** هل الحرق والصلب والتقطيع … فكر على الاسلام دخيل **
المقدمة
الأسانيد التي تقدمها داعش لتبرير جرائمها موجودة فعلا في الكتب الاسلامية » الإعلامي المصري إبراهيم عيسى
المدخل
يقول نيتشه في كتابه هكذا تكلم زرادشت
بأثار دماء يخطون دروبهم وبتعاليمهم المجنونة ، يريدون بالدم إثبات الحقيقة والدم أسوأ شاهد على الحقيقة ، لان الدم يفسد أنقى التعاليم .
تساءل
هل مايقوم به الدواعش اليوم من قتل وصلب وتقطيع وتهجير وأخرها حرق الطيار الأردني حيا وقبلهم بوكو حرام في نايجيريا من حرق المئات من المدنيين هو سلوك دخيل على التراث والفكر الاسلامي ؟
الحقيقة المرة والساطعة تقول كلا ، فحتى نبي الرحمة نفسه قد سبقهم الى مثل هذه الأفعال يوم قام بتسميل عيون أعدائه وتقطيعهم وتركهم أحياء في حر الصحراء ، وتبعه في هذا السلوك بقية الصحابة الأولين ومنهم خلفاء راشدين .
١: محمد يأمر بتسميل عيون أعدائه
قال قتادة ”فحدثني محمد بن سيرين الخ ” يعكر عليه ما أخرجه مسلم من طريق سليمان التيمي عن أنس قال ” إنما سملهم النبي لأنهم سملوا أعين الرعاة ”.
٢: أبو بكر يحرق الفجاءة السلمي حيا.
قال ابن كثير في النهاية:6/352: (وقد كان الصدِّيق قد حرق الفجاءة السلمي بالبقيع وقال: ( فجمعت يداه إلى قفاه وألقي في النار فحرقه وهو مقموط ) .
ورواه ابن الأثير:2/146 ، واليعقوبي في تاريخه:2/134 وقال: (وحرق أيضاً رجلاً من بني أسد يقال له شجاع بن ورقاء ).
وأضافوا الى أبي بكر في التحريق بالنار أبا موسى الأشعري ومعاذ بن جبل ، قال في فتح الباري:12/243 ، وفي رواية الطبراني قال: { فأتى بحطب فألهب فيه النار فكتَّفه وطرحه فيها ، ويمكن الجمع بأنه ضرب عنقه ثم ألقاه في النار} .
عن إبن الاثير ج 2 / 146 { واعترض على أبي بكر في ذلك لان حكم مفسد كالفجاءة جاء في القرآن الكريم مصرح في سورة المائدة ألاية 33 :
” إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الارض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم “.
٣: معاوية يأمر بحرق محمد بن أبي بكر
وكان محمد ممن حصر عثمان بن عفان ودخل عليه ليقتله ، فقال له عثمان : لو رآك أبوك لساءه فعلك ، فتركه وخرج ، ولما ولى مصر سار إليه عمرو بن العاص فإقتتلوا ، فإنهزم محمد ودخل خربة ، فأخرج منها وقتل ، وأحرق في جوف حمار ميت ، قيل : قتله معاوية بن حديج السكوني ، وقيل : قتله عمرو بن العاص صبراً ، ولما بلغ عائشة قتله إشتد عليها وقالت : كنت أعده ولداً وأخا ، ومذ حرقه لم تأكل عائشة لحماً مشوياً ؟
وعن الحسن قال { أخذ الفاسق محمد بن أبى بكر في شعب من شعاب مصر ، فأدخل في جوف حمار فاحرق ، رواه الطبراني ورجاله ثقات } ؟
٤: علي يحرق أعدائه
روى البخاري في صحيحه في كتاب الجهاد، باب لا يعذب بعذاب الله بسنده إلى عكرمة قال { أن علياً حرق قوماً فبلغ إبن عباس فقال { لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي صلعم قال لا تعذبوا بعذاب الله } ولقتلتهم كما قال النبي صلعم ( من بدّل دينه فاقتلوه ) وروى البخاري في صحيحه في كتاب إستتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم بسنده إلى عكرمة نحوه وفيه قال “أتى عليّ رضي الله عنه بزنادقة فأحرقهم” .
ورواه كذلك أبو داود في (سننه) في كتاب الحدود باب الحكم فيمن إرتد ، ورواه كذلك النسائي في سننه ، ورواه الترمذي في (الجامع) في كتاب الحدود، باب ما جاء في المرتد، وهذا حديث صحيح عند أهل العلم في المرتد.
وروى الطبراني في المعجم الأوسط من طريق سويد إبن غفلة قال “أن علياً بلغه أن قوماً إرتدوا عن الإسلام فبعث إليهم فأطعمهم ثم دعاهم إلى الإسلام فأبوا، فحفر حفيرة ثم أتى بهم فضرب أعناقهم ورماهم فيها ثم ألقى عليهم الحطب فأحرقهم ثم قال: صدق الله ورسوله” .
٥: يزيد..قطِّع ابن الزبير إرباً إرباً.
روى ابن كثير في النهاية:8/123 (أن معاوية لما مرض مرضته التي هلك فيها ، دعا ابنه يزيد فقال: يا بني إني قد كفيتك الرحلة والرجال . ووطأت لك الأشياء ، وذللت لك الأعزاء ، وأخضعت لك أعناق العرب ، وإني لا أتخوف أن ينازعك هذا الأمر الذي أسسته إلا أربعة نفر ، الحسين بن علي ، وعبد الله بن عمر ، وعبد الله بن الزبير ، وعبد الرحمن بن أبي بكر ؟
فأما ابن عمر فهو رجل ثقة قد وقذته العبادة وإذا لم يبق أحد غيره بايعك ، وأما الحسين فإن أهل العراق خلفه ليدعونه حتى يُخرجونه عليك ، فإن خرج فظفرت به فاصفح عنه فإن له رحماً ماسة وحقاً عظيماً . وأما ابن أبي بكر فهو رجل إن رأى أصحابه صنعوا شيئاً صنع مثله ، ليست له همة إلا في النساء واللهو .
وأما الذي يجثم لك جثوم الأسد ويراوغك روغان الثعلب ، وإذا أمكنته فرصة وثب ، فذاك إبن الزبير ، فإن هو فعلها بك فقدرت عليه فقطعه إرباً إرباً ) .
مسك الختام
تبقى الحقيقة مرة يادعاة الاسلام بالسيف والأجرام … فلا تلوموا اليوم الدواعش أو حتى بوكو حرام ، سلام .
سرسبيندار السندي
Fab / 4 / 2015
