هل أنت تأكل أظافرك أم ملابسك كما يفعل بعض الناس؟

white catهنالك نظريه تقول : قل لي ماذا تأكل أقل لك من أنت , وقل لي ماذا تقرأ أقل لك من أنت , بس الناس اليوم العرب ما(بقروش) بقرأوش فعشان هيك مش رايحين نسألهم ماذا تقرؤون لنقل لهم ما هي شخصيتهم ولكننا سنقل لهم ماذا يأكلون , فإذا كنت تأكل أظافرك فهذا معناه أنك تعشق مثلي امرأة في عالم الغيب مجهوله لم تولد بعد ولكنك لست مجنوناً, وإذا كنت تأكلُ الأخشاب فهذا معناه أنك قلق من تجارة العالم الحرولستَ مجنوناً, وإذا كنت تأكل البلاستيك فهذا معناه أنك شره , وإذا كنت تأكل أموال الناس والحكومه بالباطل فهذا معناه أنك حرامي وفاسد ونذل وجشع وطماع ومستثمر وظيفي ,والناس حره يا شباب في الأكل والشرب , وفي مثل عندنا بقول (البس على زوق الناس وأكل على زوقك) على شان ما حدى عارف شو اللي ابتاكله , يعني لو أكلت ماء ساخن لوحده ما حدى بعرف عنّك شو اللي أفطرته اليوم أو تغديته , بس كل الناس بتشوف اللي أنت لابسه وعشان هي من العار أو العيب انك ما تلبسش ألبسه حلوه ونظيفه , وفي ناس ابتوكل أشياء مش منطقيه وفي واحد صاحبي بس يجي عندي على الدار فوراً بشيل من قدامه أقلام الرصاص أو المسطره اللي مصنوعه من الخشب , عشانه عن جد بوكلها وبوكل أبوها , طبعاً مش أكل كامل 100% بس بشوهها في أسنانه حين يضعها بين أسنانه , وفي ناس اعتادت من الصغر على بلع وأكل المصاري وظلت هذه العاده سارية المفعول حتى في النهاية أكلوا حقوق المواطنين والوزارات وحتى الأموال الأميريه والخاصة والعامة وأموال الأيتام , وأنا بعرف كثير من الناس أكلوا أموال الأيتام وأنا واحد من الناس اللي بعض أقرباءه أكلوا أمواله وهو طفل يتيم , وفي ناس ابتوكل (شرايط-قماش) وفي ناس ابتوكل ورق , وفي ناس ابتوكل خشب وفي ناس ابتوكل هوى أو بالعربي الفصيح ماكلين هوى , وفي ناس ماكلين زفت وفي ناس ماكلين (.خ.)و (إز..) بديش أحكي على شانها كلمه مقرفه , بس عنجد ظاهرة أكل الشرايط والورق والخشب موجوده عند غالبية الناس , وفي ناس ابتوكل أظافرها وهي جالسه بين الناس أي أظافر إيديهم , وفي ناس ابتوكل أصابع إديهم , وفي ناس ابتوكل حالها من الندم على مافات من عمرها , وفي ناس ابتوكل شعر إيدها , وفي ناس ابتوكل في بعضها البعض وفي ناس ابتوكل في لحم الناس الميتين والطيبين .

يعني مثلاً في ناس وهي قاعده لوحدها أو بين الناس فجأة بضعوا أصابع إيديهم في فمهم وبصيروا يوكلوا في أظافرهم بأسنانهم , وأنا صدقوني أنني واحد من الناس الذين اعتادوا منذ الصغر على أكل أظافرهم واليوم أصبح عمري ما يقرب من الأربعين عاماً وما زلتُ آكل أظافري بأسناني ولم أستخدم في حياتي قصاصة الأظافر لتقليم أظافري ودائماً ألجأ لأكل أظافري بأسناني , بس بتوقع هذا العمل أفضل بكثير من الذين يأكلون في لحوم الناس أو في الحديث عن معايب الآخرين وأفضل من أن أأكل حقوق الناس أو أموال الشعب , يعني ما حدى له دعوه في أكلي لأظافري روحوا اتشاطروا على اللي أكلوا البلد وهبوه هو وخيراته الكثيره , أي نعم أنا باكل أظافري بس ما حدى له علاقه بي الأظافر أظافري والأسنان أسناني وأنا حر في حالي إنشالله بوكل حتى كل ملابسي وكل أظافيدي وقدمي هذا مش موضوعنا إحنا موضوعنا عن اللي أكلوا البلد ونهبوا الوزارات ومصاري البورصه اللي راحت فيها تحويشة عُمري حتى صرت شبه شحاد, وفي ناس فجأة وهم جالسون بضعوا أكمامهم في فمهم ويبدأون في أكل ملابسهم , وهذه الظاهره موجوده على الأغلب عند كل الأطفال وبعض الأطفال حينما يكبرون ويتقدم فيهم العمر والسن ببطلوا بتركوا هذه العادة وفي ناس والحمدُ لله مستمرين على هذه العادة إلى اليوم .

وفي ناس إذا بتراقبوهم تجدوهم فجأة قد وضعوا أقلامهم بين أسنانهم وبدأوا يأكلون في مؤخرة أقلامهم وفي ناس بتلاقيها فجأة بوكلوا بالمساطر أو بالمحايات التي يمحون فيها الكتابة سواء أكانت تلك المحايات محايات حبر أو رصاص .

ويمكن لهذه الظاهرة أن تكون عبارة عن تفريغ الطاقه الزائدة في الجسم أو تعبير عن حالة القلق المزمن التي يمر فيها الإنسان ويمكن أيضاً لهذه الظاهرة أن تكون ناتجة عن الرغبة باللذة , يعني في ناس بتلذذوا في أكل أظافرهم أو في أكل مساطرهم أو محاياتهم زيهم زي اللي بتلذذوا في أكل حقوق الشعب والناس الغلابه المساكين, وكنت وأنا في المدرسه أسمع الأستاذ فجأة وهو يقول لأحد الطلاب : نزل إيدك من ثمك (فمك) لويش حاطط إيدك في ثمك (فمك) فكان الطالب اللي بعمل هيك يخجل من نفسه ومن الأستاذ ومن الطلاب زملائه في الصف , وأحياناً كنت أسمع المعلمة تقول لأحد الطلاب لويش أنت حاطط كم قميصك في ثمك ؟ فكان الطالب يخجل وما يعرفش شو بده يحكي أو يقول للمعلمه أو للمعلم في الصف .

وأذكر مرة أن جارتنا كانت تقول لأمي : ابني بس أشتريله ابلوزه قبه خنق يعني دائرية بصير يحطها في ثمه ويوكل فيها والله ما بدري عن هذا الولد كيف بوكل الشرايط الأقمشه أكل !!؟, وجارتنا الثانيه ردت عليها وقالت : بنتي دائما إبتوكل في المخده اللي بتنام عليها ,ومش عارفه شو السبب وبس أسألها ابتسكت بدون ما تحكي ولا كلمه , وفي وحده قالت : ابني كان وهو صغير عنده هذه العاده عادة أكل الملابس اكمام البلايز والستر والقمصان بقى الله وكيلكوا امجنني دائما يوكل فيهن بعدين صرنا نكتله ونضربه حتى والحمدُ لله نرك هذه العاده .

وعشان هي كانت أم ذلك الطفل تشتري لولدها ابلوزه قبه (7) على شكل رقم سبعه من الأعلى حتى لا يتمكن الطفل من أكلها لأنها تكون بعيدة عن متناول فمه وأسنانه .
طبعاً بس هذا الحكي كان للأطفال ونحن صغار ولكن المشكله هي أن الكبار في السن أيضاً يأكلون الشرايط أو الورق , يعني في ناس فجأة بشوفهم في المؤتمرات قد وضعوا الأوراق التي معهم في فمهم وأحياناً أقلامهم وفي زميله لي كانت دائماً بس التقي معها في المؤتمرات والندوات والأمسيات تقول لي : أنت الوحيد اللي بنتبه لظاهرة أكلي للأقلام أو للأوراق وصدقني يا أستاذ ما حدى بنتبه لهذه الظاهره إلا أنت أنت فضولي بشكل رهيب , وكنت وما زلتُ كلما التقيها في المؤتمرات أقول لها : ما إليش دعوه فيك انشالله ابتوكلي المؤتمر كله أو حتى البلد كلها شو همه اللي أكلوني كاينين أحسن منك أكلي المساطر والأوراق والناس .

وفي ناس ألاحظهم يضعون كفوف أيديهم بين أسنانهم وفجأه يبدأون بأكل شعر أيديهم وهذول الأشخاص حالتهم وصحتهم النفسية لا تكون على ما يرام يعني في شيء في حياتهم يجعلهم يأكلون أصابعهم أو يمتصون اصابعهم في ناس منذ الصغر معتاده على مص اإصبع الكبير أو الأوسط أو السبابه أو الخنصر أو البنصر, يمكن بسبب الندم أو التشتت الذهني أو النقص العاطفي أو النقص في الحنان , أو بسبب الافطام عن ثدي الأم , بعض النساء يفطمن أولادهن عن الرضاعه من صدورهن وبس يكبر الطفل ما بكون شبعان من ثدي أمه فعشان هي بمتص أي شيء يجده في طريقه وغالبية هؤلاء الناس طبيعيون جداً في حياتهم العامة وتصرفاهم ممتازة وفيها عين العقل أما ظاهرة أكل الأقلام أو الأخشاب فهذا شيء مش طبيعي وبحاجة إلى تفسير علمي ومنطقي أكيد.

وزمان وأنا ولد صغير –وكل مولودٍ ولد- كنت أروح مع أولاد الحارة إلى الحارة المجاورة لحارتنا على شان أشوف واحد مجنون خالع ملابسه في حوش الدار ولابس من غير هدوم, وكنا نستمتع بذاك المنظر ونضحك عليه ونصرخ بصوتنا ونقول له : مجنون مجنون..مجنون ..ولم نكن نعرف ما هو الجنون ولكن أهالينا كانوا يقولون لنا أنه مجنون وكان طبعاً هذا المجنون فرجه للناس وللمجتمع المحلي ويمكن لو عرفوا بوجوده السياح الأجانب لجاؤا إليه لكي يشاهدونه , ولو كان في برنامج تلفزيوني يسجل أغرب العجائب في العالم لكان صوروه وشفناه في برنامج (من عجائب الخلق) أو (من عجائب العالم العربي ) وأهم شيء أنه كان يأكل الزجاج , وبصراحه وبدون مبالغه كان فعلاً يأكل (اللمبات –والنيونات) الكهربه , فكنا نأت بنيون كهربه محروق وما بشتغلش وكنا نرميه عليه , فكان هو يمسكه ويأكله أو يطحنه بأسنانه , وكان أهلنا يحذرونا من الاقتراب منه ويقولون لنا هذا مجنون هسع بوكلكوا إذا بتروحوا عليه مره ثانيه .

ولم أكن أستمع لنصيحة الأهل وذهبت لمشاهدته أكثر من 100 مرة لأن منزله كان في طريق المدرسة التي كنتُ أذهبُ إليها ولحسن حظي لم يأكل مني أي قطعة لحم , يمكن عشان أنا مش مخلوق من الزجاج , يعني كان هو يعشق أكل الزجاج وليس لحم الأطفال , والملفت للانتباه أن كل الناس كانوا يشاهدونه ولم أسمع حتى اليوم عن أحد وهو يقول كان يوكل الزجاج أو كان يخلع ملابسه ويقف في حوش الدار من غير ملابس داخليه أو خارجيه , يعني أنا مثلاً كطفل كنت أحكي عنه إنه عريان وإنه بوكل زجاج , والناس كانوا يحكوا عنه : مجنون وكأنهم جميعاً لم يشاهدوه وهو عريان أو وهو يأكل الزجاج .

يعني كل الناس شافوه عريان لكن ولا واحد قال عنه عريان , وكل الناس شاهدوه وهو يأكل الزجاج ولم يقل أحد عنه أنه جوعان , وأذكرُ أن كل الناس كانوا يقولون عن شاب جامعي خريج كلية الصحافة والإعلام المبيوع أنه مجنون ولكن لم يقل أحد عنه أنه عاشق وهيمان في محبوبته عندما كان يخرج للشارع ويصرخ ويقول (ياذات الخصر الفنان والكعب الرنان) وأنا سألته مرة وهو يمسك خشبه أو عود قُصّيبْ ويأكل به بين أسنانه وكأنه يأكل بوجبة طعام شهية وكان يأكلُ بالعود وهو مستمتع جدا ويمصه وكأنه يمص عود من قصب السُكرْ, سألته عن معنى الخصر الفنان والكعب الرنان فقال : كنت أسمع صوت كعب كندرتها وهي في كلية الاقتصاد وأنا في كلية الآداب التي تبعد عن كليتها مسافة كيلو متر , والخصر الفنان كان ضعيف جدا أو نحيل جدا ..الخ, يعني الزلمه كان محروم جنسياً وعاطفياً على شان هي بدأ جنونه بأكل أقلام الرصاص بعدين تطور إلى المحايات بعدين إلى البرايات بعدين الدفاتر والقرطاسيه كلها حتى ما ظل عنده شيء يوكله وتزوجة معشوقته من زميل له على حسب قوله لا منظر ولا محظر ولكن كان الطالب الوحيد في الجامعه الذي يقود سيارة مرسيدس خاصه به.

طيب مش مشكله أكل الورق والمساطر والأقمشه مش مشكله كل واحد ذنبه على جنبه والناس حره في أكلها وشربها بس في ناس مش حره إنها مثلاً توكل مصاري أو ميزانية وزارة الزراعه , أو وزارة التربيه , التربيه لا, الله يعينهم على البلاوي اللي الله حطها في الوزاره.

About جهاد علاونة

جهاد علاونه ,كاتب أردني
This entry was posted in الأدب والفن, كاريكاتور. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.