عبد الرزاق عيد : الحوار المتمدن
المسألة ليست فيما يخطر على بالك أو على بالي ….وإنما في تحديدالهدف والتصرف على ضوء خدمة هذا الهدف، ووضع كل الطاقات والامكانات في سبيل ذلك الهدف…
إن الهدف الرئيسي والأساسي للشعب السوري في هذه اللحظة التاريخية المصيرية هو الخلاص من وحشية وهمجية استثنائية (أسدية) فتاكة في تعطشها للثأر من دم شعبها بما فيها هستيريا ذبح ومص دماء (أطفالها)…
حيث ينبغي أن لا نفوت فرصة تخدمنا على طريق تحقيق هذا الهدف إلا واستفدنا منه واستثمرناه بل واستنفذناه….وعلى هذا فما هي الأولويات في هذه اللحظة التاريخية بالذات ..؟؟؟ هل هو اسقاط العدو الإسرائيلي أم إسقاط العدو الأسدي التابع والعميل المفضل إسرائيليا حسب ليبرمان القائل : أن نظاما ضعيفا وساقط الشرعية أفضل لإسرائيل من مجيء الإسلاميين ؟؟؟
من الوالضح أن الشعب السوري في لحظة الفتك والذبح اليومي، أنه يريد الخلاص من ذباحه المباشر (ابن أبيه الأسد ) أكثر مما يهمه البديل السياسي (علماني أم إسلامي) إنه يريد الخلاص الحرية ورفع السكين عن رقبته بغض النظر عن الهوية القومية لليد التي سترفع السكين عن أعناق أطفاله !!!
ولهذافإن الخلط بالأهداف والأولويات بين مواجهة ( إسرائيل واسقاط الأسدية ) ، هو الذي يوقعنا بالألتباسات والأخطاء الاستراتيجية التي تخدم الطرفين ( الأسدية وإسرائيل) … وذلك من خلال مزاعم الواقعية لدى (معارضتنا )، من خلال التبرير والتشريع للحوار مع ايران وروسيا والقبول بمشاركتهم بالحوار وهم يخوضون اليوم بالدم السوري مع النظام الأسدي أكثر مما فعلته إسرائيل مع الفلسطينيين بل والعرب عبر سبعة عقود من الصراع والحروب …
ولهذا نقول للمعارضين المتشوقين الباحثين عن كرسي المفاوضات من أجل الحصول على الحصة بكعكعة المفاوضات والحل …
نقول : إن الحوار مع إسرائيل ليس أكثر مهانة وطنية من الحوار مع النظام الأسدي وايران …وبما أنكم واقعيون جدا وعمليون (بيرجماتيون )، فإن الحوار مع إسرائيل أكثر إجرائية ومردودية وربحية، حيث الحوار والتفاوض مع إسرائيل يوفر عليكم الحوار مع الأسدية وشبيحتها، وايران ( وملاليها )، وروسيا و(مافياتها) …
بل يوفر عليكم جهد التفاوض مع الامبرياليات العالمية ( الأمريكية والأوربية ) ….وذلك أفضل لكم من أن يتفاوض عليكم وعلينا الهمجيون الأسديون والإيرانيون والروس مع السادة الامبرياليين ،ليقبضوا أثمانكم وأثمان دم شعوبكم، مادمتم واقعيين ومغرمين بالمفاوضات، ولستم متطرفين ومتشنجين مثلنا نحن غير الواقعيين ….!!!!