هذا هو الكذب -المصفط-

مازال بعض اعضاء السيرك السياسي بالعوراق العظيم يرفعون شعار”اكذب ثم اكذب ثم اكذب حتى تصدق نفسك”.

ومن المؤلم ان نجد ان الكذب اصبح هو القاعدة والصدق حالة شاذة جدا لدى هؤلاء”السيركون”.

لاندري كيف يمكن لنائب في البرطمان ان يرتضي لنفسه ان يطرح هذا السيل من الاكاذيب ولاندري ايضا هل يعتقد ان هذا الشعب مازال في طور الحضانة؟.

احتمالات تصريح النائب عن ائتلاف دولة القانون ابراهيم الركابي تذكرني بافلام الكاوبوي التي غزت العالم في الستينات من القرن الماضي حاملة نفس الحدث حيث يمتطي بطل الفيلم حصانه متجها الى حيث الاشرار ليقتلهم جميعا دون ان يصاب بطلقة واحدة. ويعود الى دياره مكللا بالنصر على الاوغاد حيث يهتف له كل من يراه بالهتاف المعروف”بالروح بالدم نفديك ياكاوبوي”.

احتمالات عديدة يوفرها تصريح السيد النئب الركابي،فهو اما جاهل بل ومغرق بالجهل بحيث لايدري كيف تم انتخابه ليكون عضوا في البرطمان العراقي او انه يعيش خارج العراق ويتقاضى راتبه في بلد المهجر مع مخصصات الحماية و”الميرة” او انه يعتقد،وهذا وارد جدا” بان هذا الشعب يصدق مايقول حتى ولو كان ضمن الكذب المكشوف علنا.

قبل ان نوفر سوء النية باي احتمال اخر لنقرا معا ماقاله امس الى وكالة انباء “اين” العراقية:

“أعلن النائب عن ائتلاف دولة القانون، إبراهيم الركابي، إن القوات الأمنية على أهبة الاستعداد لمواجهة من يحاول العبث بأمن واستقرار العراق.

وقال الركابي في تصريح لوكالة كل العراق [أين]، إن “القوات الأمنية على أهبة الاستعداد للدفاع عن العراق واستقراره، بالإضافة إلى الجهود التي يبذلها الحكماء والعقلاء في إبعاد شبح الحرب عن العراق”.

هل سمعتم او قراتم كلاما اكثر استفزازا من ذلك.

العراقيون يموتون كل يوم وفي كل شارع وصاحبنا يرى ان القوات الامنية على اهبة الاستعداد.. كواتم الصوت حصدت امس اكثر من خمسة اشخاص في بغداد وحدها وصاحبنا يعتقد ان القوات الامنية تتصدى لمن يحاول العبث بامن العراق.

اي صفاقة اكثر من هذه الصفاقة التي “يشنف” الركابي بها اذان مستمعيه؟.

ان هذا الركابي الذي وجد نفسه نائبا في البرطمان وهو لم يزل ولدا غضا انطلت عليه لعبة السيرك السياسي فاخذ يلعب بها طولا وعرضا.

لانعتقد ان هناك عاقلا يثق بان القوات الامنية تقف على اهبة الاستعداد لمجابهة العبث بامن العراق لسبب بسيط هو ان هذه القوات مخترقة بشهادة اعلى مسؤول فيها حين اكد وكيل وزارة الداخلية السيد الاسدي للمرة المائة ” ان القوات الامنية مخترقة ويجب اعادة هيكليتها مرة اخرى”.

ايها الركابي عليك بالحرص على حياتك فعوائل الاف الضحايا لن يسكتوا على افترائك ولايجدون اي مبرر لغض الطرف عما تقوله فدماء الضحايا مايزال حارا وسيبقى كذلك حتى ولو مرت عشرات السنين.

اقراوا مرة اخرى مايقوله كالببغاء هذا الركابي وهي اسطوانة مخرومة حد النخاع فقد بات معروفا ان الذي يتظاهر او يحتج بنظر الحكومة اما ان يكون من سلالة القاعدة او طائفي او شيوعي او علماني او مخرب ويثير الشغب.

اقراوا اسطوانته أن “من يثير النعرات العنصرية ويرفع هتافات الطائفية وبجانبه القاعدة وخطاباتها، بالتأكيد ينفذ ما تطلب منه الاجندات الخارجية وإلاقليمية التي تريد إن تكون هناك حرب طائفية في العراق”.

فاصل مركوب:خويه الركابي اعتقد الافضل لك ان تستلم راتبك مع المخصصات بصمت وتحترم نفسك وتبتعد عن الكذب ” المصفط”.تواصل مع محمد الرديني فيسبوك

About محمد الرديني

في العام 1949 ولدت في البصرة وكنت الابن الثاني الذي تلاه 9 اولاد وبنات. بعد خمسة عشر سنة كانت ابنة الجيران السبب الاول في اقترافي اول خاطرة انشائية نشرتها في جريدة "البريد". اختفت ابنة الجيران ولكني مازلت اقترف الكتابة لحد الان. في العام 1969 صدرت لي بتعضيد من وزارة الاعلام العراقية مجموعة قصص تحت اسم "الشتاء يأتي جذلا"وكان علي ان اتولى توزيعها. في العام 1975 التحقت بالعمل الصحفي في مجلة "الف باء" وطيلة 5 سنوات كتبت عن كل قرى العراق تقريبا ، شمالا من "كلي علي بيك" الى السيبة احدى نواحي الفاو. في ذلك الوقت اعتقدت اني نجحت صحافيا لاني كتبت عن ناسي المعدومين وفشلت كاتبا لاني لم اكتب لنفسي شيئا. في العام 1980 التحقت بجريدة" الخليج" الاماراتية لاعمل محررا في الاخبار المحلية ثم محررا لصفحة الاطفال ومشرفا على بريد القراء ثم محررا اول في قسم التحقيقات. وخلال 20 سنة من عملي في هذه الجريدة عرفت ميدانيا كم هو مسحوق العربي حتى في وطنه وكم تمتهن كرامته كل يوم، ولكني تعلمت ايضا حرفة الصحافة وتمكنت منها الا اني لم اجد وقتا اكتب لذاتي. هاجرت الى نيوزيلندا في العام 1995 ومازلت اعيش هناك. الهجرة اطلعتني على حقائق مرعبة اولها اننا نحتاج الى عشرات السنين لكي نعيد ترتيب شخصيتنا بحيث يقبلنا الاخرون. الثانية ان المثقفين وكتاباتهم في واد والناس كلهم في واد اخر. الثالثة ان الانسان عندنا هو فارزة يمكن للكاتب ان يضعها بين السطور او لا. في السنوات الاخيرة تفرغت للكتابة الشخصية بعيدا عن الهم الصحفي، واحتفظ الان برواية مخطوطة ومجموعة قصصية ويوميات اسميتها "يوميات صحفي سائق تاكسي" ومجموعة قصص اطفال بأنتظار غودو عربي صاحب دار نشر يتولى معي طبع ماكتبت دون ان يمد يده طالبا مني العربون قبل الطبع. احلم في سنواتي المقبلة ان اتخصص في الكتابة للاطفال فهم الوحيدون الذين يقرأون.
This entry was posted in الأدب والفن, فكر حر. Bookmark the permalink.

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

This site uses Akismet to reduce spam. Learn how your comment data is processed.