المقدمة
تساءل هل يعقل أن يكّون الحجر ألاسود محجاً للمسلمين من دون أن يدركوا حقيقته ومغزاه ؟ (نزكي لكم قراءة ايضاً:الحك بالحجر الأسود
المدخل
أولاً الحجر الأسود ليس من إختراع محمد أو المسلمين الأوائل فلقد كان موجوداً قبل الاسلام ، أما قصة تنزيله من قبل جِبْرِيل ووضعه في الكعبة وبنائها من قبل إبراهيم الخليل وإبنه إسماعيل فتلك أساطير الاولين ، حيث تنقصها الكثير من الدلائل والشواهد والبراهين ؟
الموضوع
١: قبل الغوص في حقيقة الحجر ألاسود لنعود الى ماقاله نبي اليهودأشعيا قبل أكثر من 740 عاماً ق.م في 12:14{ كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ، بِنْتَ الصُّبْحِ ، كَيْفَ قُطِعْت إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ } ؟
والساقط والمقطوع في الآية هو رئيس ملائكة ألله الذي لكثرة جماله وسطوع نوره شبهه الوحي بكوكب الصبح المنيّر (الزهرة) والذي صار أسوداً (شيطاناً) بعد سقوطه إلى ألارض بِسَبَب كبريائه لسعيه أن يكون كالعلي حسب عقيدة اليهود والمسيحيين ، فهل الحجر الأسود هذا رمز للشيطان أم رمز لشخص أخر ، وحتى ندرك هذه الحقيقة علينا العودة إلى إشعيا النبي نفسه في 28:16 حيث يَقُول :
{ هكذا يقول السيد الرب ، هأنذا أؤسس في صهيون حجراً ، حجر إمتحان ، حجر زاوية ….} ؟
وفي 14:8 يقول يَقُول ؟
ويكونُ مَقْدِسًا وَحَجَرَ صَدْمَةٍ وَصَخْرَةَ عَثْرَةٍ لِبَيْتَيْ إِسْرَائِيلَ وفَخًّا وَشَرَكًا لِسُكَّان أُورُشَلِيم } ؟
وفي المزمور 117: 22 ومتى 21: 42 يقولان {الحجر الذي رذله البناؤون هذا صار رأساً للزاوية } ؟
والمقصود بحجر الزاوية هنا هو شخص السيد المسيح ، ومن خاصية هذا الحجر الربط بين عمودين من ألاعلى لعمل جسر أو قنطرة ، وهو رمز لإلتقاء العهدين القديم والجديد واللاهوت بالناسوت ؟
فهل الحجر ألاسود هذا يرمز للشيطان أم للمسيح ؟
المسيح الذي جسد الرحمة الإلهية قولاً وفعلاً لحد الكمال والإستشهاد ، حتى قيل عَنْه { أنه كان يجول ويصنع خيراً } وبشهادة القرأن ومحمد نفسه وهو الوجيه في الدنيا والاخرة ، وهو المتجسد بكلمه منه (من الروح القدس) في أحشاء السيدة العذراء والذي تهللت بيوم مولده ألارض والسماء (الملائكة والرعاة الفقراء) والذي له في قرأن محمد 34 أية تمدحه وتمجّده وتزكيه عن كل إثم أو خطيئة قبل أن ينقلب عليه وعلى أتباعه ؟
أو بالأحرى إنقلب عَلَيْه من ركبوا موجة الاسلام الجديد (الاستعمار) من المتأسلمين الجدد لغايات سياسية وإقتصادية من الذين فسروا القرأن على هواهم لابل زادوا فيه وحذفوا وحرفوا فكيف وهو حمال الاوجه أصلاً ، ومن ينكرون هذه الحقائق فهم كمن يمطرون رؤوسهم في الرمال ، بدليل التناقض الصارخ في الكثير من الآيات القرأنية والتي حيَّرت ليس فقط دارسي القرأن والباحثين بل وحتى عقلاء الكثير من المسلمين ؟
ومنها مثلاً إلصاق صفة الرَّحمة بمحمد زوراً وبهتاناً ، بدليل قول القرأن عنه في أربع سُوَر {ما أنا إلا بشيراً ونذيراً} وحديث أبو هُريرة المشهور عن محمد {حتى أنا هالك مالم يتغمدني ألله برحمته } ؟
إذن بالمنطق والعقل كيف يكون الخاطئ والهالك والمستغفر ربه ليل نهار رحمة للعالمين ، وغيرها من الآيات والاحاديث التي تدلل على بشرية وضعف محمد وكثرة أخطائه لابل مخازيه وجرائمه ؟
ومن ثم كيف يكون محمداً رحمة للعالمين ( أي حتى لغير المسلمين) وهو الذي كفرهم وحاربهم وغزى ديارهم وإغتصب نسائهم وقتل منهم خلق كثيرين ، فكيف تنطبق صفة الرحمة على من كان هذا سلوكه وديدنه ؟
لذا فقليل من العقلانية والمنطق كفيلان بتوضيح الكثير من الأمور بعد الدراسة والتمحيص والتحليل وإستشراق النور ؟
٢: لنأتي لما قاله حبر ألامة إبن عباس نقلاًعن محمد عن الحجر ألأسود لنقطع الشك باليقين ولنوقف هذا الجدل السفسطائي {وهو خير شاهد من أهلها} فقال { هو من أحجار الجنة ، أبيض اللون ، ولكنه إسود لكثرة خطايا بني آدم } ؟
وفي حديث للألباني قَال { إن التمسح بالحجر الأسود والركن اليماني يحطان الخطايا حطاً } ؟
ونحن نسأل عقلاء المسلمين وليس تجار الدم والدين المنافقين {كيف لحجر أن يسود بخطايا البشر ، وكيف التمسح بِه وبالركن اليماني يحطان الخطايا حطاً } يا علماء وفقهاء وعقلاء المسلمين إن لم يكن هذا الحجر رمز للسيد المسيح ، وبشهادة من لا ينطق عن الهوى { لا تقوم الساعة حتى ينزل فيكم إبن مريم حكماً مقسطاً } أي دياناً عادلاً ، وهو الذي حطم كل الصور والأصنام إلا صورة السيد المسيح وأمه والاحاديث كثيرة ؟
٣: وأخيراً نقول … ؟
إن الحجر الأسود الذي يطاف حوله بعد الذي ذكرناه ووثقناه هُو واحد من إثنين فإما هو رمز للشيطان وإما رمز للسيد المسيح ، لذا عليكم أن تعقلوا وتقرروا قبل فوات ألأوان وقبل أن يكون مصيركم جهنم والذل والخسران وقد أعذر من أنذر ، فالذي لا زلتم ترذلوه كبقية اليهود المتعصبين هو ديانكم يوم الدين ؟
فأن يكّون مجرد حجر يمحوا الخطايا ، فهذا ما لا يقبله عقل حتى المطايا ؟
+ ونختم مقالنا بخير سمفونية عزفها شاعر الكورد ألأول أحمد شوقي (أمير الشعراء) بعد الملائكة وبالكلمات {سمفونية الميلاد العجيب والفريد} والذي قيل أنه قد ترك الإسلام في الخفاء بسبب إرهاب وبطش الحمقى والسفهاء فَقَال:
ولد الرفــــق يوم مولـد عيسى والمروءات والهـــدى والحيــــاء
وإزدان الكون بالوليد وضاءت بسنـــــاه من الثــــرى الأرجــاء
وسرت آية المسيح كما يسري من الفجـــر في الوجود الضيـاء
ملأ الأرض والــعوالــم نـوراً والثـــرى مائـــج بهـــا وضـــاء
لا وعيــد ولاصولة ولاإنتقام ولاحســام وغـــزوة ولا دمـــــاء
مــلك جـــاور التــراب فلـمـــا ملك نابت عن التــراب السمـــاء
وأطـــاعته في الإلــه شيــــوخ خشــــع خضـــع لــ الضــــعفاء
أذعـــن النـــاس والمــلوك لما رسمــــوا والعــقو والعــــقــلاء
أنمـــا ينـــكر الديـــانــات قوم هــم بمــــا ينــكــرون أشــقيـــــاء
وعن صليبه في رسالة لصلاح الدين الأيوبي قَال ؟
يا فاتِحَ القُدسِ خَلِّ السَيفَ ناحِيَةً ……… لَيسَ الصَليبُ حَديداً كانَ بَل خَشَبا
إِذا نَظَرتَ إِلى أَينَ اِنتَهَت يَدُهُ ………….. وَكَيفَ جاوَزَ في سُلطانِهِ القُطُبا
عَلِمتَ أَنَّ وَراءَ الضَعفِ مَقدِرَةً …………. .وَأَنَّ لِلحَقِّ لا لِلقُوَّةِ الغَلَبا
ونحن نقول …؟
يا من تدعي العقل قل لي
لما الحيرة والإسترسال والعجب
أليست النار من تزكّي الذهب ، سلام ؟
سرسبيندار السندي
Jone/ 12 / 2016 .
مواضيع ذات صلة:الحك بالحجر الأسود
