يتباهى المسلمون والمتشددون منهم دينيا بان القرآن معجزة رسول الاسلام محمد، هو كتاب منزّل من السماء وآياته كلام الله لايأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه . ونصوص القرآن نقلها جبريل الى محمد عن اللوح المحفوظ ازليا عند الله . ولوضع حد لنقد القرآن وكشف عيوبه ، فأنهم ابتدعوا مقوله جديدة وهي ان القرآن ، كتاب الله وتشريعاته وحدوده صالح للتطبيق في كل زمان ومكان . وهنا كانت الكارثة الكبرى التي تدينه ، كما ادان القرآن نفسه عندما قال :
“افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا “
لنتدبر القرآن ونسبر اياته وندرس نصوصه ونرى ان كان صالحا لزماننا هذا ويمكن تطبيق شرائعه وحدوده وتعليماته في كل زمان ومكان كما يدّعي اصحابه. ونحكم عليه ان كان كتابا من الله ام من تأليف محمد وصحابته لنقرأ بعضا من آياته، ونكتشف مدى صلاحيتها للتطبيق العملي في الدول الاسلامية نفسها و مدى ملائمتها لقوانينها الوضعية الافضل تشريعا ، وهل تستخدمه المحاكم والحكومات الاسلامية حاليا او مستقبلا او حتى منذ عشرات السنين الماضية ، ام ان احكامه اصبحت توضع فوق الرفوف العالية لا تصلها ايدي الحكام ولا القضاة ، ولا تستخدم للتطبيق في المحاكم او قوانين الدول الاسلامية قبل غيرها من دول العالم . وهل تلك التشريعات والاحكام هي مقبولة اجتماعيا و دوليا في الزمن المتحضر الحالي، ام انها تشريعات ربما كانت صالحة في زمن محمد و صحابته ومن خَلَفَهُ من الحكام في بلاد الصحراء و زمن الغزوات والقتل و اغتصاب النساء السبايا فقط ؟
قتل المشركين
سورة التوبة 5 : فَإِذَا انسَلَخَ الأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُواْ الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدتُّمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُواْ لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “
هل يستطيع المسلمون تطبيق هذه الاية في هذا الزمن وفي اي مكان ؟
هل قوانين الامم المتحدة والتشريعات الدولية تبيح للمسلمين في اي مكان في العالم ان يقتلوا المشركين والغير مؤمنين بالأسلام حتى يتوبوا ويقيموا صلاتهم ويعطوا الزكاة لهم ؟ انها من المستحيلات .
اذن ليعترف المسلمون والمؤمنون بالقرآن ان هذه الآية ابطل الأنسان مفعولها والغى تشريعها ولا تصلح لأي زمان ومكان .
اخذ الجزية عنوة
سورة التوبة 29 : ” قاتلوا الذين لا يؤمنون بالله ولا باليوم الاخر ولا يحرمون ما حرم الله ورسوله ولا يدينون دين الحق من الذين اوتوا الكتاب حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون “
لقد تم الغاء استحصال الجزية من اهل الكتاب عنوة منذ مئات السنين ، واصبح اهل الكتاب واهل الارض والبلاد الاصليين مواطنون متساوون بالحقوق والواجبات مع الغزاة المحتلين لبلادهم بقوة القوانين الدولية ، وليس منة من المسلمين انفسهم . وهكذا تم ابطال شريعة قرآنية اخرى واوقف العمل بما كان مكتوبا في اللوح المحفوظ كما يدّعون ، ومن غير نسخ قرآني لتلك الاية ، انما بنسخ بشري بالقانون .
طبقت منظة داعش الاسلامية الارهابية هذه الشريعة على المستضعفين بالاراضي التي سيطرت عليها بقوة السلاح ، ولكنها اعيدت الى مزبلة التاريخ مع تشريعاتها الظالمة .
المؤلفة قلوبهم
سورة التوبة 60: ” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “
هل تعطى الصدقات اليوم للمؤلفة قلوبهم ؟ هل يمكن تاليف القلوب و رشى الناس بالمال لكي يؤمنوا بالاسلام في هذا الزمان وفي اي مكان ؟ كلا والف كلا .
اذن هذه الاية لا يمكن تطبيقها الان وتم الغائها من التداول الاجتماعي والديني بين المسلمين والغير مسلمين لكسبهم للاسلام ، وقد الغاها ابو بكر الصديق واسقط سهم المؤلفة قلوبهم منذ زمن الصحابة . فهل هي لازالت فريضة من الله ، وكيف الله العليم الحكيم ، لا يعلم ان فريضته ستلغى سريعا ويتوقف تطبيقها ؟
فهل يصلح القرآن في اي زمان ومكان ايها المسلمون المؤمنون بالقرآن وباللوح المحفوظ ؟
مُلك اليمين
سورة النساء 3 : ” وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ ” .
هل يتمكن المسلمون اليوم من امتلاك النساء بصفة مُلك يمين ووامتلاك العبيد والامات حسب تصريح هذه الآية و اباحة اله الاسلام لهم ؟ كلا والف كلا .
وهل يتمكن كل مسلم ذكر من الزواج من مثنى وثلاث ورباع من النساء كما كان اسلافه في الماضي البعيد ؟
قوانين الأمم المتحدة والميثاق العالمي لحقوق الانسان يمنع المتاجرة بالبشر وبالنساء خاصة وامتلاك العبيد والامات وممارسة الجنس معهن . هذا الميثاق البشري ابطل شريعة القرآن في امتلاك ملك اليمين .
اذن قوانين وتشريعات حقوق الانسان الوضعية ابطلت شريعة القرآن ، وحكمت عليه انه لا يصلح لكل زمان ومكان ، وان هذه الآيات ان لم تحذف من القرآن لأنتهاء صلاحياتها فيجب حفظها في المكتبات فقط للتذكير بالماضي الشنيع فقط .
وهذا الالغاء العملي لكلام اله القرآن المزعوم باطلا ، اثبات قوي ان القرآن ليس بكتاب من وحي السماء وليس بكلام الله . لأن :
” السماء والارض تزولان وكلام الله لا يزول .”
فهل يستطيع المسلمون ان يقولوا ان القرآن بكل نصوصه وسوره صالح لكل زمان ومكان ؟
الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى-
سورة البقرة 178
” يا ايها الذين آمنوا كتب عليكم القصاص في القتلى الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بالانثى”
هل يُحكم الان في محكمة بالعالم بضمنها محاكم الدول الاسلامية ، قتل الحر بالحر والعبد بالعبد والانثى بألأنثى ، او تطبق شريعة العين بالعين والسن بالسن ؟ ام ان القوانين البشرية هي من يُحكم بها وتُطبق في المحاكم بدلا من شريعة القرآن ؟ اين اصبح تشريع اله الاسلام الان ؟
فهل يصلح القرآن وآياته ونصوص تشريعاته للتطبيق في كل زمان ومكان بعد ان اوقف مفعولها الأنسان والغيت من التطبيق العملي ؟
– الارث للمراءة
سورة النساء 11: ” يوصيكم الله في اولادكم للذكر مثل حظ الانثيين “
اصدرت دار الافتاء التونسية قرار له قوة القانون يساوي بين المراءة والرجل في حقوق الميراث .
كما اصدرت قرارا بالسماح للمراءة المسلمة التونسية بالزواج من غير المسلم .
وبذلك اوقفت شريعة القرآن رسميا وابطلت مفعول الشريعة الاسلامية بهذا الخصوص رغم اعتراض الازهر .
حد الحرابة
سورة المائدة 33
” إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ”
هل يتم التطبيق العملي للصلب وتقطيع الاطراف من خلاف في الزمن الحاضر في الدول الاسلامية كعقوبة ، ما عدا الديكتاتورية الوهابية السعودية التي تتبع قوانين خارج الزمن الحالي وبعقلية القرن السابع المتخلف لأن من يدير شؤونها شيوخ توقفت ادمغتهم عن التقدم الحضاري و صدئت ساعة زمنهم ؟
اين تشريعات القرآن من التطبيق اذن في المحاكم الاسلامية في دول العالم ؟
لو كان القرآن كلام الهي وتشريعات سماوية عادلة ، فهل كان البشر سيجرؤون على تغييره بما هو افضل من تشريعات اله الاسلام ؟
فهل تشريعات القرآن صالحة لكل زمان ومكان ايها المسلمون ؟
التبني
الغى محمد التبني ليسمح لنفسه بالزواج من المراءة الجميلة التي كان يشتهي نكاحهها ، حتى لا يلومه الناس انه نكح حليلة ابنه بالتبني زيد بن حارثة ، واستولى على زوجته بعد ان اوعز له بطلاقها فقد كان يخفي حبه لها بقلبه . واخيرا زوجهه الهه من فوق سبع سماوات زينب زوجة ابنه بالتبني بىية خاصة ، و حقق مراده فقظى محمد منها وطرا ، وكان امر الله مفعولا.
” واذ تقول للذي انعم الله عليه وانعمت عليه امسك عليك زوجك واتق الله وتخفي في نفسك ما الله مبديه وتخشى الناس والله احق ان تخشاه فلما قضى زيد منها وطرا زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في ازواج ادعيائهم اذا قضوا منهن وطرا وكان امر الله مفعولا ” الاحزاب 37
وقد استنزل رسول الله اية من تأليفه بالغاء التبني لعلاج اشتياقه وشهوته لزينب:
” وَمَا جَعَلَ أَدْعِيَاءَكُمْ أَبْنَاءَكُمْ ذَلِكُمْ قَوْلُكُم بِأَفْوَاهِكُمْ …. ادعوهم لابائهم هو اقسط عند الله ” الاحزاب 4، 5
التبني حالة انسانية تطبق في معظم دول العالم المتحضر . وقد طبقها الكثير من الناس ايضا قبل الاسلام، وتسمح القوانين الوضعية الحالية بها .
وهذه الاية انضمت لبقية الايات القرآنية الملغاة . ومن الايات التي اوقف العمل بها نهائيا :
قطع اليد كحد للسرقة
الجلد كعقوبة للزاني والزانية
ضرب الزوجة الناشز
اجبار النساء للبقاء في بيوتهن الا للضرورة القصوى (وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى ). وهذه الآية اصبحت من التراث الماضي الملغى، فنساء المسلمين يعملن اليوم في الكثير من المصالح الحكومية او الخاصة لكسب الرزق اسوة بالرجال وحتى في السعودية الوهابية رغما عن انوف الشيوخ و تعاليم قرآنهم .
كل تلك الآيات والوصايا و الشرائع اصبحت من الماضي المنسي و ذهبت مع الريح وغبار الصحراء .
وكذلك الحدود والعقوبات تم الغائها تماما بقوانين وشرائع المجتمعات المتحضرة في كل دول العالم ، ولا تطبقها الا العصابات الارهابية التي تطبق شريعة الاسلام الصحراوية الصادرة بتشريعات قرآنية في القرن السابع ، مثل عصابات طالبان الافغانية و منظمة داعش الارهابية وبوكو حرام وجبهة النصرة الأرهابية.
كل هذه النصوص القرآنية تؤكد ان القرآن ليس كلام الله وليس وحي من السماء ، فلو كان وحيا الهيا لما استطاع البشر ان يلغوه ويكتبوا افضل منه ، ولكان اصبح كلام الله صالحا لكل زمان ومكان فعلا .
ان عبارة
“انا نحن نزلنا الذكر وانا له لحافظون” اصبحت في خبر كان ، فليس هو ذكرا من الله ولم يتم حفظه .
لما وجد الانسان ان تلك التشريعات هي ضد حقوق الأنسان و قاسية ولا انسانية ، فقد تم ايقاف العمل بها ، وتشريع ما هو افضل منها ، واكبر دليل ان الميثاق العالمي لحقوق الانسان الصادر عام 1948 قد وافقت عليه كل دول العالم واقرتها واعترفت بها كافضل من شرائع القرآن ، بينما رفضت حتى الدول الاسلامية تطبيق حدود وشرائع القرآن لكونها غير صالحة لزمان الحضارة والتقدم ولا يمكن تطبيقها في اي مكان ولأنها ضد الانسانية.
فهل لازال بعضكم يتبجح بأن القرآن صالح لكل زمان ومكان رغم علمه ان تشريعاته وحدوده وتعليمات الهه تم ابطالها وايقاف العمل بها نهائيا ؟
الاله الحقيقي يقول :
” اَلسَّمَاءُ وَالأَرْضُ تَزُولاَنِ وَلكِنَّ كَلاَمِي لاَ يَزُولُ “
لكن كلام اله الاسلام زال والغي من التطبيق واصبح من الماضي المندثر وكلمات تقرا فقط ولا تطبق .