انا انزلناه قرانا عربيا لعلكم تعقلون
ولقد انزلنا اليكم ايات مبينات
قرآنا عربيا غير ذي عوج لعلهم يتقون
الر، كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير
يؤكد القرآن في العديد من آياته انه انزل بلسان عربي مبين وغير ذي عوج وآياته بينات محكمات فصلت من لدن حكيم خبير ، اي آيات محكمة المعنى والهدف واضحات للقارئ، ويتفاخر المسلمون ببلاغة القرآن، و ان معجزة محمد الوحيدة والكبرى هي بلاغة وفصاحة القرآن ، ويتحدى كاتب القرآن ان استطاع احد ان يأتي بمثله لكونه قمة البلاغة الفصاحة ، بقوله في سورة الاسراء 88
( قل لئن اجتمعت الانس والجن على ان ياتوا بمثل هذا القران لا ياتون بمثله ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا)
وتحدي آخر جاء بآية (افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا )
لقد طالبَنا كاتب القرآن ان نتدبر سوره وآياته ونفندها لنرى ان كان فيه اختلافا كثيرا ، عندها سيحق لنا القول انه من عند غير الله ، و ان لم نجد فيه اختلافا فنقر عندئذ بأنه من عند الله .
الكثير من المسلمين يقرؤون القرآن لمجرد التبرك بآياته دون ان يعرفوا معناها ، وبعضهم يقرأ القرآن دون تدقيق في معانيه اوتسلسل احداثه حيث ينتقل في الاية الواحدة من موضوع الى موضوع اخر من غير رابط يربط المعاني .
ولا يجروء احد من المسلمين ان يفكر في اللخبطات والمغالطات والاخطاء والتناقضات الكثيرة الموجود في القرآن ويتحدث بها لأنه كلام الله لا ياتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيل من حكيم حميد ، وتلك الاخطاء قد كشف الكثير عنها الكاتب المبدع الدكتور سامي الذيب في مقالاته .
من حق اي انسان ان يقرأ وينقد القرآن ويظهر الاخطاء التي فيه لأن كاتبه طالبنا ان نتدبره وندرسه ، لكي نعرف يقينا ان كان هذا كتابا مقدسا حاويا كلمات الله ام من تأليف بشر . ان كان من الله فلن تستطيع الانس والجن ان تنتقده وتجد فيه خطأ واحدا ، وان كان من تأليف بشر سنجده مليء بالاخطاء والتناقضات ، و عندها سيحق لنا القول ان كاتبه ادعي كذبا انه منزل من الله ، فهذا ادعاء كاذب يضحك به على الناس وادعائه بالنبوة باسم الله لكسب المكانة العليا في المجتمع وقيادة الامة لمصالح شخصية وكسب الغنائم والاستحواذ بآيات ربانية على النساء والسلطة والمال الوفير ، والسيطرة على عقول الناس . وهذا ما حدث فعلا في الاستحواذ على النساء اكثر من بقية المؤمنين والاستحواذ على خمس الغنائم وقيادة الجيوش في الغزوات لسبي القبائل والشعوب والنساء .
المفروض ان القرآن جاء بلسان عربي مبين ، والمبين هو السهل الفهم والواضح المعنى . لكننا نرى ان معظم آيات القرآن كتبت بلسان عسير الفهم ومعقد المعاني لايفهم بسهولة الا من عاش في زمن محمد واستخدم لغة قريش التي كانت سائدة في القرن السابع الميلادي في شبه جزيرة العرب . بينما يقول المسلمون انه يصلح لكل زمان ومكان .
لصعوبة فهم القرآن وتعقيد آياته، انبرى عدد من كبار الشيوخ القدماء والمحدثين لكتابة تفاسير للقرآن لتسهيل تفسيره وشرح معانيه الغامضة للناس، وقد وجدتُ في موقع ملتقى اهل التفسير الالكتروني ، قائمة ب 81 شخصية قامت بتفسير القرآن ، بتسلسل زمن كتابتها حيث يبدأ بتفسير مجاهد في سنة 104 هجرية ، وينتهي بتفسير اضواء البيان للشنقيطي لعام 1393 هجرية .
ولا يتفق الكثير من المفسرين بمعنى واحد لاية واحدة، بل يختلفون في معناها وكلٍ يفسر على هواه ويختمونها بجملة (والله اعلم) تعبيرا عن محدودية قدرتهم
وعدم اليقين التام في المعنى .
نورد مثالا لاحدى الايات من سورة الانعام 154 لنرى مدى الغموض الذي فيها ولخبطة المفسرين في معرفة حقيقة المعنى .
[ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ]
1- كلمة (ثم) تستعمل للاخبار عن شئ ثانٍ بعد خبر جاء قبله ، مثلا : ( جاء زيد ثم عمر ) . فلابد من الاخبار عن مجئ زيد اولا ، ثم عمر بعده .
يقول القرطبي عن (ثم) انها تدل على الثاني بعد الأول ، اي تأتي لتوضح التتابع ، ويداري القرطبي الخطا في الاية بتفسير خاص من عنده حيث يقول ان معنى (ثم) هنا بمعنى (الواو) اي ( وآتينا موسى الكتاب …) وقيل تقدير الكلام اي ( ثم كنا قد آتينا موسى الكتاب قبل انزالنا القرآن على محمد )
هذه اضافات يقترحها القرطبي كي يتوضح معنى الغموض في الجملة لهذا القرآن العربي المبين !!
في الاية ذاتها لم يخبر كاتب القرآن عن حدث له صله بالموضوع حدث اولا قبل موسى حتى يبدأ ب (ثم) آتينا موسى ، وهذا خطا لغوي .
2 – في الاية اعلاه، من هو الذي احسنَ ؟ لغز ثان مبهم اختلف في معناه المفسرون .
القرطبي يفسر هذه اللغز هكذا : ” اختلف معنى التأويل في قوله( تماما على الذي احسن )، فقال بعضهم : معناه تماما على المحسنين .
ومنهم من قال : ” (تماما على الذي احسن) يعني على المؤمنين .”
قال مجاهد : ” تماما على المحسنين المؤمنين “
التعليق : ان كان الكلام مقصود به جمع المؤمنين المحسنين ، فلماذا جاءت الجملة بصيغة المفرد (الذي احسن) وليس ( على الذين احسنوا ) ؟ كما قرأها عبد الله بن مسعود وهي الصيغة الاكثر فهما وقبولا عنده .
هل هذه جملة مفيدة في قرآن عربي مبين ؟
قال مفسرون آخرون لهذا الاختلاف : (تماما على الذي احسن) ، المقصود به موسى فيما امتحنه الله به في الدنيا من أمره ونهيه .
ومفسرون آخرون قالوا : ” (الذي احسن) المقصود به هو احسان الله الى انبيائه واياديه عندهم ، اي المحسن هنا هو الله “
اختلف المفسرون في التفسير في من هو (الذي احسن) ، المقصود بالآية ، هل هو موسى ، ام المؤمنين المحسنين من اتباع موسى ام … الله ؟
الله اعلم .
لم يتفق كبار المفسرين لحل هذا اللغز المبهم في القرآن العربي المبين .
اين هو البيان الواضح والاعجاز اللغوي ، اين هي الحلاوة والطلاوة التي تمتاز بها هذه الآية ؟
سيقول المدافعون عن القرآن : لماذا تجتزئ الآية ولاتربطها بما قبلها حتى يتوضح المعنى ؟ طيب ، الاية التي قبلها رقم 152 تنص على ما يلي :
ولا تقربوا مال اليتيم …. ] والاية 153 [وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ] وتليها الاية 154 [ثُمَّ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ تَمَامًا عَلَى الَّذِيَ أَحْسَنَ وَتَفْصِيلاً لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لَّعَلَّهُم بِلِقَاء رَبِّهِمْ يُؤْمِنُونَ ]
المتكلم في القرآن (الله) يخاطب المسلمين عن وصايا التحريم وعدم التقرب الى مال اليتيم ، وبعدها يبدأ الجملة التالية بكلمة (ثم) آتينا موسى الكتاب … ] فما علاقة اتيان موسى الكتاب بتحريم مال اليتيم في الجملة التي سبقتها وقد ربطت الجملتان بكلمة (ثم) ؟ ماهو التتابع والتسلسل في الاحداث التي يتم ربطها ب (ثم) ؟
هنا اتسائل : اين البلاغة والاعجاز اللغوي في هذه الاية ، لماذا حتى المفسرين الكبار يختلفون في معرفة التفسير الصحيح لهذه الاية ، لماذا يلف الغموض الكثير من الايات ان كان مبينا و واضحا ؟
مثال آخر في الاختلاف والاشكالات البلاغية .
جاء في سورة يس 30-32 والمفروض ان يكون المتكلم هنا هو الله :
[ يا حسرة على العباد ما يأتيهم من رسول الا كانوا به يستهزئون ، الم يروا كم اهلكنا قبلهم من القرون انهم اليهم لا يرجعون ]
هل الله يتحسر على العباد ؟ …. كيف يتحسر الله مالك الملك على عباده ؟
حاول المفسرون ان يتداركوا الخطا الوارد هنا وتجميل شكل الاية فاضافوا كلمات جديدة من عندهم لتفسير وتعديل معنى الاية .
الطبري يتدارك هذا الاشكال ويرفض ان يتحسر الله على العباد فيقلب كلمات الآية راسا على عقب فيقترح ان قصد الله كان:”يا حسرة العباد على انفسها”!!
تلاعب القرطبي بتسلسل الكلمات فسحب (على) من قبل كلمة العباد ووضعها بعدها واضاف من عنده (على انفسها) حتى ينقلب المعنى من كون المتحسر هو العباد بدلا من الله !! اليس هذا تحريف تأويل القرآن ؟ هل يجوز اضافة كلمات جديدة على نص القرآن لتوضيح معنى كلام الله المبين ؟
قال مجاهد : ان الكفار لما رأوا العذاب قالوا : ( يا حسرة على العباد ) ، فتحسروا على قتلهم !! هنا قلب مجاهد الكلام من كون المتكلم هو الله الى الكفار!
فكيف يكون البيان والاعجاز القرآني ايها المسلمون ؟
أفلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا
لقد وجد المفسرون والمدبرون في القرآن اختلافا كثيرا فهل هو من عند الله ؟
-
بحث موقع مفكر حر
-
أحدث المقالات
-
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلاميةبقلم صباح ابراهيم
- ستبقى سراًبقلم عصمت شاهين دو سكي
- #إيران #الولي_الفقيه: تأجيل قانون العفة والحجاب… ما القصة؟!بقلم مفكر حر
- إشكالية قبول الأخربقلم مفكر حر
- موسم إسقاط الدكتاتوريات في #الشرق_الأوسط!بقلم مفكر حر
- ردود فعل مسؤولي #النظام_الإيراني على #سقوط_الأسد: مخاوف من ملاقاة نفس المصيربقلم حسن محمودي
- ** من وراء محاولة إغتيال ترامب …إيران أم أذرع الدولة العميقة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل إغتيال هنية في طهران … فخ لهلاك الملالي وذيولهم أم مسرحية **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هَل فعلاً تمكّن إبليس مِن العاصمة بَاريس … في عهد ألمسخ ماكرون **بقلم سرسبيندار السندي
- ** كَيْف رصاصات الغدر للدولة العميقة … أحيت ترامب وأنهت بايدن **بقلم سرسبيندار السندي
- ** العراق والمُلا أردوغان … ومسمار حجا **بقلم سرسبيندار السندي
- ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **بقلم سرسبيندار السندي
- ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.بقلم مفكر حر
- ** تساءل خطير وحق تقرير المصير … هل السيّد المَسِيح نبي أم إله وما الدليل **بقلم سرسبيندار السندي
- ابن عم مقتدى الصدر هل يصبح رئيساً لإيران؟ طهران مشغولة بسيناريو “انقلابي”بقلم مفكر حر
- ** ما سر تبرئة أل (سي .آي .أي) لبوتين من إغتيال نافالني ألأن **بقلم سرسبيندار السندي
- المجزرة الأخيرةبقلم آدم دانيال هومه
- ** بالدليل والبرهان … المعارف سر نجاح ونجاة وتقدم الشعوب وليس الاديان **بقلم سرسبيندار السندي
- رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسيةبقلم طلال عبدالله الخوري
- قوانين البشر تلغي الشريعة الإسلامية
أحدث التعليقات
- منصور سناطي on من نحن
- مفكر حر on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- معتز العتيبي on الإنحراف الجنسي عند روح الله الخميني
- James Derani on ** صدقوا أو لا تصدقو … من يرعبهم فوز ترامب وراء محاولة إغتياله وإليكم ألأدلة **
- جابر on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- صباح ابراهيم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- س . السندي on ** هل تخلت الدولةٍ العميقة عن باْيدن … ولماذا ألأن وما الدليل **
- الفيروذي اسبيق on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- س . السندي on مقارنة بين سيدنا محمد في القرآن وسيدنا محمد في السنة.
- عبد الحفيظ كنعان on يا عيد عذراً فأهل الحيِّ قد راحوا.. عبد الحفيظ كنعان
- محمد القرشي الهاشمي on ** لماذا الصعاليك الجدد يثيرون الشفقة … قبل الاشمزاز والسخرية وبالدليل **
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- عزيز الخزرجي فيلسوف كونيّ on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- س . السندي on رواية #هكذا_صرخ_المجنون #إيهاب_عدلان كتبت بأقبية #المخابرات_الروسية
- صباح ابراهيم on ** جدلية وجود ألله … في ضوء علم الرياضيات **
- س . السندي on الفيلم الألماني ” حمى الأسرة”
- Sene on اختلاف القرآن مع التوراة والإنجيل
- شراحبيل الكرتوس on اسطورة الإسراء والمعراج
- Ali on قرارات سياسية تاريخية خاطئة اتخذها #المسلمون اثرت على ما يجري اليوم في #سوريا و #العالم_العربي
- ابو ازهر الشامي on الرد على مقال شامل عبد العزيز هل هناك دين مسالم ؟
- س . السندي on ** هل سينجو ملالي إيران بفروة رؤوس … بعد مجزرة طوفان الاقصى وغزة والمنطقة**
- مسلم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- الحكيم العليم الفهيم on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :
- المهدي القادم on قراءة الفاتحة بالسريانية: قبل الاسلام
- Joseph Sopholaus (Bou Charaa) on تقاسيم على أوتار الريح
- س . السندي on النظرة الفارسية الدونية للعرب المسلمين أصولها، أسبابها ونتائجها/3
- س . السندي on اوبنهايمر
- محمد on مطالعة الرجل لمؤخرة النساء الجميلات
- ألعارف الحكيم : عزيز الخزرجي on أفضلية الإمام عليّ (ع) على آلرُّسل :