المنطقة الخضراء فسنجد الهوايل ولعل آخرها عدد رجال حماية معصوم الذي يقدّر ب(1474) رجل وجميعهم من الاكراد.
تخيلوا حين يسير معصوم في اي مكان فهناك جيش يسير وراءه وامامه وعلى يساره ويمينه هذا اذا تنازل وسار على قدميه اما اذا قرر استعمال السيارة فهناك 1000 سيارة على الاقل تحيط به وياويل الذي يرمش بعينيه حين يمر موكبه.
طبعا لايمكن الحديث عن الرئاسات الباقية ولا جيش العاطلين الذين يعملون في مكاتب المنطقة الخضراء بصفة مستشارين.
غازي الياور الذي جلس مرتاحا على كرسي الحكم لمدة لاتزيد عن 7 أشهر مايزال يتقاضى راتبا تقاعديا (756)مليون دينار سنويا وبحساب اولاد الخايبة فانه استلم لحد الان 8 مليار دينار.
هل عرفتم بعض “الزروف” الرئيسية في الخزينة العراقية التي يولول مدراء الخدمات في طول البلاد وعرضها من قلة الامكانات لتقديم الخدمات للناس.

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.