هل الخطر الأساسي على سوريا هو داعش وليس الأسدية المتوحشة؟

Abdulrazakeidمدهشة وعجيبة هذه السطحية الأمريكية !!!! هل يعتقد الأمريكان فعلا أن ثمة سوريا وطنيا (غير عميل أسدي)، يمكن أن يعتبر أن الخطر الأساسي على سوريا هو خطر داعش!! وليس خطر الأسدية المتوحشة !!!؟؟؟

ربما الحديث عن “المؤامرة” في اللغة العربية، مرتبط دائما بالحديث عن الأمريكان والسياسة الأمريكية أكثر من كل دول العالم بما فيها ذات التاريخ الاستعماري الكولونيايلي القديم (الانكليز والفرنسيون ) …

يبدو أن الاستعمار القديم الفرنسي والانكليزي أكثر دهاء وحنكة من أمريكا قائدة العقل العالمي الحديث (تكنولوجيا ومعرفيا ومعلوماتيا وانجازا تكنولوجيا وثروة ومالا )، لكن الأمريكان –مع ذلك – دائما يبحثون عن وسائل ومراكز بحوث ونفقات هائلة لتحسين سمعتهم في العالم …بسبب سياساتهم السطحية الفجة الرعناء في تقديم نفسها كسياسات دولية عالمية الطابع، التي هي ربما نتاج مطابخ السياسة الكولونيالية الاستعمارية القديمة العجوز الانكليزية والفرنسية، وخاصة الانكليزية الشمطاء ..

أظن أن الحمار الأمريكي نفسه، بات يعرف أن معاناة الشعب السوري، بقتل أبنائه وشبابه وأطفاله واغتصاب نسائه وتدمير مدنه وتهجير أكثر من نصف سكانه ، إنما كانت بسبب عصابات الميليشيا الأسدية التي تريد البقاء كعصابات مهيمنة ومتحكمة بالمجتمع السوري ، التي اعترف الرئيس الأمريكي منذ أربع سنوات، أنها فقدت شرعيتها كدولة، بما أن رئيسها فقد شرعيته كرئيس … وأنه لا حل للماسأة والمذبحة السورية إلا برحيل وتنحية رئيس عصابتها الأسدي الطائفي المعزول شعبيا ودوليا، فهو لا يمكن أن يكون جزءا من الحل ..

ولهذا لا يمكن للشعب السوري أن يفهم الشروط الأمريكية على تدريب الشبان السوريين المقاتلين، أن لا يكون تدريبهم موجها ضد حكم وسيطرة وتسلطية العصابات الأسدية ومذابحها ومجازرها ضد الشعب السوري، سوى أنها مؤامرة (امريكية – اسرائيلية ) ضد الشعب السوري وارادته في الحرية والكرامة والسيادة على نفسه …

بل يذهب الشرط الأمريكي (العجيب) ….حد ان المتدرب السوري لدى الأمريكان، يجب يوقع أنه لن يحارب ضد العصابات الوحشية الأسدية الفاتكة والمدمرة لسوريا .!!!. بل تقاتل فقط ضد داعش التي –كما أصبح معروفا – هي ثمرة و نتاج طبيعي للاسدية الارهابية المتوحشة، كما بات يعترف الأمريكان ذاتهم أكثر من مرة بهذه الحقيقة …حتى أن ذلك بات يعرفه حتى الحمار الأمريكي ذاته كما قلنا، فلا نعرف مبرر شرط أحفاد الحمير ( الكرارة) أن يطلبوا تعهدا من المتدربين السوريين، بعدم مقاتلة جزاري وسفاحي بيت الأسد … وهم (الأسديون والإيرانيون ) الذين صنعوا داعش ومثيلاتها ( قصدا وإرادة ) كما أصبح العالم كله يعرف ، أن داعش صناعة ارهابية (أسدية –ايرانية) بمعرفة إسرائيلية –امريكية لتزييف صورة الثورة السورية كثورة شعبية ديموقراطية …

سوى أن يسميها ثوار الربيع العربي والسوري بلعبة (المؤامرات الأمريكية ) في خدمة النظام الأسدي والمطالب الإسرائيلية الاقليمية ، مادام هذا الموضوع أصبح معروفا وواضحا حتى لدى الحمير الأمريكية نفسها ..

وهي أنه لا يوجد سوري وطني محترم يمكن أن يقدم عدوا وطنيا يستحق أن يضحي بنفسه من أجله، أكثر من بيت الأسد …ليس داعش وحدها بل حتى إسرائيل نفسها التي تدت عدوا ثانويا أمام العدو الأسدي الهمجي الذي قتل من الشعب السوري ، اكثر مما قتلته إسرائيل من السوريين والعرب جميعا ..
.
فهذه المعادلة التي أصبح يستوعبها عقل الحمار …عندما يتجاهلها العقل الأمريكي، فإنه لابد أن يوصف أنه (متآمر) ولن تفيده الموازنة الأمريكية بكاملها للدفاع عن سمعته ومصداقيته، التي تحكمها مع الأسف المصالح الضيقة للإحتكارات الأمريكية والمصالح الاقليمية الإسرائيلية على حساب المصالح الاستراتيجية الكبرى، التي تفترضها المصالح العليا لدولة عظمى كأمريكا في تنطعها لقيادة العالم ..


About عبد الرزاق عيد

كاتب ومفكر وباحث سوري، وعضو مؤسس في لجان إحياء المجتمع المدني وإعلان دمشق. رئيس المجلس الوطني لاعلان دمشق في المهجر.
This entry was posted in دراسات سياسية وإقتصادية, ربيع سوريا. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.